لباقة وأناقة وحضور قوي وذكاء لا شك فيه.. كلها صفات يتمتع بها الإعلامي اللبناني جورج قرداحي الذي أصبح خلال سنوات قليلة مثالاً للمذيع الناجح، بعدما حقق برنامجه الشهير"من سيربح المليون"- في نسخته العربية - نسبة مشاهدة عالية.حول رحلته في مجال الاعلام وبرنامجه والأحداث السياسية والأمنية التي عصفت بالمنطقة العربية كان ل"الحياة"هذا الحوار: "من سيربح المليون"مأخوذ عن برنامج عالمي يقدم في 72 دولة حول العالم، لكن ما لا شك فيه أن النسخة العربية مميزة، فهل يعود الأمر الى جاذبيتك كمقدم للبرنامج؟ - بالفعل يذاع البرنامج في أكثر من 70 دولة حول العالم، لكنه نجح في 5 دول فقط، ويمكن القول ان النسخة العربية يقف وراءها فريق عمل على أعلى مستوى مهني. وما لا شك فيه أن لمقدم البرنامج دوره في جذب أكبر عدد من المشاهدين، وعندما يتوافر الاعداد الجيد مع الاخراج الجيد مع الديكور الجيد مع مقدم جيد، تكون النتيجة متكاملة... كل هذا إضافة إلى أن البرنامج يقدم المعلومة في شكل يستفيد منها المشاهدون. مواصفات إذاً لماذا لم يحقق برنامجك"افتح قلبك"الشهرة ذاتها على رغم توافر عوامل النجاح - كما ذكرتها - له؟ - لا يمكن المقارنة بين البرنامجين لأن في ذلك ظلماً كبيراً لكليهما. فپ"من سيربح المليون"مختلف تماماً من حيث أنه برنامج ثقافي يعتمد على الجوائز المالية وطريقة تقديم غير تقليدية. أما"افتح قلبك"فيركز على الجوانب الإنسانية وله رسالة مختلفة. ومع ذلك لا أنكر أني صدمت عندما وجدت أن غالبية الناس لا يعرفون عن البرنامج الأخير شيئاً خصوصاً الجمهور المصري، ومسؤولية ذلك تقع على عاتق المحطة التي وعدتني ببث البرنامج على المحطات الأرضية المصرية. ما مواصفات المذيع الناجح برأيك؟ - لا بد من أن يكون ذكياً فطناً واسع الثقافة والمعرفة، والأهم أن يكون حاضر الذهن وفي حال تأهب واستنفار، لأن كل كلمة تخرج منه وكل حركة تصدر عنه لها مدلولها الخاص ولا بد من أن يكون يقظاً متابعاً للضيف. كما لا بد من أن يكون له أسلوبه الخاص الذي يميزه ولا يسعي لتقليد أحد... وقبل كل شىء لابد أن يتمتع بالموهبة. كيف ترى الاعلام العربي؟ وأين موقعه من الاعلام الغربي؟ وهل يستطيع المنافسة في ظل الفضائيات والسماوات المفتوحة؟ - من الخطأ التعميم فليس هناك اعلام عربي موحد، لكن هناك نظم اعلامية مختلفة بحسب الدولة التي يتبعها، ففي داخل كل دولة هناك اعلام حكومي وآخر خاص وثالث موجه... اعلامنا غير متجانس ولا متكامل بل يختلف بتوجهات كل فرد. وما رأيك في الاعلام المصري، وهل يملك آليات المنافسة؟ - مصر غنية بحضارتها وجذورها الضاربة في التاريخ، والاعلام المصري له الفضل في ازدهار اعلام متقدم متحضر في كثير من البلدان العربية، إلى جانب أن مصر فيها مدينة الإنتاج الاعلامي والأقمار الاصطناعية والإنتاج الضخم. ولكن كل هذا لا يكفي لأن الاعلام المصري هو اعلام دولة يعاني التخبط والعشوائية ولا يمكنه منافسة القنوات الأخرى أو المحطات الخاصة، من هنا وحرصاً على الريادة المصرية في مجال الاعلام لا بد من وقفة جادة من الجميع للبحث عن صيغة أخرى حتى يعود الاعلام المصري الى الصدارة ويمكنه منافسة القنوات الأخرى. لكن قبل كل شيء لا بد من غربلة السياسات حتى يمكن تفنيد البرامج التي تقدم والعمل على الاستفادة من التجربة اللبنانية والغربية في هذا المجال. إذاً أنت ترى أن الاعلام اللبناني تفوق على المصري في الآونة الأخيرة؟ - بالفعل الاعلام اللبناني نشط جداً، ما أهله لمركز الصدارة. والحرية هي السر وراء تقدمه، فهناك حرية في النقاشات والحوارات التي تدار في البرامج، وهناك ملاحقة دائمة لكل ما يكتب مع رغبة حقيقية في التطور والاستفادة من تجارب الآخرين ممن سبقونا، وعليه أصبحت المحطات اللبنانية الأكثر جذباً للجمهور والأعلى في نسبة المشاهدة الى درجة أنه لم يعد من منافس عربي للاعلام اللبناني نظراً للفجوة الكبيرة في مساحة الحرية التي يتمتع بها، إلى جانب الكفاءة والتمكن من الأدوات. عن الفنان والاعلان ما سر اتجاهك أخيراً الى مجال الاعلان التجاري ؟ - ليس عيباً أن يقبل الاعلامي دخلاً اضافياً خصوصاً أن لي أسرة وأبناء، كما أن الكثير من الفنانين يقدمون الاعلانات من دون أن يقلل ذلك من شأنهم. وأنا حريص على أن أنتقي الاعلان الذي يتناسب معي كما أني رفضت عشرات العروض التي لا تناسبني. هل يمكن اعتبار الاعلان الخطوة الأولى لدخولك عالم التمثيل؟ - كل انسان في بداية حياته يحلم بالشهرة من خلال عمل شريف، وأعتقد أني تخطيت تلك المرحلة، وأنا شارفت على الخمسين ومهنة التمثيل يجب أن تكون مع بداية رحلة الحياة والشهرة، إضافة إلى أن التمثيل يحتاج الى موهبة أشعر أنها غير موجودة عندي. كيف ترى المجتمع اللبناني بعد حادث اغتيال الحريري؟ وما رأيك في قرار الانسحاب السوري ونزع سلاح"حزب الله"، والاختلافات على الرئاسة والحوار الوطني؟ - لبنان خسر رمزاً من أهم رموزه الوطنية بغياب رئيس الوزراء رفيق الحريري الذي أعتبر أنه كان من أهم أسباب الاستقرار الداخلي للبنان، فهو الذي رفع اسم لبنان عالياً على المستوى الدولي في المجالات كافة. ولن ينسى التاريخ أبداً هذا الحادث، ولا بد من محاسبة المجرم الحقيقي الذي يقف وراءه. أما بقية القضايا التي ذكرتها فأنا أعتقد بأن الحل في الحوار بين جميع الأطراف لكي يعبر لبنان عنق الزجاجة الذي وضع فيه. لكني أؤكد أنه لا خوف من عودة شبح الحرب الأهلية مرة أخرى.