كشف مسؤول في تلفزيون دبي، المنتج الرئيس لعدد كبير من الأعمال الدرامية العربية، أن التلفزيون تراجع عن شراء مسلسل "أسمهان"لعرضه حصرياً على القناة، وتسويقه، نتيجة عدم نجاح الشركة المنتجة في التفاوض مع المغنية نانسي عجرم للعب دور الأميرة"صاحبة الصوت الماسي". وقال علي الرميثي، مدير التلفزيون، ل"الحياة"، انّ التلفزيون كان أعلن في رمضان الماضي عن مفاجأة يحضّرها، بعد النجاح الذي حظي به مسلسل"نزار قباني،"وكنا نقصد قصة حياة الأميرة آمال الأطرش أسمهان، الا أن شرطنا تمثّل بأن تكون نانسي عجرم هي المجسدة للشخصية، وحين لم يتمكن المنتجون من التفاوض معها، انسحبنا من المسلسل". ولم يعط معلومات عن سبب فشل المفاوضات قائلاً:"ربما تكون مشغولة بحفلاتها". ورفض الرميثي مقولة انجرار التلفزيون الى معايير السوق، عبر اصراره على اختيار عجرم لأداء الدور. وعن عدم وجود شبه شكلي أو صوتي بين الشخصيتين، قال:"نانسي عجرم تتمتع بصوت جميل وقوي، أما الشكل ففي الإمكان توليفه، فمن قال ان صابرين تشبه أم كلثوم، وعلى رغم ذلك فقد أدت الشخصية ببراعة". وكشف الرميثي ان التلفزيون لم يكن يريد تحمّل تكلفة إنتاج المسلسل،"إذ كنا سنشتري العرض الأول فقط". وتأتي تصريحات تلفزيون دبي، لتضيف نقطة جديدة جدلية الى ملف المسلسل، الذي يحاط بكثير من الأزمات، منذ اللحظة الأولى لاعلان ممدوح الأطرش قريب العائلة عن الرغبة في تنفيذه قبل خمس سنوات، وصولاً الى اتهام أقارب المطربة الراحلة لممدوح بأنه"بعيد من العائلة ومجهول من جانبهم"، مروراً بالحديث عن شخصية، تساهم في الانتاج، ومعروف عنها ميلها الى عالم السحر. المخرج السوري نبيل المالح يستمر في تصوير حلقات المسلسل على رغم كل الدعاوى القضائية المرفوعة ضد العمل، والتصدي الكبير من الأمير عماد منير الأطرش، ابن خال أسمهان، والذي وصل به الحد أن يصدر، استباقياً ومنذ اللحظة الاولى للاعلان عن فكرة المسلسل أو الفيلم كما كان بياناً يورد فيه حرفياً:"... ممدوح ابراهيم النجم الاطرش ليس بقريب مباشر لنا وهو ينتمي الى فرع النجم من آل الاطرش ولم نعرفه سابقاً... ونتوجه الى اللبنانيين والعرب والعالم عبر الصحافة اللبنانية والعربية والعالمية طالبين منهم اعتماد فقط ما يصدر من قبلنا كوننا الجهة القانونية والرسمية الوحيدة التي لها الصفة والحق لاعطاء الموافقة لانتاج فيلم او مسلسل عن حياة الأميرة آمال الأطرش، المطربة الكبيرة أسمهان...". وجاءت تلك التصريحات، آنذاك، كتكذيب رسمي لما أشيع عن قيام ممدوح الأطرش بالحصول على موافقة 150 شخصاً من افراد أسرة الفنانة الراحلة، بينهم ابنتها الوحيدة، السيدة كاميليا الأطرش جنبلاط المقيمة في صيدا - لبنان، لإنتاج ستين حلقة، رصدت لها موازنة خمسة عشر مليون دولار. وتقدم اسم المالح على الساحة، بصفته سيلعب دور المخرج، فضلاً عن كتابة السيناريو والحوار. وقد سبق وأعلن أخيراً أنه استغرق في إعداد الحلقات سنة ونصف السنة، عمل فيها طوال 15 ساعة يومياً، منقباً في آلاف الوثائق والصحف والمجلات، وعائداً الى مصادر بريطانية وفرنسية وأميركية."لم تكن جاسوسة وإنما قامت، في العام 1941، بعقد صلة وصل بين أهلها في جبل العرب في سورية وبريطانيا، على أن تقنعهم بأن يقفوا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وأن يوقفوا التعامل مع حكومة فيشي المتعاملة مع ألمانيا النازية، وساعدها في تحقيق هذا الأمر طليقها حسن الأطرش، شرط أن يعقد عليها قرانه من جديد. فوافقت أسمهان على هذا الطلب، وهي بذلك تكون قد شاركت في تغيير تاريخ المنطقة، في رأيي، نحو الإيجاب لا السلب، لأنها حصلت جراء ذلك على وعد باستقلال سورية من الاستعمار الفرنسي"، يقول المالح في تصريحاته. وبالعودة الى مسألة تلفزيون دبي، فإن بعض المراقبين يعتقد أن انسحابه من العمل هو بمثابة توق لاحتمال أن يكون في نية المنتجين الاستفادة من العلاقة بالتلفزيون، لكي تصبح محاكم دبي هي المخولة قضائياً النظر في القضايا المرفوعة على هيئة الانتاج. ومن المعروف أن المحاكم التي يصفها الرميثي بپ"الحيادية والنزيهة"، لعبت دورها في أزمة مسلسل"نزار قباني"الذي عرضه التلفزيون حصريا العام الماضي، على رغم الدعاوى القضائية التي رفعها أبناء الشاعر الراحل على هيئة الانتاج. وردت المحاكم آنذاك تلك الدعاوى بحجة عدم قانونيتها. أما الرميثي فيعلق على هذا الملف بالقول:"النزاعات القضائية هي بين أهل الشاعر والمنتجين المنفذين ولا دخل لنا بها".