بعد الضربة القوية التي تلقتها شركة"ريبسول"الإسبانية - الأرجنتينية في بوليفيا، وأمام تحديات عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في دول عدة منتجة للطاقة في أميركا اللاتينية، وعدم وضوح مستقبل استثمارات الغاز والنفط ومشتقاتها، بدلت الشركة استراتيجيتها السابقة، حين راهنت على منطقة واحدة من العالم، واضعة معظم استثماراتها فيها. وبدت رغبة الشركة واضحة في توسيع نطاق أعمالها، وتقوية تجارتها في مناطق أخرى مهمة بالنسبة الى الطاقة في العالم، وكسب أسواقها من دون إهمال"أميركا اللاتينية"، وفقدان وزنها التجاري فيها، وفقاً لتصريحات رئيس الشركة انطونيو بروفاو في ليبيا أخيراً. فقد وقع بروفاو مع مؤسسة النفط الوطنية الليبية، على اتفاق يوسع نطاق التحالف القائم للبحث والتنقيب عن النفط واستخراجه في هذا البلد. وأكد ان دول أفريقيا الشمالية، بخاصة الجزائر وليبيا، إضافة إلى بعض دول الخليج، ثم روسيا وخليج المكسيك، أصبحت ذات أولوية في استراتيجية شركته التجارية، بعد تخفيض مخزونها في أميركا اللاتينية بنسبة 25 في المئة، بسبب الأوضاع في بوليفياوالأرجنتين. وأكد ان"ريبسول"لن تتخلى عن أسواق الأرجنتين والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا، في حين ان استثماراتها في غاز بوليفيا لا تتعدى نسبة 2 في المئة. وأشار إلى أنها ستزيد إنتاجها في ليبيا بنسبة 66 في المئة لتصل إلى 415 ألف برميل يومياً عام 2010، في مقابل 215 ألفاً حالياً، لافتاً إلى ان ليبيا"بلد محوري ورئيسي بالنسبة الينا، انه الباخرة التي تحمل راية عملياتنا خارج الأرجنتين، لا تؤمن لنا حجماً كبيراً من المخزون بسبب نوع الاتفاقات القائمة، بل قيمة مضافة مرتفعة. إنها على رأس البلدان التي نكسب فيها القيمة المضافة"وأشاد بالضمانات التي تقدمها ليبيا، خصوصاً ان احتياطي مخزون"ريبسول"فيها حالياً اقل من 5 في المئة، لكنه سيصل إلى نحو 10 في المئة خلال خمس سنوات، بعد اكتشاف حقول جديدة 21 حقلاً في السنوات الثلاث الأخيرة. وبلغت استثمارات"ريبسول"في ليبيا نحو خمسة بلايين دولار، كما أنها أصبحت أول شركة أجنبية تعمل على ارض ليبيا، حيث تمثل 15في المئة من إنتاجها النفطي. ويبدو ان مخططاتها تتوافق مع أهداف الحكومة الليبية.