أعلن رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي أمس، أن طوكيو قررت سحب جنودها من العراق، منهياً بذلك أخطر مهمة عسكرية لهذا البلد في الخارج منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. واعتبر كويزومي أن مهمة القوات اليابانية في السماوة أظهرت استعداد بلاده للايفاء بالتزاماتها الدولية، متعهداً العمل لمساعدة العراق مستقبلاً. يذكر أن طوكيو تنشر حوالي 550 جندياً في مدينة السماوة منذ شباط فبراير عام 2004 في مهمة"غير قتالية". ويأتي قرار سحب الجنود بعد يوم من اعلان رئيس الوزراء العراقي أن القوات العراقية تعتزم الاضطلاع بمسؤولية الامن في محافظة المثنى حيث يشرف البريطانيون على قوة متعددة الجنسية تضم الجنود اليابانيين. وكان قرار اليابان المشاركة بقوات في العراق بمثابة دعم لحليفتها الوثيقة الولاياتالمتحدة، ولأداء دور أمني أكبر على مستوى العالم. وقال كويزومي خلال مؤتمر صحافي تعهد فيه مواصلة دعم إعادة اعمار العراق:"أريد أن أعرب عن احترامي البالغ وشعوري بالامتنان لقوات الدفاع الذاتي القوات اليابانية التي كدحت وعرقت في ظروف صعبة وفي ظل ادراك قوي من جانبها، بأنها تؤدي أعمالها في العراق من أجل شعب اليابان". ويأتي قرار سحب الجنود اليابانيين قبل زيارة كويزومي الى واشنطن لاجراء محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش أواخر حزيران يونيو الجاري ونهاية ولايته كرئيس للحزب الحاكم، وبالتالي كرئيس للوزراء في أيلول سبتمبر المقبل. وسبق أن أشارت تقارير صحافية يابانية الى أن انسحاب الجنود اليابانيين غير المقاتلين وغيرهم من القوات الأجنبية سيبدأ هذا الشهر، وهو ما نفته طوكيو. وتقول اليابان إن انسحاب جنودها من مدينة السماوة سيجري بالتنسيق مع الحكومتين البريطانية والاسترالية اللتين توفر قواتهما الامن لحوالي 550 جندياً يابانياً غير مقاتل هناك. ولم يُقتل أي جندي ياباني في العراق، لكن كويزومي واجه ازمة سياسية عام 2004، حين خطف مسلحون ثلاثة مدنيين يابانيين واحتجزوهم رهائن قبل أن يطلقوهم. لكن المسلحين قتلوا في العراق ستة مدنيين يابانيين بينهم ديبلوماسيان.