قمة دول منظمة شنغهاي عقدت في الخامس عشر من الشهر الجاري، هي لم تكن مجرد اجتماع ولقاء لقادة الدول الأعضاء في المنظمة وهي روسياوالصين واربع من دول وسط آسيا، على أن المنظمة ستلعب دوراً هاماً في التعاون الاقليمي والسياسة العالمية. بدأت منظمة شنغهاي تزيد عدد اعضائها. فباكستانوايرانوالهند ومنغوليا تتمتع بصفة عضو مراقب في المنظمة. وتتولى لجنة خاصة الاتصال بافغانستان. وعلى هذا فاكثر من نصف سكان العالم هم تحت مظلة منظمة شنغهاي. وهي أسست، في حزيران يونيو 2001، بنية اقليمية لمحاربة الارهاب. وانتقلت سريعاً من العمل في المجال السياسي الى التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي. ويبقى دور افغانستان حيوياً في أي انفتاح على دول وسط آسيا. فهذه المنطقة لا تزال روسيا تعاملها وكأنها منطقة نفوذ خاصة بها. وطورت الصين، من جهتها، علاقات ثنائية بدول آسيا الوسطى، ومنظمة شنغهاي، وأغرقت أسواقها بالمنتجات الصينية الرخيصة الثمن. ويبقى دور أفغانستان، وإقامة علاقة بباكستان، مهماً. ونبهت الدول الأعضاء الى خطورة استشراء زراعة المخدرات، والاتجار بها. وانتقد الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، في افغانستان لفشله في وقف تجارة المخدرات، وتقصيره عن تحسين الاوضاع الامنية في افغانستان. وقال الرئيس حامد كرزاي ان دوام مرابطة القوات الدولية في افغانستان امر مهم لتمكين افغانستان من اعادة البناء بعد سنوات طويلة من الحرب. وفي الأشهر القليلة القادمة، يتوقع أن يتعاظم وزن منظمة شنغهاي. فالمنطقة قادمة على تشكيل شبكة خطوط انابيب الغاز والنفظ. فأوشك خط النفط بين كازاخستان والصين على الإنجاز. وفي الجنوب تعمل ايرانوباكستان على مد خط لأنابيب الغاز بينهما. ويمكن جره الى الهند. وتتصل تركمانستانبباكستان بخط لأنابيب الغاز. وهو السبب في رغبة منظمة شنغهاي في تمتين روابطها بالهندوباكستانوافغانستانوايران. والى اليوم، تمكنت روسياوالصين من وقف المشروع الأميركي فرض عقوبات على ايران، واجبرتا واشنطن على عرض الحوار على طهران ان هي اوقفت تخصيب اليورانيوم. وليس من المتوقع ان تنضم موسكو وبكين الى الدول التي تنوي فرض عقوبات على طهران. فموسكو وبكين وقعتا اتفاقات واسعة النطاق للتنقيب عن البترول الايراني. واعترافاً باهمية الغاز والنفط في صياغة علاقات دول المنطقة. عرض الرئيس مشرف ممراً للطاقة الى الصين عبر الاراضي الباكستانية يصلها بالشرق الاوسط ووسط آسيا. ويفسر هذا رغبة باكستان الجامحة في عضوية منظمة شنغهاي غير المنقوصة. وباكستان ليست وحدها دولة جارة لافغانستان. فايران وأوزبكستان وطاجكستان وتركمانستانوالصين، لها كلها حدود مشتركة مع افغانستان. وهناك دول ليس لها حدود مشتركة مع افغانستان، ولكنها تحاول التأثير في اوضاعها. وتقليص الدور الباكستاني الفاعل والخاص. واحدى هذه الدول هي الهند وتتمنى باكستانلافغانستان الاستقرار. وهذا من شروط قيام التعاون الاقتصادي الاقليمي. والصداقة والتعاون بين افغانستانوباكستان مطلباً ملحان للتنمية. والاتهامات المتبادلة عبر الحدود الافغانية الباكستانية حول علاقة الدولتين بحوادث الدولة الاخرى أوجد فجوة في علاقات البلدين. فباكستان تحارب الارهاب لأجل افغانستان. وعلى الحكومة الافغانية ان تظهر شيئاً من الاهتمام بباكستان. وعليها ان تقر بفشلها في بعض الامور. وألا تلجأ الى القاء المسؤولية على باكستان. ويمكن لعلاقاتنا التاريخية بالصين وتركيا ان تخدم في هذا المجال، والروابط الاسلامية ضرورية. وفوق كل هذا، فإن ما نحتاجه هو وحدة وطنية اقوى في الداخل، والتعامل بحكمة وتعقل في مسألتي وزيرستان وبلوشستان. عن محمد منير باحث في معهد اسلام اباد للأبحاث السياسية، "أوبزرفر" الباكستانية 17/6/2006