تواصلت أعمال العنف أمس، وأسفرت عن مقتل 25 عراقياً على رغم الخطة الأمنية التي أعلنها رئيس الوزراء نوري المالكي في بغداد، في حين شهدت الرمادي عملية أمنية واسعة شارك فيها آلاف الجنود الأميركيين والعراقيين بهدف انشاء قاعدة للجيش العراقي في هذه المدينة المضطربة. وأودى انفجار شاحنة صغيرة مفخخة بحياة ثلاثة عراقيين يستقلون سيارة في جنوب غربي بغداد، بحسب الشرطة. وأُصيب ثلاثة اشخاص اثر سقوط ثلاث قذائف هاون على جامعة الامام الصادق جامعة البكر سابقاً في شرق بغداد، فيما خُطف عشرة عمال من أحد الافران على أيدي مسلحين في وضح النهار. وأوضح مصدر في وزارة الداخلية أن"مسلحين يستقلون خمس سيارات مدنية خطفوا عشرة من عمال أحد افران الخبز في منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد". وأكد المصدر"عثور الشرطة على عشر جثث مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من بغداد". وأوضح انه"عُثر على جثتين في كل من منطقة الشعب ومنطقة أور وقرب شار القناة شرق وفي البياع، اضافة الى جثة في الوشاش جنوب". وأضاف أن"بعض الجثث عليها آثار تعذيب، وأصحابها قُتلوا باطلاق نار في الرأس". وفي مدينة كربلاء، أكد مصدر أمني العثور على جثة لشخص مجهول الهوية قُتل بالرصاص. وتركزت الاعتداءات الدموية صباح أمس في بعقوبة وضواحيها حيث قتل زعيم"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"ابو مصعب الزرقاوي في السابع من حزيران يونيو الجاري. ووعد التنظيم بالثأر لمقتل الزرقاوي الذي كانت الحكومة العراقية اعتبرته"بداية النهاية"للشبكة الارهابية في البلاد. الى ذلك، أعلن"مجلس شورى المجاهدين"الذي يضم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"أمس، مسؤوليته عن سلسلة تفجيرات وقعت أول من أمس، وأدت الى مقتل 43 عراقياً في بغداد ومناطق قريبة منها. وأوضح بيان المجلس أنه كان وراء أربعة تفجيرات في بغداد من بين سبعة أعلنت الشرطة وقوعها. وفي المقدادية، قتل مسلحون ثلاثة أشقاء كانوا في صحبة امرأة مريضة قرب المركز الصحي في القضاء، بحسب مصدر في الشرطة. وفي بعقوبة، أكد مصدر أمني أن"مسلحين اغتالوا ثلاثة مدنيين عراقيين شيعة أحدهم يحمل جواز سفر ايرانياً في هجوم وقع وسط المدينة". كما اغتال مسلحون مدنيين أحدهما سائق شاحنة قدم الى بعقوبة من بلدة الخالص القريبة من أجل تفريغ حمولة من الحبوب في أحد المتاجر، فيما قُتل الثاني وهو مدرس لدى خروجه من مركز امتحانات في المدينة. وفي الموصل، قُتلت امراة وأُصيب 19 آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري لدى مرور دورية عسكرية أميركية. وفي الرمادي، أفاد سكان أن القوات الأميركية سدت طرقاً مؤدية الى البلدة لحرمان المسلحين من حرية الحركة، في حين أشارت وكالة"أسوشييتد برس"الى أن العملية تهدف الى انشاء قواعد عسكرية للجيش العراقي في المدينة. وأوضح سكان أن بعض الطرق المؤدية الى الجزء الجنوبي من البلدة أُغلق، قبل أن يضيفوا أن هذا ليس أمراً نادر الحدوث اذ ما زالت هناك طرق أخرى مفتوحة. وكان ناطق باسم الجيش الأميركي قال في وقت سابق إن تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"حقق مكاسب في الرمادي، مؤكداً الاستعانة بحوالي 1500 جندي أميركي اضافي أرسلوا الى العراق في محاولة إنهاء سيطرتهم على المدينة. وقال الناطق باسم القوات الاميركية الميجور وليام ولهوايت إن"عملياتنا في الرمادي مستمرة منذ بعض الوقت، ولم نطلق حتى الان أي عملية كبرى مماثلة لتلك التي قمنا بها في الفلوجة". وأضاف انه لم يرسل كذلك أي تعزيزات الى الرمادي، مؤكداً أنه"لم يتم خفض او زيادة عدد القوات وهي على حالها، ولم تشهد أي تغيير منذ ستة أشهر". وفي الوقت ذاته، أفادت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أن القوات الاميركية والعراقية أطلقت خطة جديدة لعزل الرمادي وقطع خطوط الامداد عن المتمردين الموجودين فيها. وطالب عضو"جبهة التوافق"السنية النائب سلمان الجميلي رئيس مجلس النواب محمود المشهداني بالتدخل لمنع عملية عسكرية أميركية محتملة في الرمادي. وقال خلال جلسة اجرائية لمجلس النواب إن"معلومات تشير الى أن قوات الاحتلال تُعد للقيام بعمل عسكري في مدينة الرمادي، ما دفع كثيراً من العائلات الى ترك المدينة". وأوضح أن"أسلوب الحل العسكري والعقاب الجماعي سبق أن اتبع في السابق ولم يحل الامور بل على العكس زادها تعقيداً". وفي غضون ذلك، أعلنت الحكومة العراقية أن قواتها الامنية قتلت ثلاثة"ارهابيين"واعتقلت 150 آخرين وابطلت مفعول سيارة مفخخة وعدد من العبوات خلال الساعات ال48 الماضية في العراق. وتابع البيان أن"قوات الامن في الموصل تمكنت من قتل ثلاثة ارهابيين واعتقال 122 آخرين، والعثور على قاعدة لصواريخ كاتيوشا وابطال عبوتين". وفي اطار خطة"لنتقدم الى الأمام معاً"الامنية في بغداد، تمكنت قوات الامن من اعتقال عشرة إرهابيين وابطال مفعول سبع عبوات بعد تسييرها 243 دورية وتنظيم 305 نقاط تفتيش في مناطق متفرقة في مدينة بغداد. وبدأ تطبيق هذه الخطة قبل خمسة ايام بمشاركة 50 ألفاً من رجال الشرطة والجيش العراقيين والقوات الأميركية. كما اعتقلت قوات الامن عشرة ارهابيين في المقدادية شمال شرق حيث اعتقل أحدهم وهو يحاول نقل عبوة في سيارته وسط بعقوبة. وفي الأنبار غرب، اعتقل اربعة ارهابيين وأُبطل مفعول سيارة مفخخة، وفقاً للبيان. واعتقلت القوات العراقية أربعة ارهابيين في منطقة الفرات الأوسط والديوانية جنوب. وأوضح البيان أن قوات الامن عثرت على صاروخ من طراز"كاتيوشا"في منطقة الأمين جنوب شرقي بغداد، وأبطلت مفعول عبوات في مناطق متفرقة من بغداد وديالى شمال شرق.