تواجه مجموعة"إي إيه دي إس"الأوروبية لصناعة الطيران أزمة خطيرة بدأت بمتاعب صناعية، وولدت جدلاً حول استفادة المسؤولين فيها ومنهم أحد رؤسائها نويل فورجار من هذه المتاعب لتحقيق منافع شخصية. وكانت الازمة بدأت مع اعلان المجموعة عن تأخير في تجميع طائرات"ايرباص"العملاقة من طراز"أ 380"ما يحول دون تسليم 25 من هذه الطائرات السنة المقبلة وستضطر المجموعة الى الاكتفاء بتسليم تسع طائرات. وتسبب الإعلان عن هذا التأخير، الذي يقول أحد المسؤولين النقابيين ان مرده الى المهلة الزمنية القصيرة المحددة لمرحلتي الدراسات والانتاج، والى المنهج الاقتصادي الذي اعتمدته الإدارة، بتدهور في سعر سهم"إي إيه دي إس"بنسبة 26.3 في المئة الاربعاء الماضي، ليعود ويرتفع بنسبة 6.8 في المئة اليوم التالي. وكشف الاعلان عن التأخير وجود تضارب وعدم تنظيم على رأس المجموعة عكسته التصريحات المختلفة الصادرة عن المسؤولين عنها. ومن ضمن هذه التصريحات ما نقلته صحيفة"لوموند"عن أحد رؤساء مجلس إدارة المجموعة إرنو لاغاردير حول تبلغه نبأ التأخير في تجميع الطائرات العملاقة في أيار مايو الماضي. وأكد لاغاردير أنه استفسر مدير"ايرباص"غوستان هامبير حول الموضوع، فتلقى رداً مفاده أن ليس هناك ما يشير الى أي تعديل في البرنامج المعد لتسليم الطائرات. في المقابل فإن الصيغة التي يقدمها المقر الألماني لمجموعة"إي إيه دي أس"تشير الى أن"ايرباص"ابلغت"إي إيه دي أس"، في منتصف نيسان أبريل الماضي بالتأخير المحتمل من دون ان تقدم المزيد من الايضاحات. وكان يمكن لنتائج هذا التضارب في المعلومات أن تبقى محصورة على المستوى الصناعي والتنظيمي للمجموعة، لو لم تتبعه انباء تفيد بأن فورجار وأولاده الثلاثة وعدداً من المسؤولين في"إي إيه دي أس"، باعوا بعض أسهمهم في المجموعة قبل الانهيار الذي لحق بها. وأثارت هذه المعلومات استياء لدى صغار المساهمين في المجموعة الذين طالبوا سلطة مراقبة الأسواق المالية الفرنسية بالتحقيق في الموضوع، في حين أعلنت الاخيرة انها تدقق منذ أسابيع عدة في أوضاع أسهم"إي إيه دي إس"في السوق وان التطورات الاخيرة، أي تلك المتصلة ببيع فورجار وسواه لأسهمهم، سيدرج ضمن هذا الاطار. وكان لاغاردير أقرّ بأن المجموعة تواجه أزمة رئيسية وخطيرة، معرباً عن عزمه العمل على مواجهتها على المستويين الصناعي والانساني، وذلك في اشارة الى الضرر الذي لحق بصغار المساهمين. ومن المرتقب ان يطلب لاغاردير وشريكه الالماني في رئاسة مجلس إدارة المجموعة ماتفريد بيشوف، عملية تدقيق في الاوضاع الداخلية ل"ايرباص"، ما من شأنه أن يؤدي الى انعكاسات سلبية على فورجار الذي بات بقاؤه في منصبه موقع تساؤلات، وأيضاً على صعيد مسؤولي"ايرباص". هذه التطورات حملت فورجار على الإدلاء بحديث الى إذاعة"أوروبا واحد"الفرنسية، دافع فيه عن نفسه وأكد أنه باع جزءاً من اسهمه محققاً ارباحاً ملحوظة في آذار مارس الماضي، وان نبأ التأخير في تجميع الطائرات العملاقة لم يصله إلا في نيسان الماضي. ونفى فورجار تكراراً أي علم له بالصعوبات القائمة على صعيد تجميع طائرات"أ 380"لدى بيعه للأسهم التي أتاحت له تحقيق ارباح بقيمة 2.5 مليون يورو، مشيراً الى ان غالبية المشاكل الصناعية تتركز في مصانع مدينة هامبورغ الالمانية وان لا شأن لإدارة"إيرباص"التي تتخذ من تولوز جنوبفرنسا مقراً لها، بهذه المشاكل. وعلى رغم هذه الإيضاحات، فإن مصير فورجار الذي تولى منصبه قبل سنة اثر صراع مرير مع سلفه فيليب كامو، يبدو على المحك، فيما تتردد اسماء عدة لخلافته، منها اسم رئيس شركة السكك الحديدية لوي غالوا أو رئيس شركة"أورو كوبتير"لإنتاج المروحيات فابريس بريجييه.