لمح السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون الى احتمال إصدار قرار دولي جديد ل"زيادة الضغط"على سورية كي تمتثل للقرار 1680 الذي شدد على أهمية ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وتبادل العلاقات الديبلوماسية بينهما كجزء من معالجة مسألة مزارع شبعا والاعتراف باستقلال لبنان. واكد الانتقال الى عقوبات على سورية اذا لم تتعاون تعاونا كاملا مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال بولتون ل"الحياة"ان"من المهم أن يُوضح لسورية أننا كنا جادين في قرارنا الأخير. وإذا لم يتحرك السوريون، يجب علينا أن نتطلع الى خطوتنا التالية التي من الممكن أن تكون قراراً جديداً لزيادة الضغط عليهم". راجع ص6 و7 وعن التحقيق الدولي في اغتيال الحريري ورفاقه، قال بولتون إن تقرير رئيس اللجنة الدولية سيرج براميرتز أظهر أنه"في مرحلة التحضير للمحكمة"، وأنه"خرج من المرحلة الأولية للتحقيق"وهو"في طريقه الى المحكمة". وحذر من القراءة الخاطئة للتقارير والتوصل الى"استنتاجات خاطئة"في غياب"الإعلانات الدراماتيكية"، مؤكداً أن الاستنتاج بأن التقرير قد خسر زخمه"ليس انعكاساً دقيقاً لما يحدث في الواقع"، وأن براميرتز يسير في اتجاه استنتاجات سلفه ديتليف ميليس. وقلل الديبلوماسي الاميركي من أهمية الكلام عن موقف أميركي يمنح فرصة سياسية الى سورية، وقال إن من يدعون ذلك"مخطئون"، وان المطلوب هو"الاذعان الكامل للقرارين 1559 و1596"، وتغيير"السلوك"وليس تغيير النظام في دمشق. وشدد بولتون على أن الموقف الأميركي لم يتغير"فنحن لم نختف واللجنة لن تتبخر". وقال:"أنا مهتم بمقاضاة القضايا أكثر من الضغط العلني، لأنه إذ لم تتعاون سورية بشكل كامل، فإن الولاياتالمتحدة وفرنسا وغيرهما مستعدون للانتقال الى العقوبات"على سورية. وفي بيروت، انعكس كشف الشبكة المرتبطة بإسرائيل من جانب الجيش اللبناني على الأوساط الاسرائيلية فتناولت صحيفة"يديعوت أحرونوت"التي اعتبرت ان القبض على أعضائها يشير الى ان الاستخبارات الاسرائيلية نشطة في لبنان...". جنبلاط ومع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في 21 حزيران يونيو جدد تحالف قوى 14 آذار أمس اتهامه النظام الأمني اللبناني - السوري بعملية الاغتيال. وشنّ رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط هجوماً عنيفاً على النظام السوري في ندوة سياسية عقدت مساء أمس في بلدة بعقلين في الشوف. وذكّر جنبلاط بعلاقة حاوي مع والده كمال جنبلاط. واستعاد وقوف حاوي وحزبه والأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم وغيرهم"الى جانبي... وكم كان علينا اتخاذ القرارات الصعبة وأحياناً المخالفة لقناعاتنا وكم استطعنا ان نصمد ونتحايل في ظل نظام الاستبداد ونواجه العملاء الصغار المزايدين المرتبطين أصلاً بالمخابرات كجوقة اليوم... أريد الاستئثار بالقرار اللبناني عبر بوابة الجنوب وحجة مزارع شبعا ولذا قضى رفيق الحريري الذي حلم بلبنان مستقل مزدهر يطبق فيه الطائف وقد تحرر جنوبه". وسأل عن إمكان تطبيق قرارات الحوار الوطني"وبعضهم يتحايل على الطائف والآخر يستعمل سلاحاً سموه فلسطينياً خارج المخيمات والبعض الآخر يستبيح الحدود مستقدماً المال والسلاح والصواريخ على حساب الدولة متحصناً بمناطقه مشترياً مساحات من الأراضي على حساب التنوع والتعدد، ولولا هذا التعدد لما وجد أصلاً". وأكد الاستمرار بالحوار ونوه بدور رئيس المجلس النيابي نبيه بري"الساعي الى ترجمة قرارات الحوار ولن نأبه لتجمعات من المرتزقة والأزلام خارج طاولة الحوار الذين يهدفون الى ضرب الاستقرار وتعطيل الإصلاح". وقال جنبلاط ان"الاغتيال السياسي سمة الحقد والخوف والتسلط للكيان الصهيوني الإسرائيلي الذي يرفض القرارات الدولية بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في دولة مستقلة ولم يقتنع بجريمته التاريخية باغتصاب ارض الغير". أضاف:"الاغتيال السياسي سمة النظام الكلي العربي الذي باسم فلسطين والعروبة اغتال شعبه وسجنه... وهو على استعداد في أي لحظة للتسوية". وهاجم جنبلاط"بعض المثقفين والصحافيين الذين يغفرون لهذا النظام... ولو استطاعوا لاقتبسوا نظرية أبو عدس الذي ظهر في شريط فيديو على انه الانتحاري الذي اغتال الحريري لكن بقي فيهم بعض من الخجل". وانتقد بعض"النخب العربية الكئيبة منظراً والمضحكة تصرفاً تحيي القائد الى الأبد وتلتقي مع ساسة ومفكرين قومجيين وعروبيين وإسلاميين سمتهم الوحيدة انهم أزلام السلطة". ورأى جنبلاط ان"الاغتيال المزدوج لن يتوقف ولدرء مخاطر الاغتيال لا بد من سلطة واحدة تمسك قرار الحرب والسلم والأمن والسلاح بإمرة السلطة اللبنانية وتحترم الطائف وتطبق اتفاق الهدنة في الجنوب وتحمي لبنان بعيداً من مزايدات التوازن الاستراتيجي التي لا تخدم إلا مصالح النظام السوري والتهور عند البعض في الجمهورية الإسلامية". وقال:"الحمد لله اليوم قرأنا تصريحاً للرئيس الإيراني السابق سيد محمد خاتمي في جريدة"الحياة"والذي قال إننا طلبنا من سورية ان تحترم استقلال لبنان". وأوضح جنبلاط انه"بالسرعة التي تم اكتشاف الشبكة الإسرائيلية فيها كان يمكن منع شاحنة محملة بأكثر من طن من المتفجرات من ان تتجول طليقة في شوارع بيروت، الشاحنة التي قتلت رفيق الحريري ورفاق رفيق الحريري". وأكد ان"ليس هناك أمن بالتراضي وتعدد في القرار الاستخباراتي داخل الدولة وخارج الدولة في الضواحي ام في الأنفاق". وسأل:"من قتل رمزي عيراني وأين هو بطرس خوند وأين هم الأسرى والمعتقلون في السجون السورية وفي السجون الإسرائيلية؟". وقال:"سنصل الى الحقيقة وسنحاسبهم الواحد تلو الآخر". الشبكة الاسرائيلية الى ذلك، أعلن ان الموقوف الثاني في الشبكة الاسرائيلية، الى جانب الموقوف الرئيسي محمود رافع، هو ربيع قيس الذي كان يقود سيارة"الفان"التي منها أعطيت الإشارات للطائرة الاسرائيلية التي فجّرت السيارة المفخخة التي أودت بحياة المسؤول في"الجهاد الإسلامي"في صيدا في 26 أيار مايو الماضي. راجع ص6 و7 وقالت مصادر مطلعة على التحقيق في أعمال الشبكة والاغتيالات التي نفّذتها ان أحد المشتبه بهم من أعضائها بات موجوداً في إسرائيل وأنه فرّ إليها عبر المنطقة الحدودية، وهو غير العضو الفاعل الثاني فيها الفلسطيني الذي كان من الناشطين في"الجبهة الشعبية - القيادة العامة". وكان تردّد انه هو الآخر هرب الى إسرائيل أيضاً. وقالت مصادر مطلعة على التحقيقات إنه كان لأحد أقرباء محمود رافع دور أساسي في كشف الشبكة، وإنه أبلغ استخبارات الجيش اللبناني بأنه يشتبه بأن تكون له علاقات مشبوهة، وأن قيادة الجيش بادرت الى مراقبة تحرّكه ومن ثم وضعت خطة لتوقيفه بعدما اشتبهت بنشاطه مع الاستخبارات الاسرائيلية وأن له علاقة مباشرة باغتيال الأخوين مجذوب.