اختتم وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني زيارته الرسمية لطهران امس، بتوقيع مذكرة للتعاون الدفاعي مع نظيره الإيراني مصطفى محمد نجار، تتويجاً لسلسلة من الاتفاقات السياسية والاقتصادية الموقعة بين البلدين أخيراً. وأشار بيان وزعته وزارة الدفاع الإيرانية الى عزم البلدين على تعزيز التعاون في مواجهة"التهديدات"الاميركية والإسرائيلية، وتشديدهما على"ضرورة الحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة، والعمل لإخلائها من أسلحة الدمار الشامل". وأورد البيان ان المذكرة تتضمن"تشكيل لجنة دفاعية عليا تجتمع في شكل منتظم"، فيما قالت مصادر إيرانية ان"دمشق أبدت اهتماماً بالإفادة من طائرات إيرانية الصنع"وان الجانب الإيراني وبناء على رغبة سورية، أبدى استعداده لتزويد دمشق المعدات البرية والجوية والصاروخية التي تنتجها المصانع العسكرية الإيرانية. وعلمت"الحياة"في طهران، ان الجانب السوري أبدى اهتماماً كبيراً بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات، محمولة على الكتف تشبه في تكنولوجيتها صواريخ"ستينغر"الاميركية، اضافة الى دبابات من طراز"تي 72"الروسية التي تنتج جزئياً في طهران، وصواريخ"سكود"قصيرة المدى ومنصات إطلاقها. وفي دمشق، أوضحت مصادر سورية ل"الحياة"ان مذكرة التفاهم"دفاعية ووقائية في شكل بحت"و"تساعد في إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة"لأن البلدين مستهدفان. وأشارت الى ان مذكرة تفاهم مماثلة وقعت قبل سنوات و"تجديدها فرضته الظروف الحالية باعتبار ان البلدين يتعرضان لضغوط". وكان توركماني أجرى خلال زيارته التي استمرت أربعة ايام، محادثات مع كبار المسؤولين بينهم الرئيس محمود احمدي نجاد ورئيس الأركان الإيراني حسن فيروز أبادي، وزار مصنعاً لطائرات"هسا"في أصفهان حيث تفقد طراز"130"واعتبرها"جيدة للمسافات القصيرة ويمكن ان تستفيد منها سورية". ونقلت المصادر الإيرانية عن توركماني قوله ان"إطلاق تعاون شامل مع إيران يحظى بأهمية كبيرة لسورية"، مشدداً على ضرورة"إعداد القوات المسلحة في البلدين لمواجهة العدو المشترك الذي يسعى الى زعزعة الأمن وإثارة التوتر في المنطقة"في إشارة إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وشهدت الأيام الأخيرة تكثيفاً للاتصالات بين الجانبين، اذ زار طهران اللواء محمد ناصيف، مبعوثاً للرئيس بشار الأسد. كما أجرى قائد القوات الجوية كريم قوامي محادثات مع توركماني ورئيس الأركان العماد علي حبيب، في دمشق أخيراً.