استهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جولته على أربع مناطق داخل المملكة، بإصدار أوامره بالتسديد عن الموقوفين في الحقوق"المالية"الخاصة، ممن عليهم"ديون أو ديات وثبت عجزهم". وشمل القرار السعوديين والمقيمين على حد سواء. واستثنى قرار العفو المنتظر أن يستفيد منه آلاف المعسرين، كل من ثبتت مماطلته أو تلاعبه بأموال الناس"أو ترتبت عليه الأموال نتيجة جريمة ارتكبها". ولم تقتصر أوامر خادم الحرمين الشريفين، الذي وصل مساءً إلى المنطقة الشرقية، على هذه الفئة، بل شملت"العفو عن بعض سجناء الحق الموقوفين والمحكومين في جميع سجون مناطق المملكة، ممن لا تندرج قضاياهم ضمن الجرائم الكبيرة، ولا يشكلون خطراً على الأمن". وفي هذا السياق، استثنى قرار العفو الملكي"المحكومين في جرائم كبيرة أو حد شرعي، والموقوفين الذين يتوقع أن يُحكم عليهم بحد شرعي، أو قد يترتب على الجريمة التي أوقف من أجلها حق خاص". وأضاف نص القرار أنه"لا يشمل هذا العفو المتهرب سواءً قبل الحكم أو بعده". وقال بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي لهذه المناسبة:"تأتي هذه المكرمة ... لهذه الفئة من السعوديين والوافدين، للم شملهم بأسرهم، وثقة منه خادم الحرمين الشريفين بأن هذه اللفتة الإنسانية ستكون بإذن الله دافعاً لهم لإصلاح أنفسهم، واجتناب الوقوع في مثل ما بدر منهم، حتى يعيشوا وسط أهليهم وذويهم بروح مفعمة بالتفاؤل والأمل نحو مستقبل أفضل". وأوضح البيان أن الأوامر أرسلت إلى وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز"لمباشرة تنفيذ العفو الملكي بالضوابط التي نص عليها". وكان البيان أوضح في بدايته أن الملك عبدالله، وهو يهم بجولة على مناطق البلاد"لتفقد أحوال المواطنين والاطمئنان على سير المشاريع التنموية فيها، وافتتاح ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الحيوية"، قرر إصدار توجيهاته الإنسانية. ووجدت القرارات صدى سريعاً في أوساط المعسرين وذويهم، المقدر عددهم بالآلاف، فيما سيستفيد آلاف آخرون ممن يقضون فترة الحكم عليهم لمصلحة الحق العام. إلى ذلك، تقدم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مستقبلي خادم الحرمين لدى وصوله ظهراً إلى مطار قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الظهران. كما كان في استقباله كبار الأمراء والوزراء والمسؤولين، وحشد من المواطنين. وفي وقت لاحق، شرف الملك عبدالله وولي العهد وكبار الأمراء والمسؤولين مأدبة الغداء التي أقامها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز في قصره في مدينة الخبر. وأعدت المنطقة الشرقية، التي يحل عليها الملك عبدالله ثلاثة أيام، قبل استئنافه جولته على مناطق حائل شمال البلاد والقصيم وسط والمدينة المنورة شمال غرب، احتفالات رسمية وشعبية احتفاء بوصوله. وسيدشّن الملك عدداً من المشاريع العملاقة في قطاع الصناعات الثقيلة، من خلال افتتاح المرحلة الأولى من مدينة"الجبيل 2"، المكرسة لاستقطاب الاستثمارات المحلية والدولية في مجال الطاقة والبتروكيماويات، وقدرت كلفة المشروع بنحو 2.6 بليون ريال. وسيفتتح الطريق السريع رقم 7 الذي وصف رسمياً بأنه"مشروع حيوي يربط المنطقة الصناعية الحالية بمنطقة الصناعات الجديدة للجبيل 2، بكلفة 80 مليون ريال". وسيضع الملك عبدالله حجر الأساس لمحطة التوزيع الكهربائي الأولى للصناعات في الجبيل 2، وهو المشروع الذي يستهدف تأمين الطاقة الكهربائية اللازمة للمجمع الصناعي الضخم ومرافقه الإدارية. وفي هذا السياق، سيدشّن الملك مشاريع مرافقة، ويضع حجر الأساس لمشاريع أخرى مكملة لقدرات الجبيل 2، والمنطقة الشرقية في شكل عام.