يصعب تخيّل وقت مناسب أكثر من المونديال، لإطلاق هذا الحذاء الذي يربط بين عالميّ الرياضة والترفيه الرقمي! صحيح انه يستهدف أساساً تشجيع الأجيال الشابة على ممارسة المزيد من الرياضة، خصوصاً مع المؤشرات التي تدل على ارتفاع مستمر في نسب البدانة بين الاصغر عمراً، إلا انه ربط في شكل لا يخلو من المفاجأة، بين الشغف بالرياضة والهوس بالموسيقى الرقمية. ويستعين الحذاء التكنولوجي الذي أطلقته شركة"نايكه"Nike أخيراً بمستشعر إلكتروني يوضع تحت النعل الداخلي للركض. ويرسل هذا المستشعر معلومات عن المسافة التي قطعها الرياضي، مع معلومات عن السرعة والسعرات الحرارية المستهلكة إلى نوع خاص من مشغل الموسيقى الرقمية"أي بود نانو"iPod Nano، الذي يعتبر النوع الأكثر تقدماً في تلك الأجهزة راهناً. وقد عدّلت شركة"آبل" Apple، التي تصنع"أي بود"، عمل ذلك المُشغّل، فأنتجت نوعاً يتواءم مع عمل المُستشعر. وسرعان ما أطلقت وسائل الإعلام على الحذاء اسم"نايكه و"أي بود"، في إشارة الى الشركتين اللتين ساهمتا في انتاجه. ويمكن ضبطه ليعطي المهرولين ملفات صوتية خاصة، في خضمّ سماع الموسيقى، تمنحهم التشجيع وتحضهم على بذل المزيد من الجهد. ويشبه الأمر ان يركض مدرّب خاص أو زميل في التمرين، الى جوارنا اثناء ممارسة الرياضة. إلى ذلك، تُعرض معلومات الأداء بالوقت الحقيقي على شاشة الجهاز. وتُحفظ في ملفات رقمية، ما يجعلها قابلة للتخزين على الكومبيوتر لاحقاً. ويسمح الجهاز للرياضي بالتصرف في البيانات المجمّعة خلال الركض، أو بتحويلها الى رسوم بيانية، مما يمكنه مُراقبة الأداء، وتقويم متغيّراته مع مرور الوقت. في أوقات سابقة، انخرطت"نايكه"في شراكة باءت بالفشل مع شركة الإلكترونيات الهولندية"فيليبس"، حين صنعت الشركتان مشغّلاً للموسيقى الرقمية من نوع"ام بي 3"MP3 مخصّصاً للرياضيين. وبالمقارنة، فان جهاز"نايكه وأي بود"يضم مجموعة من الصفات الذكية، إضافة الى ربطه بين الموسيقى والرياضة. وتمثّلت أكبر التحديات، أثناء صنع حذاء"نايكه وأي بود"، في ابتكار مستشعر صغير الحجم، بحيث يوضع بسهولة في حذاء الرياضة، وكذلك في صنع بطارية قوية بحيث تستجيب للإحتياجات الكبيرة في الطاقة، للوصلة اللاسلكية بين حذاء التمرين وپ"أي بود". ويفترض أن تُصبح الأحذية الرياضية من نوع"إير زوم موار"Air Zoom Moire أول الأحذية التي تضم جهاز"نايكه وأي بود" المُشترك. وتتوافر في بريطانياوالولاياتالمتحدة بحلول نهاية شهر تموزيوليو الجاري. وجرت الاستعانة بمشاهير الرياضيين مثل بطل تور دو فرانس 7 مرّات لانس أرمسترونغ، وحاملة الرقم العالمي في الماراثون بولا رادكليف، وغيرهما، للمساعدة في تسويق الجهاز الجديد. ويباع الحذاء في مقابل مئة دولار تقريباً في الولاياتالمتحدة، إضافة الى 30 دولاراً ثمناً للمستشعر والمعدات التي تصله مع"أي بود". كما تخطط"نايكه"لجعل الكثير من أحذية الركض لديها تتناسب مع جهاز"أي بود"في مستقبل قريب، ومن بينها مجموعتا"شوكس"Shox وپ"اير ماكس"Air Max. كما تهدف تلك الشركة لرفع القدرة التجارية لجهاز"نايكه وأي بود"، إلى حدّها الأقصى عبر طرح مجموعة من الثياب وأدوات الزينة، مثل السترات والقمصان والشورتات ورباطات الأذرع المصمّمة لاستيعاب التجهيزات الجديدة، على رغم أنها غير ضرورية لعمل المنتج الجديد. وفي المقابل، تأمل شركة"آبل"بأن تستفيد من هذه المنتجات الجديدة عبر انشاء قسم خاص، يدعى"نايكه ميوزيك"Nike Music في متجرها الالكتروني الشهير"أي تيونز"iTunes المتخصص في الموسيقى الرقمية. كما يُتوقع عرض مجموعات من الموسيقى المتخصصة الجديدة الملائمة للتدريبات الرياضية، وأوامر مسجلة بأصوات رياضيين محترفين وغيرهما.