إذا نظرت حولك ستراهم في كل مكان.. ظلال لاجساد تتحرك على إيقاع راقص ينبعث من جهاز أبيض صغير يمسكون به في أيديهم. هذا هو آخر إعلانات شركة آبل عن منتجها آي بود مشغل الملفات الصوتية الذي صار المعيار لتحديد كيفية سماع الناس للموسيقى في عصر الثورة الرقمية.. وتغري الشركة المستهلكين بإعلان بسيط تقول فيه إن سعداء الحظ الذين يقتنون آي بود يستطيعون بضغطة زر أن يهربوا من صخب الحياة اليومية إلى عالم موسيقي من اختيارهم حيث لا شيء يهم. وكما هو الحال مع بقية منتجات شركة آبل يجسد أي بود عبقرية التصميم والهندسة إلى جانب حملة تسويق لا تقل في مستوى العبقرية. وهذه الوصفة السحرية تجعل من المستحيل على أي شخص سواء كان طفلا أو شابا أن يشتري هذا الجهاز الذي يتيح لهم حمل مجموعاتهم الغنائية في جيوبهم. وساعد هذا الجهاز الصغير شركة آبل على استعادة عرش الموسيقى الرقمية من مواقع تحميل الموسيقى غير المشروعة مثل كازا وجروكستر والتي تعرضت لهجمات فيروسية كثيرة إلى جانب عدد من الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها. وقد حققت شركة آبل ما ظنه الخبراء فيما مضى أمرا مستحيلا وهو أن تخلق مجال عمل يبيع الملايين من الملفات الصوتية المحملة ويضع المليارات من الدولارات في جيوب شركات الموسيقي وفنانيها. وإذا تحدثت إلى أي شخص يملك جهاز آي بود (في الاوقات النادرة التي يكون الجهاز فيها مغلقا) فسيخبرك أن تجربة امتلاك هذا الجهاز تحولت إلى ما يشبه الادمان. فتقول كارمل إمرسون مثلا: لا أذهب إلى مكان بدونه. نذ إطلاق آي بود في 2001 باعت شركة آبل منه نحو ثلاثة ملايين جهاز حتى الان وأكثر من 100 ملف صوتي. وتجاوزت مبيعات آي بود لهذا العام مبيعات آي ماك وهو جهاز الكمبيوتر الاكثر مبيعا في الشركة بمعدل 520 مليون دولار مقابل 503 ملايين دولار. وتصدرت أربعة نماذج من آي بود المراكز الاربع الاولى في قائمة أفضل أجهزة تشغيل في حين بيع نموذج آي بود ميني المتوفر بألوان الازرق والزهري والاخضر والفضي والذهبي بأعلى من سعر التجزئة وهو 249 دولارا لعدم توافره. وتقسم شركة آبل بأن هذا النقص ليس نوعا من الدعاية لزيادة الاقبال على الجهاز بل إن المشكلة تكمن في أن الجهاز مازال جديدا لدرجة أن الشركة لم تتمكن من زيادة الانتاج للوفاء بحجم الطلب الكبير وغير المتوقع. والسر.. جهاز صغير وتقنية بسيطة مكنت مقتنيها من الدخول إلى عوالمهم الموسيقية متى شاءوا