ما إن كشف الستار عن صحن التبولة الأكبر في العالم، في قاعة مدارس"الفرندز"في رام الله، أمس، على وقع الزغاريد الفلسطينية، حتى سالت الدموع على وجنات الكثيرين من الحاضرين مثلما كان الزيت يسيل على"الطبق العملاق". وقد تمكن قرابة 20 طاهياً، معظمهم من الأسرى المحررين، من تحقيق هذا الرقم القياسي الذي استحق الدخول في كتاب"غينيس". 18 ساعة من العمل المتواصل للطاهي غسان عبدالجواد، صاحب الفكرة، ورفاقه، انتهت في التاسعة والنصف صباح أمس، هي عمر صحن التبولة الأكبر في العالم، الذي يبلغ قطره 4 أمتار، ويزن ألف كيلوغرام، ويكفي لإطعام ثلاثة آلاف شخص، من"خير البلاد". "تبولة فلسطين"الأكبر عالمياً، تطلبت 2000 ربطة بقدونس، و300 ربطة نعناع، و100 كيلوغرام من الليمون، و70 كيلوغراماً من البصل الأخضر، و150 كيلوغراماً من البندورة، و10 كيلوغرامات من بندورة"شيري"، إضافة إلى 70 خسّة، و70 كيلوغراماً من البرغل، و3 كيلوغرامات من الملح، ونصف كيلو من جوز الطيب، و35 ليتراً من زيت الزيتون"الفلسطيني". وأكد عبدالجواد أن الإنجاز الكبير، الذي تم تحت رعاية شركات محلية، على رأسها الشركة الوطنية للصناعات الزراعية زيت، ما كان ليرى النور، لولا إصرار الجميع، وعلى رأسهم الأسرى المحررون، المتخرجون في دورة إعداد الطعام، على التأكيد للعالم، بأن السكين الفلسطينية، التي طالما وصفت ظلماً بالإرهاب، قادرة على فرم البقدونس، وتقطيع البندورة والليمون والبصل للحصول على الرقم القياسي في موسوعة"غينيس"، كأكبر صحن"تبولة"في العالم. وقال الأسير المحرر سمير أبو أرجيلة:"أردنا أن نثبت للعالم بأسره، أننا لسنا إرهابيين كما يدعون...نحن سعداء جداً بهذا الإنجاز". ولفت الأمين العام لمجلس الوزراء السابق وعضو الهيئة الإدراية ل"زيت"سمير حليلة:"نصنع هذا"الطبق العملاق"في رام الله، ليظهر صورة مختلفة للفلسطيني، الذي يسعى الى تكريس الفرح". وقالت رئيسة بلدية رام الله راعية الاحتفال جانيت ميخائيل:"كنت آمل أن يتم عرض طبق التبولة الأكبر في العالم، في شوارع رام الله، ليكون شاهداً على عشقنا الدائم للفرح". وبينما كانت كاميرات الفضائيات ومصوري الوكالات العالمية، ووسائل الإعلام المحلية، منهمكة بنقل"الحدث الاستثنائي"إلى الملايين في العالم، أعلن مندوب دائرة المواصفات والمقاييس، أن"تبولة فلسطين"نجحت في اجتياز اختبار الجودة بما يتفق مع المواصفات العالمية، وأن شهادة أرسلت إلى القائمين على موسوعة"غينيس"العالمية للأرقام القياسية. ويؤكد"الشيف"عبدالجواد، أن أسباباً تقف وراء فكرة إعداد صحن"التبولة"العملاق، منها تشجيع السياحة الداخلية عبر سلسلة من المهرجانات التي يتم الانتصار فيها للأطعمة الفلسطينية، وهي تعد بأيد فلسطينية أيضاً، إضافة إلى الحفاظ على الإرث الغذائي، ونشر التراث الفلسطيني في مجال الأطعمة، وتعريف المواطن بكيفية إعداد الوجبات استناداً لما ننتجه من محاصيل زراعية،"وهي الأهداف التي نسعى إليها عبر تشكيل أول اتحاد فلسطيني للطهاة"، الذي قد يعلن عن تأسيسه قريباً.