الأستاذ بيار أبي صعب تحية طيبة وبعد، ما دفعني للكتابة إليك هو موضوعك الشيق حول الفنانة الفلسطينية رندة شعث التي نظمت معرضاً في بيروت عن"الجزائر... بزاف"، فقد جعلتني أتشوق لرؤية هذا المعرض لمعرفة كيف ينظر الآخرون إلى بلدنا وجروحه التاريخية، لكن ما لم أفهمه فعلاً: لماذا هذا الإصرار الدائم على تحريف اسم المناضلة الجزائرية والمجاهدة الصامتة على الدوام"جميلة بوحيرد"نعم اسمها هكذا، وليس"جميلة بوحريد"للأسف، حتى أنا حينما كتبت عنها في المرة السابقة في مقال حول المرأة الجزائرية في"الحياة"كتب الاسم خطأ، فرجاء تصحيح الاسم. وبالنسبة الى حكاية جزائر بزاف، في الحقيقة هي لفظة خاصة بالجزائر فقط، في تونس يقولون"برشة"مثلاً، ثم أين الغرابة يا أهل المشرق حينما نستعمل هذه الكلمة، ففي المشرق عبارات كثيرة لا نجد لها انتماء للفصحى وتجعلنا نحن في المغرب العربي أشبه بحال الطرشى، خصوصاً حينما تصبح اللهجات السورية واللبنانية والمصرية طاغية على ألسنة المذيعين والصحافيين في الفضائيات العربية، وهي نقطة تناولتها مرتين في مقالين منفصلين في"الحياة"أيضاً، وصدقني ان الأمر يثير فعلاً استياء بالغاً لدى سكان المغرب العربي، لأن الفضائيات العربية بالنهاية ينبغي أن تكون عربية خالصة، وبلسان عربي مبين، وبالفصحى التي تجمعنا. هذا رأيي، علماً أنني أحب اللهجة اللبنانية كثيراً وأعشق النغمة الموسيقية التي أحسها لحظة الاستماع اليها، ما يجعلني أتعمد الحديث بها، فأنا لا عقدة لي تجاه اللهجات، وأتمنى أن أتعلم الحديث بها جميعاً، لكنني لا أرى ما الذي يجعل الإنسان المشرقي ينظر بعين الاستغراب والطرافة الى كلمة"بزاف"، فلكل لهجته، والأهم أرجو ألا نخطئ في حق المجاهدة بوحيرد، رمز المرأة المناضلة في الجزائر. اسماعيل طلاي - الجزائر