يعرض قريباً في مزاد اليخت الرئاسي للماريشال تيتو مؤسس جمهورية يوغوسلافيا السابقة، وتأمل بلدية مدينة رييكا الكرواتية شراءه لتحويله الى متحف. وكان اليخت سفينة لشحن الموز شيدت عام 1938 وتحولت الى زارعة ألغام في عهد الرايخ الالماني الثالث. ويقول زيليكو ماتيجيتش قبطان اليخت الذي يحمل اسم"غالب"طائر النورس:"لم تستقبل أي سفينة في العالم العدد الذي استقبله هذا اليخت من القادة السياسيين فضلاً عن عشيقاتهم"، رافضاً إعطاء المزيد من التفاصيل عما كان يقوم به هؤلاء. وهذا اليخت البالغ طوله 120 متراً والمعروف ايضاً باسم"مركب السلام"، موجود منذ عام 2000 في حوض رييكا البحري في شمال غربي كرواتيا، وذلك بعد ان اشتراه مالكه الحالي، رجل الأعمال الأميركي من أصل يوناني جون بابانيكولاو من مونتينغرو الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي اصبحت تملكه بعد تفكك يوغوسلافيا الاتحادية مطلع التسعينات. ويقول ستانكو بينزان المسؤول عن الوكالة البحرية"ادرياتيكا"التي استعان بابانيكولاو بخدماتها للاهتمام باليخت:"ان"المالك كان ينوي تحويله الى سفينة سياحية لكن الأعمال لم تباشر أبداً". وبعد ثلاث سنوات تقريباً توقف المالك عن دفع الأموال المتوجبة للوكالة التي رفعت شكوى أمام محكمة محلية عندما بلغ الدين ستين ألف دولار. وعلى بابانيكولاو كذلك دفع مبلغ نصف مليون دولار كرسوم رسو يطالب بها الحوض البحري. وللتعويض على مقدمي الشكاوى قررت المحكمة طرح"غالب"للبيع في مزاد علني. وتقدر قيمة اليخت بنحو 275 ألف دولار لكن السعر الذي حدد لبدء المزاد هو 150 ألف دولار. وأكد رئيس بلدية رييكا فويكو اوبيرسنيل ان بلديته مهتمة جداً بشراء السفينة لكنها لا تملك موازنة كبيرة لهذا الغرض. وبما ان جوزب بروز تيتو يعتبر شخصية مثيرة للجدل في كرواتيا قال رئيس البلدية ان مسعاه يهدف فقط الى إظهار قيمة هذا اليخت الذي جاب بحار العالم وأقام فيه نحو مئة من قادة الدول أو الحكومات فضلاً عن نجوم من السينما العالمية. وقصف الطيران البريطاني اليخت عام 1944 ما أدى الى غرقه لكن اليوغوسلاف عادوا وانتشلوه من الأعماق. وكان"غالب"شاهداً على محطات تاريخية اخرى بينها وجود رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل على متنه في أول لقاء بين زعيم شيوعي وآخر غربي في زمن الحرب الباردة. واستقبل اليخت ايضاً نجوماً مثل ريتشارد بورتون الذي جسد شخصية تيتو على الشاشة الكبيرة في فيلم تاريخي واليزابيث تايلور وصوفيا لورين وغيرهم. أما في قاعة الاجتماعات التي حضنت لقاءات لقادة حركة دول عدم الانحياز التي كان تيتو أحد مؤسسيها، فلم يبق سوى طاولة بيضوية الشكل طويلة وسجادة رمادية اللون سميكة. وفي قاعات أخرى من السفينة، تتسرب مياه الامطار من السقف وتنتشر رائحة رطوبة قوية. أما في غرفتي تيتو وزوجته يوفانكا مع جدرانهما المصنوعة من خشب الجوز فلم يبق سوى الأسرة والخزانات الفارغة بعدما كانتا مجهزتين بشكل فخم. ويصعب اليوم تخيل التاريخ البهي لهذه السفينة التي يتآكلها الصدأ الآن. ويقول فيدران كولياتيتش وهو بحار سابق أمضى 17 شهراً الى جانب تيتو على متن"غالب"في السبعينات:"يجب انقاذه بأي ثمن. كان شرفاً عظيماً لي أن أكون على هذه السفينة. لقد كنا نخبة".