برزت الملامح الأولية للحكومة العراقية، بعدما اتفقت الكتل السياسية على تقاسم الحقائب الوزارية، بحيث لا تغفل نتائج الانتخابات. ويتوقع إعلان الحكومة الثلثاء المقبل، علماً أن مسألة وزارتي الدفاع والداخلية لم تحسم بعد. وفضلاً عن رئاسة الوزارة، التي سيتولاها نوري المالكي ونيابة رئاسة الجمهورية لعادل عبدالمهدي ونيابة رئيس مجلس النواب لخالد العطية، حصد"الائتلاف"الشيعي 130 مقعداً على 16 وزارة، بينها ثلاث سيادية المال والنفط والتخطيط، بالإضافة الى ترشيح شخصية شيعية"مستقلة"لحقيبة الداخلية، والوزارات التي حصل عليها هي: الامن الوطني والتعليم العالي والصناعة والزراعة والهجرة والمهجرين والصحة والنقل والعدل والاسكان والتعمير ووزارة الدولة لشؤون المرأة وشؤون المحافظات. أما جبهة"التوافق"السنية 44 مقعداً فحصلت على خمس وزارات ومنصب نائب رئيس الوزراء، وهي: وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني والتربية والثقافة والشؤون السياسية والآثار والكهرباء، بالإضافة الى وزارة مستحدثة هي وزارة الدولة للشؤون الخارجية. كما حصلت الكتلة السنّية على منصب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورئاسة البرلمان محمود المشهداني. أما"التحالف الكردستاني"58 مقعداً بعد انضمام الاتحاد الاسلامي الى صفوفه فحصل على خمس وزارات بينها الخارجية سيادية، وهي: الاتصالات والاشغال والبلديات والتجارة والموارد المائية، بعدما فاز برئاسة الجمهورية طالباني ونيابة الحكومة لم يحدد بعد ونيابة البرلمان عارف طيفور. وحصلت الكتلة"العراقية"25 مقعداً بزعامة اياد علاوي على ثلاث وزارات خدمية، بالإضافة الى رئاسة المجلس السياسي لهيئة الأمن الوطني يرجح ان يؤول الى علاوي. وحصلت"الجبهة العراقية للحوار"بزعامة صالح المطلك على وزارتين. وتبقى وزارات حقوق الانسان والعلوم والتكنولوجيا، والبيئة، وشؤون البرلمان، وشؤون مجلس الوزراء، وشؤون المحافظات، والعمل والشؤون الاجتماعية، والشباب والرياضة، موضع نقاش بين كتلتي المطلك وعلاوي، بالإضافة الى الكتلة المسيحية بزعامة يونادم كنا، والتركمانية واليزدية وكتلة الامة. وأكد الرئيس جلال طالباني ان اختيار وزيري الداخلية والدفاع أمر متروك إلى رئيس الوزراء المكلف، و"لا أحد يفرض عليه شيئاً". وقال في مؤتمر صحافي مع المارشال البريطاني السير جوك ستررب، مساعد قائد القوات المتعددة الجنسية في العراق ان الاجتماع"كان ودياً، وتم التطرق خلاله الى تشكيل الحكومة". من جانبه، أعرب ستررب عن سروره لتشكيل حكومة توافقية، لافتاً الى دعم بلاده الكامل للعملية السياسية ومواصلة تطويرها لأداء القوات الأمنية. الى ذلك، قال بهاء الاعرجي، العضو المفاوض عن الكتلة الشيعية ل"الحياة":"لقد حسم أمر الحقائب الوزارية جميعاً ولم يبق سوى اقناع الأكراد بوزارة الدولة للشؤون الخارجية في اجتماع سيتم غداً اليوم بعدما حسم أمر وزارة المال لصالحنا". واضاف:"طالبت جبهة التوافق بحقيبة المال لكن الهيئة السياسية السباعية في"الائتلاف"رفضت الطلب في اجتماع عقدته الخميس باعتباره غير شرعي وتجاوزاً للنقاط المتفق عليها في توزيع الحصص لا سيما بعدما أخذت الجبهة السنية منصب النائب الاول لرئيس الوزراء". وكانت الوزارات السيادية أصبحت أربعاً النفط والمال والخارجية والتخطيط بعدما اخرجت وزارتا الدفاع والداخلية من نظام النقاط الى اختيار وزيريها بالتوافق. ولفت الاعرجي الى ان الاسماء المرشحة"قيد البحث ولا شيء أكيد حتى الآن، بانتظار وضع اللمسات الأخيرة على حصة كل كتلة من الوزارات ليصار الى عقد طاولة حوار تضم كل الكتل، بحضور المالكي، لطرح الاسماء والتوافق عليها خلال اليومين المقبلين لإعلانها الثلثاء"، لافتاً الى ان هذا الحوار"ستسبقه اجتماعات داخلية لكل كتلة على حدة لتقاسم الوزارات التي حصلت عليها".