شيع آلاف الفلسطينيين جثامين سبعة شهداء سقطوا خلال الساعات الاخيرة في اعتداءات متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة شنتها قوات الاحتلال التي قتلت ايضاً مصرياً ادعت انه حاول التسلل عبر الحدود الى اسرائيل. واعتقلت قوات الاحتلال عدداً آخر من الفلسطينيين من بينهم نائب الأمين العام لمجلس الوزراء في الضفة الغربية عزيز كايد، في وقت ردت فصائل المقاومة باطلاق عدد من الصواريخ على أهداف اسرائيلية. وسقط أربعة من الشهداء في قصف اسرائيلي على بلدة بيت لاهيا شمال القطاع في ساعة مبكرة من صباح أمس، ثلاثة منهم في اشتباك مسلح دام نحو 20 دقيقة بين مقاتلين من"سرايا القدس"، الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"وقوات الاحتلال الاسرائيلي. ويعتبر الاشتباك بين وحدات خاصة اسرائيلية ومقاومين فلسطينيين داخل اراضي القطاع، الاول من نوعه منذ الانسحاب الاسرائيلي في الثاني عشر من ايلول سبتمبر من العام الماضي. وبالاضافة الى ان الهجوم يمثل ضربة لنشطاء"الجهاد الاسلامي"المستهدفين بشكل خاص في الاشهر الاخيرة من جانب اسرائيل، فانه يشكل محاولة ايضا اسرائيلية لجر حركة"حماس"الى المواجهة الدامية، او على الاقل احراجها امام الشعب الفلسطيني، خصوصا بعدما شكلت الحكومة منذ نحو شهرين، علما ان حركة"حماس"ملتزمة تماما بالتهدئة الواردة في اعلان القاهرة الصادر في السابع عشر من آذار مارس من العام الماضي. وسقط الشهداء الثلاثة محمد مطر 21عاما ويوسف أبو المعزة 24 عاماً وعبد الرحمن ابو شنب 28عاما وهم من"سرايا القدس"في مكمن نصبته الوحدات الخاصة الاسرائيلية بالقرب من مستوطنة"دوغيت"سابقا شمال غربي بيت لاهيا، عندما باغتتهم طائرة حربية اسرائيلية باطلاق صاروخ عليهم. كما اصيب 14 آخرون بشظايا صاروخ ثان، بينهم ثلاثة مسعفين وصحافيان احدهما الزميل يحيي المدهون مراسل"راديو الشباب"المحلي والآخر محمود البايض مصور وكالة"رامتان"الفلسطينية التي انفردت بنشر صور سقوط الصاروخ. اما الشهيد الرابع صبري أبو قليق 23عاما وهو من"القوة 17"التابعة للسلطة الفلسطينية فاستشهد اثناء محاولته مع رفيق له تفقد المنطقة بعد نحو ساعتين من القصف عندما اطلقت طائرة صاروخاً عليهما. وقرب جنين في الضفة الغربية استشهد طارق زكارنة 24عاما برصاص"وحدة خاصة"اسرائيلية في بلدة قباطية وهو من"سرايا القدس"، واصيب عدد آخر بجروح. كما استشهد مقاومان من كتائب الاقصى الذراع العسكرية لحركة"فتح"، احدهما هاني السقا 20عاما من مخيم بلاطة، والثاني أحمد النمري 29عاما، واصيب عدد آخر بجروح في الحادثين. وتوعدت"سرايا القدس"اسرائيل برد عنيف ومرعب في قلبها. واطلقت صاروخ"كاتيوشا"على مدينة المجدل جنوب اسرائيل، فيما اطلقت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذراع العسكرية للجبهة الشعبية صاروخين على بلدة"عزاتا"شرق القطاع، وصاروخين آخرين على موقع عسكري شرق مخيم المغازي وسط القطاع في عملية مشتركة مع كتائب الاقصى. واطلقت مجموعات الفهد الاسود التابعة لحركة"فتح"صاروخين على بلدة"سديروت"شمال القطاع. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس، في جلسة الحكومة أمس ان عمليات الجيش الاسرائيلي ضد مصادر اطلاق قذائف"القسام"من قطاع غزة ستتواصل جواً وبحراً وبراً حتى يتوقف الاطلاق. وأضاف ان لدى أجهزة الأمن عشرة انذارات محددة بتنفيذ هجمات مسلحة. وتطرق بيرتس الى الأوضاع على الحدود اللبنانية وقال ان ليس لدى اسرائيل نية بتصعيد الوضع، مضيفاً أن الجيش سيبذل كل جهد للحفاظ على الهدوء"لتمكين مواطني اسرائيل من التنزه شمال اسرائيل أيام عيد العنصرة". وأضاف ان الهجوم الذي شنه حزب الله على موقع عسكري اسرائيلي جاء ليحافظ على"توازن الرعب"مقابل اسرائيل وليعزز شرعيته في الساحة اللبنانية الداخلية لتبرير وجوده. وزاد ان الشكل الذي انتهت به الأحداث على الحدود اللبنانية يجسد الضربة السريعة والمؤلمة التي وجهها الجيش ل"حزب الله"وتوجه الأخير لتفادي التصعيد.