تواصل السعودية الفعل الانتخابي، في خطوة أولى من خطوات الإصلاح الذي يتوقع ان يشمل جميع مرافق الدولة، فبعد انتخابات المجالس البلدية والغرف التجارية والصناعية، بدأت أمس انتخابات مجالس الطلاب في كليات المعلمين في جدةوالدمام. وكان نحو 2900 طالب اقترعوا في كلية المعلمين في محافظة جدة امس، لاختيار 21 من بين 59 مرشحاً، وستعلن اسماؤهم اليوم، فيما اقترع في كلية المعلمين في الدمام نحو 1200 طالب لاختيار مرشحيهم من بين 50 طالباً رشحوا انفسهم. ومع دخول السعوديين تجربة انتخابات المجالس البلدية العام الماضي، ظهرت أصوات تؤكد ان المجتمع في حاجة إلى توسيع التجربة لتشمل مختلف فئاته. ولم ينس المرشحون الى الانتخابات في كليتي المعلمين في جدةوالدمام، الخطوات التي اقدم عليها المرشحون للمجالس البلدية والغرف التجارية، حيث حضرت"الخيمة الانتخابية"وغيرها من المصطلحات، التي وجد السعوديون أنفسهم فجأة يتعاملون معها من دون سابق معرفة. ويقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور انور عشقي ل"الحياة":"يمكن القول ان السعوديين قطعوا شوطاً بعيداً في ثقافة الانتخاب، وذلك يتضح من خلال التجربة التي بدأت اليوم في كليتي المعلمين"، واضاف:"السعوديون في مرحلة مهمة جداً، هي مرحلة الممارسة، وهي المرحلة التي تحتاج الى وقت وارادة ورغبة في تكريسها، تمهيداً لحصد النتيجة المنتظرة التي تتمثل في المشاركات السياسية". انتخابات كليتي المعلمين تبدد واقع الشبان السعوديين، الذين يبدون تائهين وسط فوضى اعلامية، إذ انها توضح ان لدى هؤلاء الشبان الرغبة في ممارسة الفعل الحضاري، والمشاركة في بناء الوطن بدءاً من كلياتهم، بعيداً من الصور النمطية.