اعلنت شرطة الفلوجة، عبر منشورات وزعتها امس في المدينة، تشكيل كتائب، مشابهة لتنظيمات المسلحين، باسم"كتائب الشيخ الشهيد حمزة العيساوي"تضم فصيلاً للانتحاريين يوجه عملياته ضد تنظيمات"القاعدة"فيما تتصاعد موجة التصفيات في صفوف"الجماعات التابعة للزرقاوي"على يد جماعات من الاهالي واخرى يشك انها تشكلت من ضباط سابقين وسط انباء عن حشود اميركية واسعة تمهيداً لعملية عسكرية متوقعة. واعلنت شرطة الفلوجة، في بيان علقت نسخاً منه في انحاء المدينة،"تشكيل كتائب الشيخ الشهيد حمزة العيساوي"للتصدي للتكفيريين، كما اعلن في البيان نفسه عن تأسيس"فصيل الاستشهاديين رقم 1"لكتائب الشيخ حمزة العيساوي. وناشد البيان عشائر الفلوجة ورجال الدين فيها وكل الخيرين من أبناء المدينة"الوقوف بوجه التكفيريين وانشاء مجاميع من شباب المدينة لكي نخلصها من هذا السرطان من هؤلاء السفلة"، على حد تعبير البيان الذي جاء فيه"لنضع لهؤلاء القتلة ذوي الايدي الصفراء حداً بالسيف فهؤلاء لايعرفون الا لغة الغدر، فهي لهم إذاً". وتشدد البيان في لهجته الانتقامية مشيراً الى أن"دم هؤلاء مباح وعرضهم مباح ودماءهم وبيوتهم مباحة بل وحتى أبناءهم". ويُشاع في الفلوجة أن معظم الاغتيالات والهجمات التي استهدفت عناصر"القاعدة"في المدينة نفذها تنظيم سري تقوده مجموعة من الضباط السابقين في الجيش العراقي، غير انه لم تتوافر معلومات تؤكد صحة هذه المعلومات. وكان ستة اشخاص من عشيرة البوفهد، يُشتبه في انتمائهم لجماعة الزرقاوي، قتلوا عندما هاجمتهم مجموعة مسلحة من العشيرة نفسها بينما كانوا يعقدون اجتماعاً في منطقة السجارية شرق الرمادي. وأكدت الجماعة، التي نفذت الهجوم في بيان وجدت نسخ منه ملصقة في الرمادي، أن الهجوم نفذته مجموعة من شباب عشيرة البوفهد انتقاماً للشيخ نصر الفهداوي شيخ العشيرة واستاذ الكيمياء النووية في جامعة الانبار الذي اغتيل قبل شهور على يد جماعة الزرقاوي. وقال شهود من عشيرة البو فهد ل"لحياة"إن المقتولين لهم علاقة مباشرة باغتيال الشيخ نصر. الى ذلك اغتال مسلحون أول أمس قياديا في تنظيم"القاعدة"في الرمادي يدعى خالد واشتهر بتنفيذ عدد كبير من العمليات ضد القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني في الرمادي. كما قتل ايضاً في منطقة البوعلوان 3 كلم غرب الفلوجة القائد الميداني في تنظيم"القاعدة"طالب المحمدي الذي اشتهر بمشاركته في معركتي الفلوجة الاولى والثانية ونفذ عدداً كبيراً من العمليات ضد القوات الاميركية وقوات الحرس الوطني والشرطة المحلية. ويرجح أهالي المنطقة انه قتل في إطار تصفيات بين الجماعات المسلحة حيث أنه كان خطف قبل اسبوع من قبل مجموعة مسلحة اخرى بسبب تشغيله جرافات وشاحنات يملكها في مقاولة حكومية لإنشاء مركز صحي في منطقة الفلاحات واحتجزته المجموعة لمدة يوم ثم أطلقت سراحه بعدما هددت مجموعته بانتقام مروع في حال اصابته بسوء. وكانت الفلوجة والعامرية شهدتا الاسبوع المنصرم مجوعة من التصفيات استهدفت كوادر وقيادات من تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". وتأتي هذه التصفيات في إطار رد الفعل المنظم الذي شهدته الفلوجة بعد اغتيال مجموعة من أبرز علماء الدين فيها واستهداف المتطوعين في الشرطة والجيش من ابناء المدينة من قبل الجماعات التكفيرية. ويبدو أن هذه التحركات بدأت تؤثر في خطاب الجماعات المسلحة المتشددة الموجه الى أبناء الفلوجة في أول رد منذ اغتيال الشيخين"شوكت العاني"و"عمر سعيد حوران العاني". وتبرأ مجلس شورى المجاهدين في العراق، الذي يعتقد ان الزرقاوي قائده الفعلي، في بيان وزعت نسخ منه امس في عدد من مساجد الفلوجة من دم الشيخين شوكت العاني وعمر حوران. وجاء في البيان"إن اخوانكم في مجلس شورى المجاهدين في العراق يعلنون ويبرأون الى الله تعالى من دماء هذين الشيخين ويؤكدون أن سلاحهم سيبقى موجهاً الى أعداء الله من المحتلين والجيش والشرطة والعملاء حصراً". واتهم البيان الحرس الوطني والاميركيين في المدينة بتوفير الغطاء للميليشيات للعمل في الفلوجة مؤكداً أن هذه الميليشيات التي فعلت ما فعلت في بغداد والمحافظات الاخرى يمكن ان تمارس الدور ذاته في الفلوجة". على صعيد آخر اكد أهالي الرمادي أن حشوداً أميركية ضخمة وصلت الى المدينة، التي أغلقت القوات الاميركية جميع منافذها ونشرت قواتها بشكل كثيف داخل الاحياء السكنية فيها ونصبت نقاط التفتيش على مفترقات الطرق الرئيسية. وقال نازحون من الرمادي إن حي الملعب ودور السكك والاسكان القديمة باتت مناطق محاصرة تماماً ولم يعد يُسمح لأحد بالدخول اليها كما تعرض حي سكني قرب معمل السيراميك غرب الرمادي لقصف جوي امس الاول ادى الى تدمير عدة منازل بعد ان تعرض رتل اميركي لهجوم مسلح على طريق المعمل. ويقول سكان نزحوا من الرمادي وتوافدوا على الفلوجة ل"الحياة"إن بوادر عملية عسكرية أميركية كبيرة ضد الرمادي باتت تلوح في الافق وإن أعداداً كبيرة من سكان المدينة أخذوا بالنزوح منها.