يعتبر "معرض الترفيه الرقمي" Electronic Entertainment Expo، الذي استضافته مدينة لوس انجليس الاميركية بين 9 و11 أيار مايو الجاري، الحدث الأهم عالمياً في عالم الألعاب الالكترونية، التي باتت سوقاً هائلة يتجاوز حجمها بلايين الدولارات سنوياً. وفي معرض هذه السنة، برز الاهتمام الكبير الذي توليه هوليوود وشركاتها، للألعاب الالكترونية وتقنياتها. ولوحظ الاهتمام الواسع بالمعرض من قبل الشباب الاميركي، الذي نقل وقائع المعرض عبر صفحات"البلوغز"، مُعزّزة بالصوت والصورة. وخلال هذا الحدث الكبير، عرضت مجموعة كبيرة من ألعاب الفيديو التي تستند في قصتها إلى أفلام سينمائية خيالية، مع تضمينها عدداً من مشاهد الحركة المميزة. وقُدّمت الألعاب على شاشات عملاقة في ركن خاص بالمعرض جُهّز ليُشبه الكهف، مما يتوافق مع مفهوم"الانغماس"Immersion الذي يستند الى استغراق حواس الانسان كلها في الترفيه الالكتروني وألعابه. ومن بين الأفلام التي عرضت بتلك الطريقة، فيلم"سترينج هولد"للمخرج جون وو، والذي تدور قصته حول أحد أبطال الأساطير الصينية، ويدعى"تشو يون فات". كما شاهد الجمهور أفلاماً تحاكي قصص أشرطة هوليوود الشهيرة مثل "سوبرمان"و"قراصنة الكاريبي"و"ثورة الأمم"و"القرية الصغيرة"وغيرها. ومن المتوقع ان تصل تلك الألعاب الى السوق العالمية في صيف العام الجاري. وشاهد الجمهور ألعاباً استوحت شخصياتها من أحدث أفلام السينما العالمية، مثل"شفرة دافينشي"و"المهمة المستحيلة - الجزء الثالث"، وحتى كلاسيكيات السبعينات مثل"الأب الروحي". وفي تصريح صحافي، بيّن إفريم كوهين، أحد المشرفين على القسم الخاص في شركة ألعاب من سنغافورة بالقول:"أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة من التوحد بين السينما والتلفزيون مع ألعاب الفيديو... هناك أعداد هائلة من البشر يتجهون لمشاهدة اللعبة، كما لو كانوا في طريقهم إلى دار للسينما في عطلة نهاية الأسبوع... أعتقد أن هذا هو أصدق تعبير عن مستوى صناعتنا راهناً". وبحسب كوهين، فإن ما يثير الدهشة هو أن معظم الحديث الذي دار بين أقطاب الصناعة خلف الأبواب المغلقة خلال معرض"إلكترونيك إنترتينمنت"، لم يتركز حول التقنيات المستخدمة في الألعاب، بل حول قصص الأفلام وتطور الشخصيات. وقال:"شعرت أننا نتحدث عن صناعة سينما حقيقية، وليس عن ألعاب الفيديو، أعتقد أن هوليوود أصبحت تجني أرباحاً طائلة منذ دخولها إلى عالم ألعاب الفيديو". واعتبر إندماج صناعتي الأفلام وألعاب الفيديو توسعاً طبيعياً لصناعة الترفيه الإلكترونية التي تتوسع باضطراد. ولاحظت كيت أيسنبرج من شركة باثيسدا سوفتوركس Bethesda Softworks الأميركية التي أنتجت لعبة"قراصنة الكاريبي"مستوحاة من الفيلم الهوليوودي الشهير الذي يحمل العنوان عينه، ان هنالك شكلاً من أشكال الاندماج بين هوليوود وألعاب الفيديو، وان ذلك لم يكن متصوراً من قبل! والحال ان الآلاف من الشباب الأميركي احتشدوا في طوابق المعرض، الذي تبلغ مساحته 40 ضعف حجم حمام سباحة أوليمبي. وامتدت طوابيرهم على شباك تذاكر الدخول لساعات طويلة، بما يُشبه ما يحدث عن اطلاق فيلم هوليوودي قوي. وتمتع الجمهور بمعايشة الأفلام المعروضة، إذ ارتدى بعض الزوار ملابس غريبة تعود إلى العصور الوسطى، من وحي الالعاب الالكترونية. واستُعملت مكبرات الصوت الضخمة مع الشاشات العملاقة لإمتاع الجموع المحتشدة في مشهد لا يتكرر إلا في ميدان التايمز في وسط نيويورك، أو في"لاس فيغاس"، أو"ديزني لاند". وقدمت الشركات العارضة كميات كبيرة من الهدايا للجمهور، شملت القمصان الخفيفة والقبعات وحاملات المفاتيح والأساور والأقراط وغيرها، إضافة الى نُسخ"خفيفة"من بعض الالعاب الرقمية. ودار في المعرض صراع مكشوف بين أجهزة الالعاب الالكترونية، وخصوصاً"القناصل"Console الثلاثة"اكس بوكس 360"من صنع شركة مايكروسوفت و"بلاي ستايشن"شركة"سوني" و"نينتندو غايم كيوب".