راح موظف أردني يعمل سائقاً عند ممثل المملكة الاردنية لدى السلطة الفلسطينية يحيى القرالة امس ضحية اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعات من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني وبين رجال الشرطة الفلسطينية. وطالبت الحكومة الاردنية السلطة الفلسطينية باجراء تحقيق فوري في ملابسات مقتل خالد الردايدة وتزويدها كل التفاصيل في اقرب فرصة ممكنة. وافاد ناطقون باسم حركتي"فتح و"حماس"ان قياديين من الحركتين عقدا اجتماعا عاجلا في غزة برعاية مصرية امس من اجل احتواء الموقف المتفجر. ومن المتوقع ان يكون وصل الى القطاع ليل الاثنين - الثلثاء وفد امني مصري لعقد جولات جدية من الحوار بين"فتح"و"حماس"ومؤسستي الرئاسة والحكومة في اعقاب اتساع الهوة بين الطرفين والصدامات المسلحة وتزايد احتمالات وقوع حرب اهلية فلسطينية. وقال مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء في غزة الدكتور جمعة السقا ل"الحياة"ان خالد الردايدة 55 عاما اصيب برصاصات قاتلة في رأسه، كما اصيب تسعة آخرون بجروح مختلفة في الاشتباكات العنيفة التي وقعت قرب المقر الرئيس للشرطة الفلسطينية الجوازات والمقر الموقت للمجلس التشريعي غرب مدينة غزة. وافاد شهود ل"الحياة"ان الردايدة كان يمر صدفة بالسيارة التي تحمل لوحات ديبلوماسية اردنية قرب المجلس التشريعي عندما اصيب في الاشتباكات. واظهرت صور تلفزيونية السيارة الديبلوماسية وهي من نوع"اودي"وهي تتوقف قبل أن تأخذ في التراجع بسبب عدم قدرة الردايدة على وقفها جراء اصابته بجروح تبين لاحقاً انها قاتلة. ووصل القرالة الى مستشفى الشفاء بصحبة ديبلوماسيين وموظفين اردنيين، ورفض الادلاء بأي تصريحات قبل أن ينتقل الى مقر الرئاسة الفلسطينية. وعم مدينة غزة حزن وغضب لمقتل الموظف الاردني في اشتباكات مسلحة تزداد عنفاً يوما بعد يوم بين مسلحين ينتمون لحركتي"فتح"و"حماس"يعملون في القوة التنفيذية او الاجهزة الامنية. وكانت الاشتباكات اندلعت فجأة عصراً بعد أن اطلق مسلحون من القوة التنفيذية النار على سيارة مرت قربهم قالوا ان مسلحين في داخلها اطلقوا النار على افراد القوة. واعتقد رجال الشرطة ان اطلاق النار على السيارة يستهدفهم فردوا باطلاق النار على القوة التنفيذية، فدارت اشتباكات عنيفة في عدد من الشوارع المحيطة بمقر المجلس التشريعي و"الجوازات"اصابت المواطنين بالذعر الشديد، فخلت الشوارع من المارة واصبحت المنطقة اشبه بساحة حرب ليس فيها سوى مسلحين من الطرفين. وقدم الرئيس محمود عباس تعازيه للقرالة في اتصال هاتفي اجراه معه في اعقاب مقتل سائقه، ودان الحادث معرباً عن استنكاره له. كما قدم رئيس الوزراء اسماعيل هنية تعازيه للسفير الاردني، وابلغه ان الحكومة ستفتح تحقيقاً في الحادث المؤلم. وجاءت الاحداث لتشكل ذروة اشتباكات وتفجيرات وقعت خلال الساعات ال24 الماضية اسفرت عن مقتل شاب واصابة عدد آخر من المواطنين والحاق اضرار بمنازل عدد آخر من ناشطي"فتح"و"حماس". وتوفي الشاب محمود أبو طعيمة 19 عاما متأثراً بجروح اصيب بها في رأسه في اشتباكات وقعت في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، اصيب خلالها شاب آخر يعمل في الشرطة البحرية بجروح في بطنه. كما اصيب شاب ثالث في بلدة بني سهيلا شرق المدينة. وانفجرت عبوة ناسفة الصقت في باب منزل أحد القادة الميدانيين ل"كتائب القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس"في جباليا، ما الحق اضرارا جسيمة به. كما انفجرت عبوتان ناسفتان مماثلتان امام منزلين يعود احدهما لناشط من"فتح"وآخر من"حماس"اسفرتا عن اضرار مادية جسيمة. الى ذلك، عقد هنية اجتماعا امس مع وفد من قيادي"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"في مقر مجلس الوزراء في غزة تناول جملة من القضايا الملحة في الساحة الفلسطينية، حسب عضو المكتب السياسي للجبهة الدكتور رباح مهنا الذي اضاف ل"الحياة"ان الاجتماع تناول الحوار الوطني الذي سيعقد الخميس المقبل، مضيفاً ان الطرفين اتفقا على اعتماد لغة الحوار والتفاهم لحل التعارضات الداخلية وتغليب المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني. واشار مهنا الى ان اجتماعا للجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية سيعقد اليوم بحضور هنية للبحث في سبل تخفيف حال الاحتقان والتوتر التي يعيشها الشارع الفلسطيني. وبالنسبة الى نشر القوة التنفيذية، قال مهنا ان الجبهة جددت موقفها منها اثناء الاجتماع، معتبرا ان الاستعجال في نشرها في الشوارع بهذه الطريقة من دون استكمال الاجراءات القانونية كان خطأ. ولفت الى انه تم الاتفاق خلال الاجتماع على"ترسيم"هذه القوة ومنحها الصفة القانونية ضمن اطار الشرطة الفلسطينية، بما يتطلبه ذلك من تدريب جدي.