قبل عام من انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا يرفع الستار غداً عن كأس القارات في المكان نفسه المخصص للنهائيات الكبرى، وهو تقليد قرر الاتحاد الدولي اتباعه منذ 2001 عندما أسند إلى كوريا الجنوبيةواليابان مهمة تنظيم كأس القارات قبل عام واحد من تنظيمهما المشترك لكأس العالم. ملعب مونفيرس دورفر شتاديون في مدينة كولون العريقة يحتضن المباراة الافتتاحية للبطولة في السادسة من مساء الغد بين الأرجنتين وصيف كوبا أميركا وتونس بطلة افريقيا، وبعد ساعة من نهايتها تنطلق المباراة المرتقبة لمنتخب ألمانيا صاحب الملعب والجمهور ضد استراليا في ملعب فالد شتاديون، في مدينة القياصرة والملوك في فرانكفورت الترشيحات تميل لمصلحة منتخب الألمان على رغم عجزه عن إثبات وجوده عالمياً وقارياً عبر 5 بطولات كبرى متتالية، ومعه منتخبا البرازيل بطل العالم واميركا الجنوبية ووصيفه القاري الأرجنتين، ولا خطر من الحصان الأسود أو منتخب اليونان بطل أوروبا في ظل تدهوره اللافت في تصفيات كأس العالم، والبقية يكفيها شرف المشاركة. وهي منتخبات تونسواسترالياواليابانوالمكسيك، والأخيرة كانت يوماً بطلة لكأس القارات على ملاعبها عام 1999، ومنتخبا اليابانواستراليا حققا مركز الوصيف في كأس القارات 2001 في اليابان، و1997 في السعودية على التوالي. الاتحاد الدولي قام بتقسيم المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين وفقاً لاعتبارات فنية، إذ أبعد البرازيل بطلة العالم من ألمانيا الدولة المضيفة. ووفقاً لاعتبارات جغرافية، فقد أبعد ممثلي أميركا الجنوبية البرازيل والأرجنتين ليلعب كل منهما في مجموعة، وهو ما طبق أيضاً على ممثلي أوروبا منتخبي ألمانيا واليونان، إذ فرقا على المجموعتين، وابتعد الأفارقة من الآسيويين. الجوائز لا يخصص الاتحاد الدولي الفيفا جوائز مالية عملاقة لأبطال كأس القارات، كما يفعل في نهائيات كأس العالم، ويمنح البطل كأساً ذهبية يحتفظ بها لعامين ويعيدها إلى الاتحاد الدولي قبل انطلاق البطولة التالية، وينال كأساً بديلة ومماثلة - أقل قيمة - للاحتفاظ بها نهائياً - وينال بطل القارات 53 ميدالية ذهبية - 32 لاعباً و21 إدارياً - والثاني 53 ميدالية فضية والثالث 53 ميدالية برونزية، وينال حكام مباراتي تحديد المركز الثالث والنهائي ميداليات تذكارية. ويمنح الفيفا جائزة خاصة للفريق الذي يحقق أحسن النتائج في اللعب النظيف، وهي ترتبط بالإنذارات وحالات الطرد والسلوك العام للاعبين والمدربين والإداريين تجاه المنافسين والحكام والجماهير، إضافة إلى اللعب الإيجابي للفوز، والمنتخب الفائز بجائزة اللعب النظيف ينال 10 آلاف دولار من شركة أديداس على هيئة أدوات وملابس رياضية. ويمنح الفيفا أيضاً الهداف الأول في البطولة جائزة الحذاء الذهبي، والثاني الحذاء الفضي، والثالث الحذاء البرونزي، ويتم احتساب المنافسة بعدد الأهداف التي يحرزها اللاعب، وإذا تساوى لاعبان أو أكثر يكون الفصل بينهما من طريق عدد التمريرات الحاسمة التي منحها اللاعب لزملائه لإحراز الأهداف، ويحتسب الهدف في تلك الحالة بثلاث نقاط، والتمريرة بنقطة. اللوائح يصعد إلى الدور نصف النهائي المنتخبان الأول والثاني من كل مجموعة، وفي حال تساوى منتخبان أو أكثر في رصيد النقاط والأهداف، يكون الفصل بينهما لتحديد المنتخب الأعلى ترتيباً وفقاً للعناصر الآتية: 1- عدد النقاط في مباراتهما أو مبارياتهما المشتركة. 2- فارق الأهداف في مباراتهما أو مبارياتهما المشتركة. 3 - عدد الأهداف في مباراتهما أو مبارياتهما المشتركة. 4- نقاط اللعب النظيف. 5- القرعة. وفي حال نهاية إحدى مباريات الدور نصف النهائي أو المركز الثالث أو النهائي بالتعادل تمتد المباراة إلى شوطين إضافيين، وإذا استمر التعادل تحسم ركلات الجزاء الترجيحية نتيجة المباراة. وعقب كل مباراة يتم اختيار لاعبين أساسيين لإجراء تحليل الكشف على المنشطات من كل فريق ومعهما لاعبان آخران بصفة احتياطية، ويجوز لمراقب المباراة أو الحكم اختيار أي لاعب لإجراء الكشف على المنشطات، واللاعب الذي يرفض أو يتهرب أو يتلاعب أثناء الكشف يعتبر متورطاً وينال عقوبة اللاعب المتنشط نفسها. ويعاقب المنتخب الذي ينسحب من البطولة قبل انطلاقها بثلاثين يوماً بغرامة50 ألف فرنك سويسري، والمنتخب المنسحب بعد ذلك بغرامة 100 ألف فرنك مع إلزامه بكل التعويضات المناسبة للانسحاب، ويسمح الفيفا لمنتخب آخر للمشاركة بدلاً من المنسحب. والمنتخب الذي ينسحب خلال البطولة تلغى نتائجه وتوقع عليه غرامات عنيفة ويدفع تعويضات ضخمة ويتعرض للحرمان من المشاركة في البطولة التالية أو من بطولات"الفيفا". الملاعب تقام المباريات على خمسة ملاعب، ليس بينها الملعبان الكبيران المخصصان لمباراتي الافتتاح والختام في مونديال 2006، وهما ملعب ميونيخ الجديد - اليانز - والملعب الأولمبي في برلين. والملاعب الخمسة المخصصة للقارات هي فالد شتاديون في فرانكفورت وهو استقبل مباريات كأس العالم 1947 وأمم أوروبا 1988، وشهد عدداً من التجديدات المهمة والواسعة، وأقيم الملعب في المكان نفسه الذي شهد ملعباً ضخماً للرياضة في العقدين الأول والثاني من القرن الماضي. ملعب نيدر ساخسين شتاديون في مدينة هانوفر، وتأسس عام 1945 واستغله نادي هانوفر اعتباراً من عام 1959، وخاض منتخبا البرازيل وهولندا عدداً من المباريات في نهائيات مونديال 1947 في ذلك الملعب. ملعب مونغيرس دورفر شتاديون في أقدم مدن ألمانيا الكبرى كولون وهو الملعب الوحيد المغطى بالكامل في ألمانيا وتأسس عام 1957 ويعد تحفة معمارية رائعة. ملعب أول سنترال شتاديون في ليبزيغ وتأسس عام 1956 بسعة 100 ألف متفرج وكان الأكبر في ألمانيا لسنوات طويلة، وتجدد تماماً في عام 1979. ملعب فرانكين في نورنبرغ وتأسس عام 1991 بسعة محددة وعندما زادت الحاجة للحضور الجماهيري تقررت زيادة سعته بأسلوب علمي جديد، وخفضت أرض الملعب لأمتار عدة مع زيادة ارتفاع المدرجات. الحكام اختار الاتحاد الدولي 12 حكماً و18 مساعداً لإدارة المباريات، وبينهم 6 حكام من أوروبا، أبرزهم الألماني ماركوس ميرك الذي أدار نهائي أمم أوروبا الأخيرة 2004 بين البرتغال واليونان، والحكم الأسباني مانويل ميخوتو الذي أدار نهائي دوري أبطال أوروبا الأخير 2005 بين ليفربول الإنكليزي وميلان الإيطالي، والحكام الألماني هربرت فانديل والروسي فالنتين ايفانوف والسلوفاكي لوبوس ميشيل والإيطالي روبرتو روسيتي، ومعهم المساعدون مارتين بالكو ورومان مليسكو من سلوفاكيا وفولكر فيزيل وكارستين كاداش من ألمانيا وكريستيانو كوبيلي واليساندرو غريسيلي من إيطاليا، والتونسي مراد الدعمي ومساعداه التونسي توفيق ادغنغي والأوغندي علي توماسونغي، والسنغافوري شامسول مايدين ومساعداه التايلاندي برمبانيش والتتركمستاني الابير دييف، والجامايكي برندر غاست ومساعداه الترنيدادي جوزيف تايلور والجامايكي انطوني غاروود، والاسترالي مايتو بريزي ومساعداه ومواطنيه جيم أولياريس ومايتو كريم، والحكمان الباراغواني كارلوس اماريا والشيلي كارلوس شانديا ومعهم المساعدون اميليو اندينو ومانويل بيرنال من باراغواي وكريستيان خوليو وماريو فارغاس من شيلي. الغائبون كثر رونالدو وكريسبو وكلوسي يتابعون البطولة كمتفرجين، للخلاف الحاد الذي نشب بين الهداف البرازيلي الأول رونالدو والجهاز الفني للمنتخب بعد طلب الأول إعفاءه من المشاركة في كأس القارات، ما كلف الهداف الكبير الغياب عن البطولة وعن تصفيات كأس العالم وربما عن النهائيات في المونديال، وانكشف هجوم البرازيل أمام الأرجنتين في لقائهما الأخير في بوينس أيرس وخسر 1 - 3 ولم يحرز الهدف إلا روبرتو كارلوس. ولم يضع المدير الفني لمنتخب الأرجنتين بيركمان هدافه الأول هرنان كريسبو في قائمته للبطولة على رغم هدفي كريسبو في البرازيل وهدفيه لميلان الإيطالي ضد ليفربول الإنكليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا، وخلت قائمة الأرجنتين أيضاً من عدد من النجوم الكبار أمثال خوان فيرون ولويس غونزاليز وروبرتو إيالا وخافير ماشيرافو، ولن يوجد الهداف الألماني الأول ميروسلاف كلوسي مع بلاده بعد إصابته الثقيلة في مباراة منتخب ألمانيا ضد نادي بايرن ميونيخ الودية في افتتاح ملعب اليانز الجديد في ميونيخ. ويفتقد المنتخب الاسترالي لنجميه فينس غريلا وماركو بريسيانو اللذين تركهما المدرب فارينا مع نادي بارما في صراعه ضد بولونيا في الدوري الإيطالي، ويغيب الثلاثي اليوناني زاغوراكيس وفرايزس وكاراغونيس عن المباريات الأولى لمنتخب بلادهم لانشغال الأول مع نادي بولونيا والثاني مع نادي سيلتا فيغو الاسباني، والثالث مع انترميلان الايطالي في مباريات محلية، ويلحق الثلاثة بالمنتخب عقب نهاية مهامهم مع أنديتهم. ويفتقد اليابانيون لجهود المدافع الأول يوغي ناكازاغوا للإصابة. لومير أغضب جماهير سوسه 14 محترفاً و9 محليين في تشكيلة المنتخب التونسي، إذ لم ير المدير الفني الفرنسي لمنتخب تونس روجيه لومير في تشكيلة النجم الساحلي أي لاعب يستحق الانضمام إلى المنتخب إلا المهاجم عماد المهذبي، وهو الأمر الذي أغضب جماهير صوصه بشدة ودفعها للهتاف ضد الفرنسي وعدم الاهتمام بالبطولة القارية. لومير اختار 14 لاعباً محترفاً و9 فقط من المحليين في قائمة تونس لكأس القارات. والمحليون هم الحارس حمدي القصراوي وعصام جمعة وخوسيه كلايتون وجوهر المناري من الترجي ووسام عبدي وهيكل قمامدية والحاج مسعود من الصفاقسي والحارس بومنجيل من الافريقي والمهذبي من النجم. والمحترفون معظمهم في أندية فرنساوتركيا، وهم أنيس عياري وقيس الغضبان من سامسونغ سبور، وزياد الجزيري من غازيانت سبور، والحارس خالد فاضل من ديار باكير في تركيا، وعلي الدين يحين من سانق ايتين، ودوس سانتوس من تولوز، وعادل الشاذلي من استر، وشوقي بن سعده من باستيا، وسليم بن عاشور من سان جيرمان في فرنسا، ومهدي النفتي من برمنغام سيتي، وراضي الجعايدي من بولتون واندررز في انكلترا، وحاتم الطرابلسي من إياكس الهولندي، وكريم السديري من تومسو النروجي، وحمد الناموشي من غلاسغو الاسكتلندري. وعلى صعيد عدد المحترفين إلى المحليين في المنتخبات المشاركة تضم قائمة المكسيك 12 لاعباً محلياً في مقابل 2 فقط من الخارج. ولدى اليابان 18 محلياً ويتماثل منتخب اليونان مع تونس في وجود 14 محترفاً خارجياً و9 من المحليين، ويتفوق الأرجنتينيون على الجميع في وجود 22 محترفاً خارجياً في مقابل لاعب محلي واحد، وفي البرازيل 4 من المحليين وفي ألمانيا اثنين من المحليين، وفي استراليا 12 لاعباً محلياً.