لبى المهاجم الفرنسي الفذ تييري هنري نداء القلب، وبقي مرتبطاً بناديه ارسنال الانكليزي لاربعة مواسم جديدة، بعد ان صم اذنيه عن العروض الكثيرة التي أتته من كل انحاء القارة العجوز، وتحديداً من برشلونة الاسباني، الذي تفوق على فريقه اللندني بالذات في نهائي دوري ابطال اوروبا الاربعاء الماضي، ليحرز اللقب. وجاء قرار هنري بعد يومين فقط من خيبة أمله لفقدان اللقب الاوروبي، ليرسم البسمة مجدداً على شفاه انصار ارسنال، المحبطين لخروج فريقهم خالي الوفاض هذا الموسم. ولم يكن مجلس ادارة ارسنال والمدرب الفرنسي ارسين فينغر في وارد خسارة جهود هدافهم المتألق، بعد عام واحد على خسارة لاعب مؤثر آخر هو مواطنه باتريك فييرا، المنتقل الى يوفنتوس الايطالي، لأن ذلك كان سيصيب اللاعبين الصاعدين في صفوف الفريق بالإحباط، ومن هنا تأتي اهمية بقاء المهاجم الفرنسي في صفوف"المدفعجية"، وهو ما لخصه فينغر بالقول بأن"قرار بقاء هنري في صفوف ارسنال أهم من إحراز اللقب الاوروبي". واضاف فينغر:"في مطلع الاسبوع الجاري كان علي ان احقق هدفين، الفوز بدوري ابطال اوروبا، وإقناع هنري بالبقاء، وقد نجحت في واحد لكنني أعتقد انه الأهم". ولا يشك احد بأن قرار هنري جاء بعد الهزيمة امام برشلونة، والعرض القوي الذي قدمه فريقه، على رغم خوضه 74 دقيقة بعشرة لاعبين، اثر طرد الحارس الالماني العملاق ينز ليمان، وكان نداً عنيداً للفريق الكاتالوني، قبل ان يخسر امامه بصعوبة في ربع الساعة الاخير. وقال هنري:"اثبت فريقي انه لا يقل شأناً عن برشلونة، وأكدت لي المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا الشيء الذي كنت ابحث عن اجابة له منذ فترة طويلة، وهو الى اين يمكن ان يذهب هذا الفريق، واعتقد ان الاجابة كانت واضحة". وتابع:"اختليت بنفسي صبيحة اليوم التالي للمباراة، واتخذت قراري بالبقاء لأنني لم اكن اريد ان اترك هذا الفريق". ولم يخف هنري ان فكرة الانتقال الى برشلونة راودته، وقال في هذا الصدد:"لقد مرت ببالي فكرة الانتقال الى برشلونة، ولا استطيع ان انفي ذلك، لكنني لبيت نداء قلبي بالبقاء مع ارسنال". ويعتبر هنري ان ارسنال هو ناديه، وان لندن هي مدينته، وهو متزوج من انكليزية، ويقول:"أعشق كل شيء في ارسنال، وطريقة عيشي في لندن التي أعتبرها بمنزلة مسقط رأسي". وتابع:"من الصعب ترك بلد مثل انكلترا، حيث انصار اللعبة يعشقون الكرة المستديرة حتى الجنون". وكان هنري حمل شارة القائد هذا الموسم، خلفاً لمواطنه فييرا، ونجح في لعب دوره في شكل كبير، خصوصاً ان فريقه يضم اكثر من لاعب صاعد، امثال الاسباني المتألق فرنسيسك فابريغاس وايمانويل ايبويه والتوغولي ايمانويل ايدبايور، الذين لا يزالون في حاجة الى من يرعاهم. ويشكل قرار هنري بالبقاء، الذي يتزامن مع انتقال فريقه من ملعب"هايبري"الى ملعب"اميراتس استاديوم"الذي يتسع ل60 الف متفرج، دفعة معنوية هائلة للنادي اللندني، لأنه سيتمكن من منافسة مانشستر يونايتد وتشلسي من الناحية المادية، في المدى المنظور، لأن الملعب الجديد سيسمح له بمداخيل مضاعفة، مقارنة بملعبه السابق وسعته القصوى 38 الف متفرج. وكان هنري انتقل الى ارسنال قادماً من يوفنتوس الايطالي عام 1999، وبات على مدى ستة مواسم افضل هداف في تاريخ دوري الدرجة الممتازة، الذي انطلق موسم 1992- 1993. وسبق لهنري 28 عاماً و76 مباراة دولية و31 هدفاً ان اكد منذ فترة طويلة انه سيتخذ قراره قبل نهائيات"مونديال"المانيا، التي تنطلق في 9 حزيران يونيو المقبل. وتصدر هنري لائحة الهدافين في الدوري الانكليزي ب 27 هدفاً نهاية الموسم الفائت، وللمرة الرابعة بعد اعوام 2002 و2004 و2005، علماً بأنه سجل 214 هدفاً في 341 مباراة، منها 35 هدفاً في 70 مباراة في دوري ابطال اوروبا. يذكر ان هنري سيتقاضى بموجب العقد الجديد 160 الف يورو في الاسبوع الواحد.