يعلم نادي أرسنال انه حقق إنجاز التأهل إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا بفضل لاعب واحد، ويعلم جمهوره أنه قبل أسابيع قليلة كان الخوف يراوده لان يكون هذا الموسم الأخير لنجمه المتألق الفرنسي تييري هنري، الذي بين يديه إغراءات مدريدية وكتالونية وميلانية وتورينية. وفعلاً قبل 7 اسابيع كان السؤال الذي يبحث هنري عن إجابة عنه:"لماذا أبقى مع الفريق؟"، في ظل تذبذب واضح في المنافسات المحلية والابتعاد عن مواكبة الثلاثة الكبار تشلسي ومانشستر يونايتد وليفربول، ورحيل بعض المؤثرين كباتريك فييرا، والاعتماد على صغار السن والمواهب الخامة. لكن اليوم وبعد انجاز التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال وإقصاء ريال مدريد ويوفنتوس في الطريق إليه، وحيث بات هنري يعلم انه على بعد خطوتين من تحقيق حلمه، أصبح سؤاله:"لماذا لا أبقى؟". ستة أسباب قد تفي بإجابة واضحة: أولاً، كسر ارسنال قوانينه الداخلية وسقف رواتبه، خصوصاً للاعبين الذين هم على مشارف ال30 من العمر، وقدم عرضاً للنجم الفرنسي براتب خيالي، يعتقد انه يدور حول 120 ألف جنيه أسبوعياً ولمدة 3 سنوات ينتهي في 2010، علماً بأن هنري في ال29 من العمر. ثانياً، سيصبح هنري أول قائد لارسنال في ملعبه الجديد"استاد الإمارات"الذي يفوق سعة استاد"هايبري"بنحو الضعفين. ثالثاً، سيسعى هنري للبحث عن راحته وما يناسب عقليته وموهبته، فهو يعشق أن يكون اللاعب الذي يتطلع إليه الجميع، فالاختلاف شاسع بين"هنري ارسنال"وپ"هنري فرنسا"في ظل وجود زيدان وتريزيغيه وغيرهما من النجوم، لذا التفكير في انتقاله إلى برشلونة، الذي يدور في فلك رونالدينيو وايتو وجولي وديكو وميسي، أو إلى ريال مدريد المليء بالنجوم المتهالكين كزيدان وبيكهام ورونالدو وراؤول، أو غيرهما لن يناسبه. رابعاً، في حال نجحت إغراءات برشلونة وريال مدريد أو ميلان في جذب قدميه، هل سيتحمل الشتائم العنصرية التي يواجهها النجوم السمر كإيتو وزورو في اسبانيا وايطاليا؟. خامساً، هل سيجد هنري مدرباً متفهماً شبيهاً بآرسين فينغر الذي نشله من مقاعد الاحتياط والجناح الأيسر في يوفنتوس، وحوله إلى أفضل مهاجم وهداف في العالم. سادساً، هل سيضمن هنري إحراز اللقب الأغلى، وهو دوري الأبطال مع برشلونة الذي لم يحرز اللقب سوى مرة واحدة في تاريخه.