تعتبر الفنانة فيفي عبده أن سر نجاحها كممثلة تلفزيونية خلال السنوات الثلاث الماضية، يعود الى عفويتها وقربها من هموم المشاهد ومشاكله من خلال أدوار يرى المرء نفسه فيها، بعيداً من الأعمال الغريبة عن بيئتنا. من هنا حرصت النجمة المصرية على أن يكون مسلسلها المقبل"سوق الخضار"قريباً من هموم الإنسان العادي، وعن هذا العمل قالت لپ"الحياة":"المسلسل من تأليف عبدالمنعم شطا في أولى تجاربه للدراما التلفزيونية ومن اخراج محمد النقلي، وبطولة عدد كبير من نجوم الشاشة المصرية، أما الإنتاج فلشركة"عرب سكرين"بالاشتراك مع قناة"الرأي"الكويتية التي ستعرض المسلسل حصرياً على شاشتها خلال شهر رمضان المقبل. ورُصدت للمسلسل موازنة مبدئية قدرها 9 ملايين جنيه مصري 1.5 مليون دولار أميركي". وأضافت عبده:"تستعرض الأحداث كواليس سوق الخضار وصراعات تجاره وحربهم الشرسة للانفراد بالسوق والتحكم فيه، وذلك من خلال شخصية المعلمة صباح - التي لعب دورها - التي بدأت حياتها بائعة صغيرة وعانت من الفقر والجوع، وعرفت معنى الظلم والحرمان، لكنها صبرت وكافحت حتى أصبحت واحدة من كبار تجار السوق. ونظراً الى ماضيها المتواضع أخدت صباح على نفسها عهداً بأن تدافع عن المستضعفين وتخوض في سبيل ذلك حرباً شرسة مع كبار تجار السوق الذين يرفضون محاولاتها المستمرة لنصرة صغار البائعين ورفع الظلم عنهم ووقوفها بصلابة في وجه البلطجة والرشوة والفساد". وعما جذبها في هذا الدور قالت:"عند قراءتي الأولى للدور وجدته مختلفاً تماماً عن كل ما يعرض عليّ، اذ نجح المؤلف عبدالمنعم شطا في كتابة سيناريو جيد أعجب كل من قرأه. وأنا بدوري حريصة على تنوع الأدوار التي أجسدها على الشاشة لأن من حق المشاهد عليّ أن أنوع في أدواري وأقدم شخصيات من لحم ودم يتعامل معها في حياته اليومية". وعن عرض المسلسل حصرياً على قناة"الرأي"وعدم عرضه على القنوات الأرضية في التلفزيون المصري، أوضحت:"هذا الأمر لا يزعجني اطلاقاً فأنا أتفاءل دوماً بعرض أعمالي أولاً على القنوات الفضائية. فقبل ثلاث سنوات وبعد انتهائي من تصوير مسلسل"الحقيقة والسراب"أولى بطولاتي في الدراما التلفزيونية فوجئت بأن التلفزيون المصري غير مهتم بعرض هذا العمل الضخم على قنواته وان المسلسل سيعرض فقط على قناة"أبو ظبي"لكن ما أثر فيّ هو أن العمل لاقى استحسان الجمهور في مصر والدول العربية. وتكرر الأمر نفسه السنة الماضية مع مسلسلي"طائر الحب"وپ"الست أصيلة". وعندها شعرت بأن مسألة العرض على القنوات الأرضية أو الفضائية لا تهم طالما يقدم الفنان عملاً متميزاً، كما ان الصحون اللاقطة أصبحت موجودة في غالبية البيوت". وأكدت فيفي عبده أنها لا تهتم بالظهور في شكل مغر أو جميل:"طبيعة الدور هي التي تحدد نوعية الملابس التي أرتديها، فأنا بخلاف كثير من الفنانات لا أفكر في شكلي أمام الكاميرا. ففي مسلسل"الحقيقة والسراب"ظهرت للجمهور من دون ماكياج في 21 حلقة، عندما جسدت شخصية الست ثريا التي تفقد ولدها الأكبر في حادث سيارة، ثم تفاجأ بخبر زواج ابنتها الوحيدة عرفياً من شاب غرر بها قبل أن يتركها ويسافر فتصاب بشلل. وربما أكون الممثلة الوحيدة التي ارتضت أن تظهر بهذا الشكل كل هذه المدة. وفي مسلسل"الست أصيلة"ظهرت بملابس بالية تتناسب مع شخصية الخادمة الفقيرة التي جسدتها. أما في"سوق الخضار"فعقدت جلسات عمل مكثفة مع المخرج والمؤلف للوقوف على ملامح الشخصية ونوعية الملابس التي سأرتديها، فأنا ممثلة محترفة تعرف كيف تتعايش مع الشخصية كي تقدمها بصدق". وعن سر ابتعادها عن تقديم أدوار الراقصة في الدراما التلفزيونية لا سيما أن نجوميتها تحققت من خلال عملها كراقصة طوال 30 سنة، قالت:"أول ما واجهني في بداية دخولي مجال التمثيل هو اعتقاد بعضهم بأنني أقدم شخصية الراقصة بألوانها المتعددة لا سيما أنني كنت راقصة مصر الأولى - آنذاك، لكنني رفضت هذا الأمر، كما رفضت نظرة صناع السينما والدراما التلفزيونية للراقصة، ليس اعتراضاً على المهنة أو لأنني أتبرأ منها، فهي مهنة أفتخر بها وأدين لها بما وصلت اليه من نجومية، ولكن اعتراضي كان على نظرة بعضهم للراقصة على أنها امرأة منحلة تسعى دائماً وراء خراب البيوت. فالراقصة انسانة من لحم ودم - قبل أي شيء - لديها مشاكلها وحياتها الخاصة وأحلامها، وكل هذا بإمكانه أن يكون مادة خصبة لأي مؤلف جاد يسعى الى تقديم عمل متميز. انطلاقاً من هذا الكلام اذا وجدتُ نصاً جيداً ينصف الراقصات ويظهر حياتهم الانسانية في شكل عادل ومتزن فلن أتردد في تقديمه".