يتشدد الاتحاد الدولي لكرة القدم - الفيفا - حالياً في السماح لأي لاعب اشترك مع منتخب بلده ان يتحول الى جنسية بلد آخر ويلعب للمنتخب الثاني، وأي لاعب يتخطى عمره 21 عاماً ويريد الحصول على جنسية جديدة لا بد من أن ينتظر عامين بعد التقدم بطلبه الى"الفيفا". وهو الامر الذي دفع الاتحاد الدولي الى رفض طلب الاتحاد التونسي ضم لاعب الوسط الفرنسي ذي الاصول التونسية نبيل تايدر الى قائمته في نهائيات كأس العالم 2006، ولن يحصل تايدر على الجنسية التونسية - إذا تمسك بطلبه - الا عام 2008، ويلعب تايدر مع نادي تولوز منذ ثلاث سنوات في الدوري، وهو من اب وام تونسيين ولكنه من مواليد فرنسا وتجاوز ال 22 من عمره. وعلى العكس استفادت انغولاوتوغو من عدم مشاركة اللاعبين بيدرو ايمانويل وفاليرين اسماعيل في اي مباراة دولية، وهو ما يمكنهما من اللعب مع المنتخبين في كأس العالم 2006. المدافع البرتغالي المخضرم بيدرو ايمانويل يلعب اساسياً باستمرار مع بورتو البرتغالي وهو في عامه الپ31، ولم ينل شرف الانضمام الى المنتخب البرتغالي ولم يحظ بثقة المدرب البرازيلي فيليبي سكولاري، وهو الامر الذي اعطاه الشجاعة لقبول عرض المدير الفني لمنتخب انغولا لويس غونسا لنيز عندما عرض عليه العودة الى الجنسية الانغولية - وهو من مواليد عاصمتها لواندا وغادرها وعمره 3 سنوات - قبل الامم الافريقية 2006، وابدى ايمانويل موافقته على اللعب مع انغولا في كأس العالم واعتذر عن أمم افريقيا لارتباطه مع ناديه. والمهاجم الفرنسي فاليرين اسماعيل سيمكنه الانضمام الى منتخب توغو، وهو من اب فرنسي وأم توغولية وولد في فرنسا، ولعب طويلاً لنادي ستراسبورغ الفرنسي ولكنه لم يلعب ابدا دولياً لمنتخبها، وانتقل قبل سنوات الى بريمن الالماني وتألق وبات مؤهلاً للحصول على جنسيتها وفقاً لقوانينها المدنية، ولكن مدرب المنتخب جورجين كلينسمان لم يتحمس لضمه الى قائمته في كأس العالم، وهو ما دفعه لقبول العرض التوغولي لينال شرف المشاركة للمرة الاولى في المونديال، خصوصًا انه تجاوز 30 عاماً، ولم تبق له فرصة اخرى سواء مع فرنسا أو ألمانيا. وقوائم المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2006 ذاخرة باللاعبين الذين تحولوا من جنسياتهم الاصلية ليلعبوا مع دول اخرى. والتونسيان دوس سانتوس وخوسيه كلايتون هما الابرز عربياً وقارياً لانهما من اصول برازيلية، ووصل الامر الى أن دوس سانتوس احتفل بفوز تونس في احدى مبارياتها بارتداء العلم البرازيلي. والبرازيليون منتشرون بكثافة في عدد كبير من المنتخبات الاخرى، ونجم خط وسط البرتغال ديكو كان لاعباً ممتازاً في منتخب البرازيل للناشئين.. والمدافع الياباني اليساندرو سانتوس وشهرته اليكس حصل على الجنسية الجديدة قبل تسع سنوات فقط، وهو برازيلي الاصل. ولاعب الوسط البرازيلي الاصل انطونيو نيلسون اصبح اساسياً دائماً في منتخب المكسيك بعد حصوله على جنسيتها، وتألق بشدة في كأس القارات الصيف الماضي في ألمانيا في مباراته ضد البرازيل، وقاد بلده الجديد للفوز على بلده القديم 1-صفر. ولان قارة استراليا هي الاحدث فإن عدداً كبيراً من لاعبي استراليا ينتمون الى اصول اخرى، وكابتن وهداف منتخب استراليا مارك فيدوكا من كرواتيا وتلقى عروضاً كثيرة من بلده الاصلي لارتداء قميص منتخبه ولكنه رفض، وهو ظهر وتألق أولاً مع نادي دينامو زغرب الكرواتي وزملاؤه في المنتخب انتي ميليستيش وتوني بوبوفيتش وليوبو ميليسيفيتش كلهم من صربيا. ونجوم المنتخب الالماني صاحب الملعب والجمهور غيرالد اسامواه من اصل افريقي ولوكاس بودولسكي من بولونيا وكيفين كوراني من البرازيل. ولا ينسى احد أن نجوم فرنسا زين الدين زيدان، وماكليلي وباتريك فييرا وليليان تورام ودوراسو من اصول افريقية، وهاجر اسماعيل والد زين الدين من الجزائر وعمره 16 عاماً الى فرنسا، والتقى في مرسيليا مع المهاجرة الجزائرية مليكة وتزوجا وأنجبا خمسة اولاد اصغرهم يزيد، وهو تحول بعد ذلك الى زين الدين او زيزو. المشاهير الثلاثة خاض نجم خط الوسط وصاحب القوة البدنية الهائلة والمجهود الوفير لويس فرناندو مونتي كل مباريات منتخب الارجنتين الاربع في نهائيات كأس العالم الاول لكرة القدم في اوروغواي عام 1930 وحقق الفوز 3-6 على المكسيك و3-1 على شيلي في الدور الاول وعلى الولايات المتحدة 6-1 في نصف النهائي، واكتفى بالميدالية الفضية بعد الخسارة من اوروغواي 2-4 في المباراة النهائية وعلى رغم انسحاب الارجنتين من كأس العالم الثانية في ايطاليا عام 1934 الا ان مونتي الذي تنتمي جذوره الى اسرة ايطالية هاجرت الى اميركا الجنوبية في القرن الپ19 فاجأ العالم بالحضور في نهائيات 1934 وانضم مونتي الى المنتخب الايطالي منظم البطولة بعد حصوله على جنسيتها ولم يعترض"الفيفا"، وخاض مونتي كل المباريات الخمس مع منتخبه الجديد في النهائيات وكان احد ابرز نجوم مباراة ربع النهائي المعادة ضد اسبانيا، وعوض احباط الهزيمة في نهائي 1930 باحراز اللقب مع ايطاليا في نهائي 1934، واصبح أول لاعب في التاريخ يشارك في المونديال مع منتخبين مختلفين مستفيداً من تغيير جنسيته، وهو الاوحد في المونديال الذي نال الميدالية الذهبية مع منتخب، والميدالية الفضية مع منتخب آخر. ولكن مونتي ليس اشهر اللاعبين الذين ارتدوا قميصاً لدولتين مختلفتين في كأس العالم، ولحقه اشهر من سدد بقدمه اليسرى في التاريخ، وهو الهنغاري الاسباني فرانز بوشكاش، وقاد منتخب هنغاريا في عصره الذهبي الى نهائي كأس العالم 1954، وخسر المباراة النهائية 2-3 من المانيا الغربية بعد ما سجل هدفاً وألغى له الحكم هدفاً، وحالت الاصابة الجسيمة، التي تعرض لها في مباراته الثانية ضد المانيا الغربية، دون اكمالها، ولم يلعب في الدورين التاليين ولم يسجل سوى 4 اهداف، واكتفى في النهاية بالميدالية الفضية، وحال هروبه من هنغاريا بعد الغزو الروسي عام 1956 دون مشاركته في كأس العالم 1958، وحصل على الجنسية الاسبانية بعد انضمامه الى نادي ريال مدريد في نهاية الخمسينات، وعندما تجاوز عامه الپ35 وجد مكاناً اساسياً في هجوم منتخب اسبانيا في كأس العالم 1962 في شيلي، ولكنه لم يجد السرعة ولا الفاعلية ولا الفوز، وخسرت اسبانيا مرتين في الدور الاول من البرازيل وتشيخوسلوفاكيا وخرجت ومعها بوشكاش باكراً من المونديال. وعلى مدار تاريخ المونديال اشترك لاعبون عدة ضمن منتخبين مختلفين، وكان الاوروغواني سانتاماريا اغليسياس اشهر قلب دفاع في نهائيات 1954، وتألق ضد البرازيلوهنغاريا، وبعد اربعة اعوام احترف في ريال مدريد الاسباني ونال الجنسية في البلد الجديد، ولعب بجوار بوشكاش في نهائيات 1962.