افتتح العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الاول والرئيسان المصري حسني مبارك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، معرض"ابن خلدون: المتوسط في القرن الرابع عشر"في مدينة اشبيلية الاندلسية لمناسبة الذكرى المئوية السادسة لوفاة ابن خلدون. وشارك في الافتتاح وزيرا الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس والقطري حمد بن جاسم، والامير المغربي مولاي رشيد والأمير فيصل بن الحسين من الاردن، إضافة إلى وزراء الثقافة من مصر وسورية وتونس. وعلى رغم ان الحدث ثقافي، ولم يكن المدعوون ينتظرون حشداً رسمياً على هذا المستوى، لكنه لم يخل من التحرك السياسي خاصة ان ابن خلدون ولد في تونس وعاش فيها في ظل عائلة عربية - اسبانية، ثم سكن اشبيلية حيث ترك ثقافة غنية، قبل أن ينتقل الى الجزائر ومصر حيث توفي. ونظراً إلى"أهمية افكار هذا الفيلسوف المسلم وامكان تطبيقها اليوم"، ابرز موراتينوس القيم التي دافع ابن خلدون عنها و"تمثلت بفضائل الاحترام والتعايش والتحالف في حقبة الاضطرابات التي عاشها، حين كان سفيراً للسلام والثقافة والمعرفة". وسبقت الافتتاح لقاءات سياسية جمعت موراتينوس ومبارك وبوتفليقة وموسى، تبعتها لقاءات أخرى مع مسؤولين عرباً تناول فيها قضايا عدة، بينها تطور مبادرته المذكورة وعلاقة اسبانيا مع بلدان جنوب المتوسط وموقعها منها والدور الذي تلعبه في اطار الاتحاد الاوروبي لمعالجة الحال التي وصل اليها النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وفي الجزائر أ ف ب، اعتبر بوتفليقة في رسالة وجهها لمناسبة يوم الطالب الوطني ان على فرنسا ان تقدم اعتذارا رسميا الى الشعب الجزائري قبل ان تلتزم اي علاقات صداقة. وقال في الرسالة التي تلاها باسمه وزير المجاهدين قدامى المحاربين محمد شريف عباس في ولاية مستغانم 355 كلم غرب الجزائر ان الواجب حيال الشعب الجزائري والشهداء يقتضي مطالبة فرنسا باعتذار رسمي. ودعا الدولة الفرنسية الى تحمل مسؤولياتها التاريخية في شكل كامل اذا كانت مصممة حقا على فتح صفحة جديدة من علاقات الصداقة. وتمنت فرنسا الثلثاء"اقرارا موضوعيا ومسؤولا بالوقائع"المتصلة باستعمار الجزائر بين العامين 1830 و1962، معتبرة ان دور باريسوالجزائر ينبغي ان ينحصر في"تسهيل"عمل المؤرخين.