لم ينجح موفد الحكومة الإسبانية الخاص وزير خارجيتها السابق ميغيل أنخيل موراتينوس في إقناع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بحضور القمة المقبلة ل «الاتحاد من أجل المتوسط» التي تستضيفها برشلونة هذا الشهر، لكن بوتفليقة لم يعلن مقاطعة بلاده قمة الاتحاد الذي ترى الجزائر أنه فشل. ووصل موراتينوس الجزائر في مهمة قصيرة للإعداد لقمة برشلونة المقررة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، واستقبله الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الخارجية مراد مدلسي. وقالت رئاسة الوزراء الجزائرية في بيان إن موراتينوس يحمل دعوة من رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو إلى الرئيس بوتفليقة لحضور القمة. وتتحفظ الجزائر عن المشروع المتوسطي بسبب الدور الإسرائيلي فيه، إضافة إلى خلوه من ضمانات من شأنها أن تشكل فضاء للسلام بالنسبة إلى الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، كما أن إطلاق الاتحاد جاء في وقت يشهد علاقات متوترة بين الجزائروفرنسا التي تقف وراء الفكرة. وتشارك إيطاليا الجزائر في رفض الاتحاد، لكن لأسباب مختلفة، وهما تنسقان من أجل تدعيم مجموعة «خمسة زائد خمسة» التي تضم دولاً من شمال غربي المتوسط وأخرى من جنوبه الغربي. وحل الموفد الإسباني في الجزائر بعد زيارته تونس حيث سلم الرئيس زين العابدين بن علي دعوة لحضور القمة التي دعمها الرئيس التونسي. وقالت مصادر ل «الحياة» إن وزير الخارجية الجزائري قال لموراتينوس إنه «لا طائل من الاتحاد إذا كان لا يولي أهمية للبعد الإنساني، لا سيما حرية تنقل الأشخاص». وأكدت الجزائر أن موقفها من «الاتحاد من أجل المتوسط» يبقى «رهناً بالأجوبة» التي ستردها في شأن مجموعة من القضايا التي طلبت توضيحها، كما أنها تنتقد موقف فرنسا «غير المتوازن، بل المنحاز، إلى الطروحات المغربية بالنسبة إلى حل النزاع في الصحراء الغربية».