أعرب الرئيس المكسيكي فنسنتي فوكس في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جورج بوش، عن مخاوفه من نشر الولاياتالمتحدة قوات عسكرية على الحدود بين البلدين، في إطار جهودها لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وأعلن مكتب فوكس إنه ابلغ بوش في الاتصال الذي استغرق نصف ساعة، بانزعاجه من أي خطوة أميركية قد تؤدي إلى"عسكرة"المناطق الحدودية بين الدولتين، والممتدة مسافة 3219 كيلومتراً. وتعد الحدود الأميركية - المكسيكية واحدة من أطول الحدود التي لا تشهد تواجداً عسكرياً. وحاول الرئيس الأميركي طمأنة فوكس بتأكيده أن واشنطن تعتبر"المكسيك حليفاً وصديقاً"، وذلك بحسب بيان صادر من مكتب الرئيس المكسيكي. وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض ماريا تامبيوري، إن بوش أبلغ فوكس أن إدارته لا تعتبر نشر قوات من الحرس الوطني"عسكرة للحدود"، بل تعزيزاً للدوريات الحدودية بقوات من عناصر الحرس الوطني. وذكرت تامبيوري أن بوش أكد لفوكس التزامه بتنفيذ برنامج إصلاحي شامل يتعلق بالمهاجرين. واتفق الرئيسان على أن تسوية مشكلات السيطرة على الحدود والهجرة"مسؤولية مشتركة"لا يمكن حلها إلا عبر"برنامج إصلاحي شامل". تعزيزات وأفادت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إنها قد تؤيد نشر قوة تصل إلى 10 آلاف عنصر من الحرس الوطني على طول الحدود مع المكسيك، مؤكدة أن أي استعانة بهذه القوة سيكون موقتاً. وجاء ذلك قبل أن يلقي بوش مساء أمس خطاباً في المكتب البيضاوي للإعلان عن إجراءات أمنية أكثر صرامة على الحدود، في كلمة مخصصة لقضية الهجرة التي تشكل تحدياً يواجه الجمهوريين والديموقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. ويؤيد بوش برنامجاً لاستضافة العمال، يسمح للمهاجرين بالعمل موقتاً في الولاياتالمتحدة، ما أدى إلى تراجع تأييده بين بعض المحافظين الذين يعتبرون الفكرة نوعاً من العفو عن المهاجرين غير الشرعيين، الأمر الذي ينفيه بوش. ويتزامن ذلك مع استئناف مجلس الشيوخ لمناقشات حول إصلاح سياسة الهجرة، وفي وقت ما زالت تتدنى نسب التأييد لبوش. ولم يحدد ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض عدد قوات الحرس الوطني، ولكنه قال إن نشر القوات سيكون إجراء لسد الثغرات للسماح للعاملين في قوة حرس الحدود الأميركي ب"تعزيز قدراتهم على التعامل مع هذا التحدي". واعتقلت قوات حرس الحدود نحو 1.2 مليون شخص في السنة الماضية لدى محاولتهم عبور الحدود المكسيكية. وتقدر أن 500 ألف آخرين أفلتوا. ومن شأن مشروع قانون صدق عليه مجلس النواب في وقت سابق اتخاذ إجراءات أمنية مشددة على الحدود واعتبار دخول الولاياتالمتحدة في شكل غير مشروع جريمة. ويتعين دمج مشروعي مجلسي النواب والشيوخ. ولا يتضمن مشروع مجلس النواب برنامجاً لاستضافة العمال. ويراوح عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولاياتالمتحدة بين 11 و12 مليوناً.