اعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني ان مجلس الرئاسة كلف نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي اجراء اتصالات مع القوى السياسية والدينية وتهيئة الاقتراحات وتقديم توصيات عاجلة الى السلطة التنفيذية لتطبيع الوضع الامني في البصرة. واضاف، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد امس الاثنين،"ان مجلس الرئاسة يُعرب عن قلقه الشديد لما يجري في البصرة من اغتيالات واعتداءات وتهديدات للمواطنين ويدين الفلتان الامني هناك وشيوع حالة الفوضى". وذكر"ان مجلس الرئاسة يُطالب جميع القوى السياسية والدينية بتحمل مسؤوليتها في ضبط الامن والنظام وحماية ارواح الناس والاماكن المقدسة من حسينيات ومساجد". واكد طالباني ان تكليف عبد المهدي بوضع حد نهائي للفلتان الامني اضافة الى فتح خط ساخن مع الاجهزة الحكومية والقوى السياسية والدينية لمتابعة الاوضاع عن كثب في البصرة"يأتي من اهمية الموضوع وسخونته". على صعيد آخر، عزا الشيخ محمد فلك، ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في الزبير، الاتهامات الموجهة اليه من قبل المحافظ محمد مصبح الوائلي، الى اكتشافه مخالفات وممارسات انتهاك لحقوق الانسان في احد السجون المرتبطة بالمحافظ مباشرة خلال فترة ترؤسه لجنة شكلها وزير الداخلية بيان صولاغ وعضوية ممثلين عن المجلس الاعلى والحزب الاسلامي وهيئة علماء المسلمين لمتابعة اوضاع السجناء في معتقلات الداخلية في البصرة. وقال ل"الحياة":"خلال زيارتنا الى سجن دائرة مكافحة الارهاب وجدنا تجاوزات ومخالفات كثيرة منها اطلاق سراح ارهابيين من دون العودة الى القضاء في ظروف مشبوهة وتعرض آخرين للتعذيب مثل قلع الاظافر والصعق بالكهرباء والكي بالنار وتأكيد عدد من الضباط براءة 80 في المئة من السجناء مع استمرار احتجازهم من دون مبرر. وقال فلك"مارس بعض الضباط المتورطين، خلال فترة عملنا، الضغط على احد المعتقلين المتهمين بأعمال مسلحة لانتزاع اعترافات ضد احد اعضاء اللجنة من ممثلي الجانب السني ما عرقل مهمتنا". واشار الى انه ابلغ"وزير الداخلية بهذه المخالفات والاحداث، التي جرت ضد اللجنة، الا انه لم يتخذ أي اجراء"، كما اصدر فلك بياناً اعرب فيه عن اسفه لتصريحات المحافظ، الذي اتهمه فيها بالتحريض على عدم طاعة القانون ونشر الفوضى في دوائر الدولة واعتبرها دليلاً على العجز الاداري في تحميل قائد الشرطة مسؤولية ما يجري في المدينة. وقلل من اهمية عزله كونها جاءت بعد مقتل اكثر من الف مواطن، داعياً المحافظ الى محاربة الاحزاب الدموية والى معالجتها بدلاً من تعدادها. وقلل نصيف جاسم، نائب رئيس مجلس المحافظة، من اهمية تصريحات المحافظ وعدها جزءاً من افرازات العمل، وقال، في مؤتمر صحافي عقده في البصرة امس،"من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ". وطافت شوارع البصرة تظاهرات واسعة اتهمت الوائلي بدعم الارهاب والضلوع بعمليات التصفية. وقال محمد ظاه، من حركة"ثأر الله"، التي تعرض مقرها الى هجوم مسلح من قبل قوة تابعة للمحافظ الشتاء الماضي ل"الحياة"ان"اتهامات المحافظ للاحزاب ورجال الدين بالارهاب دليل ملموس عن تورطه ودفع التهمة عنه"مطالباً الوائلي الافصاح عن اسماء الحركات والاحزاب التي اتهمها في بيانه خلال"اسبوع". وهدد محسن كاظم، احد المتظاهرين قائلاً"سننزل بالمحافظ عقاباً عسيراً اذا لم يوقف عمليات القتل بدم بارد التي اصبحت تهدد كل بيت وفرد في البصرة"، على حد زعمه، ودعت قوى ومنظمات سياسية الى تظاهرة واسعة الاربعاء في حال عدم تراجع الوائلي عن اتهاماته وقرارات العزل والاقالة لقادة الشرطة والجيش، فيما حذر مصدر امني في المحافظة ان تتحول تظاهرات الاربعاء الى مواجهات مسلحة مع انصار الوائلي.