تنفرج أسارير الأمين العام لهيئة البيئة في أبو ظبي ماجد علي المنصوري عندما يسمع إسم طائر الفلامنغو، فقد دأب أكثر طيور العالم شهرة وجمالاً على التكاثر خلال السنوات القليلة الماضية في محميات دولة الإمارات بعد أن أصبحت محطة مهمة لتغذيته بالروبيان الملحي الذي يعد الغذاء الرئيس له في موسم التكاثر. ويمضي طائر الفلامنغو حياته على ضفاف المياه المالحة في محمية رأس الخور في دبي ومحمية الوثبة في أبو ظبي والشريط الساحلي للإمارات، في تحريك سيقانه الرفيعة لأداء إستعراضات فريدة بواسطة عنقه الطويل وريشه الوردي ومنقاره المعقوف، وبجواره صغاره التي يتحول لونها من البني إلى الرمادي إلى الوردي مع تقدمها في العمر. وينتشر في محميات الإمارات طائر الفلامنغو الكبير، وهو لا يعتبر من الطيور المهاجرة، بل اضطر للهجرة إلى الإمارات من شمال غربي الهند وأفريقيا وغرب البحر المتوسط نتيجة تغييرات الطقس وتناقص غذائه. وليس للفلامنغو أعداء طبيعيون باستثناء الطيور الجارحة والإنسان الذي يتغذى على بيض الطائر، فضلاً عن تخريب البيئة الطبيعية بما يهدده بالانقراض. ووجد الفلامنغو الإمارات وطناً ملائماً بعد أن وفرت له الحماية والعناية في الحدائق والمحميات مما شجعه على التكاثر. ورصدت الإمارات أموالاً ومشاريع كبيرة للحفاظ على هذا الطائر الجميل، وتجرى له فحوصات طبية مكثفة في مستشفى أبو ظبي. وأثبتت الفحوصات أخيراً خلوه من فيروس أنفلونزا الطيور. وذكر ماجد المنصوري لپ"الحياة"أن هيئة البيئة في أبو ظبي بدأت أخيراً في تنفيذ مشروع هو الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، لتعقب طائر الفلامنغو بواسطة الأقمار الاصطناعية للتعرف على مسار هجرته وخصائصه البيولوجية وعاداته في التغذية والتكاثر. وتم تركيب حلقات تعريفية وأجهزة تتبع تعمل بالأقمار الاصطناعية على أربعة طيور فلامنغو من بين خمسة طيور تم أسرها من محمية الوثبة التي شهدت عام 1999 أول عملية لتكاثر الفلامنغو في شبه الجزيرة العربية خلال ما يزيد على 77 سنة. ورصدت أجهزة البث الأرضي والفضائي مغادرة أحد طيور المجموعة من أبو ظبي متوجهاً إلى محمية رأس الخور في دبي ثم توقف لفترة وجيزة على الشريط الساحلي لإمارة رأس الخيمة ثم انتقل إلى خور البيضا في أم القيوين حيث مكث لمدة يومين قبل أن يتوجه إلى بحيرة تاريز في إيران. وسلكت الطيور الثلاثة الأخرى دروباً مختلفة عبر المناطق الواقعة بين الضبعية وجزيرة الأريام، إلا أنها وصلت الى بحيرة تاريز ومواقع تكاثر أخرى في إيران. وقال ماجد المنصوري والسعادة تغمر وجهه:"هجرة الفلامنغو بدأت تتضح لنا، وسيساهم المشروع في توفير البيانات الدقيقة عن تحركات الطائر داخل دولة الإمارات وخارجها والتعرف على مسار الهجرة التي لم تسجل علمياً على المستوى العالمي حتى الآن، وسنضاعف جهودنا لتزداد عملية تكاثر الفلامنغو في بلدنا".