أطلقت الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين حركتي"فتح"و"حماس"في قطاع غزة امس شبح الحرب الاهلية بين الفلسطينيين، رغم مساعي الحكومة والرئاسة لتطويق الأحداث وتشديدهما على الوحدة الوطنية ووأد الفتنة. جاء ذلك في وقت أُعلن في الاراضي الفلسطينية عن تشكيل مجموعة تابعة لتنظيم"القاعدة"تحت اسم"جيش القدس الاسلامي - تنظيم القاعدة في ارض الرباط". راجع ص 5 و6 وكان ثلاثة فلسطينيين، اثنان من"فتح"يعملان في جهاز الامن الوقائي وثالث من"كتائب القسام"، قتلوا في الاشتباكات المسلحة التي وقعت فجر امس بين"فتح"و"حماس"في مدينة خان يونس وبلدة عبسان، والتي تخللتها عمليات خطف متبادلة تضاربت روايتا الجانبين في شأنها. ففي حين قال مسؤول في"فتح"ان عناصر من"القسام"التابعة ل"حماس"نصبت حواجز متنقلة وخطفت الناشط في"كتائب الاقصى"ناجي ابو خاطر الذي يعمل في الامن الوقائي ممهدة بذلك للاحداث اللاحقة، قالت"حماس"ان الاشتباكات دارت بين عناصر من"القسام"واثنين من"فرق الموت"بعد تدخل الاخيرة في"خلاف بسيط بين عناصر من فتح وحماس ولجوئها الى خطف ثلاثة من القسام". ورغم تبادل الاتهامات بين الحركتين، الا انهما شددتا على ضرورة تطويق الاحداث واحتواء ما جرى حرصا على حماية امن الشعب الفلسطيني. وقال هنية ان حكومته"لن تسمح مطلقا بأي حرب اهلية... وستتحمل المسؤولية الوطنية لانهاء التوتر وعدم انتقاله الى مكان آخر"، مضيفا انه اصدر اوامره لوزارة الداخلية لاتخاذ"كل الاجراءات التي من شأنها حقن الدماء"و"حماية الوحدة الوطنية". ووقعت الاشتباكات غداة اجتماع فاشل مساء اول من امس بين وزراء في حكومة"حماس"وممثلين عن الرئاسة لم ينجح في ايجاد مخرج للازمة السياسية والمالية ولم ينته الى اتفاق على اي نقطة من قضايا الخلاف يسمح بلقاء بين هنية وعباس. وتشير الصدامات الدامية امس وخلال الشهور الاخيرة بين الفصيلين الكبيرين في الساحة الفلسطينية، الى ان معركة كسر عظم كبيرة، وربما فاصلة، توشك ان تقع بينهما في ظل حال من الاستقطاب الحاد والتجاذب والاتهامات المتبادلة، وفي وقت بدأ الشارع الفلسطيني يضيق ذرعاً بهذه التصرفات والممارسات، فيما قذائف المدفعية الاسرائيلية تنهمر على مناطق واسعة من شمال قطاع غزة في شكل شبه دائم ليلا ونهارا. ويرى مراقبون ان الاشتباكات، وان توقفت في هذه المرحلة، فانها مرشحة للاندلاع مجددا ما لم يتم وضع حلول جذرية للازمة التي تعيشها"حماس"منذ وصولها الى السلطة والحصار المالي والسياسي الذي يفرضه المجتمع الدولي عليها. ويقول المراقبون ان جزءا من الازمة يكمن في موضوع الصلاحيات التي تقول الحكومة ان الرئيس محمود عباس سحبها منها، ومنها تعيين مدير الامن الوقائي العميد رشيد أبو شباك مديراً عاماً للأمن الداخلي، وهو قرار جمدته الحكومة بعدما رأت فيه مساً خطيرا بصلاحيات وزير الداخلية، ما حدا بهنية الى القول في احدى خطبه انه ووزراءه ليسوا"طراطير". ويضيف المراقبون ان جزءا آخر من الازمة يكمن في اتهام"حماس"لتيار في"فتح"بالاصطفاف الى جانب المجتمع الدولي في محاربة الحكومة ومحاولة افشالها، في حين يتهم هذا التيار"حماس"بأنها لا تريد ان تنزل من عليائها لترى الواقع بل تريد ان تحتفظ بالحكم مهما كلف الامر، وحتى لو كان ذلك على حساب الشعب الفلسطيني. في هذه الاثناء، تشكلت في الاراضي الفلسطينية مجموعة قالت انها تنتمي الى تنظيم"القاعدة"، وقالت في بيان وصل الى مكتب وكالة"فرانس برس"بعنوان"جيش القدس الاسلامي - تنظيم القاعدة في ارض الرباط":"تم بحمد الله تشكيل مجموعة الجيش الاسلامي التابع لتنظيم القاعدة في ارض الرباط ضد الاحتلال الغاصب وعباد الصليب". واضاف ان ذلك تم"تلبية لله ولكلام الشيخ المجاهد اسامة بن لادن والشيخ ايمن الظواهري والشيخ المجاهد ابو مصعب الزرقاوي"زعيم تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين".