تشعر المعارضة الكويتية، بشقيها الاسلامي والليبرالي، بالضيق من الموقف الذي وضعتها الحكومة فيه بإعلانها الاربعاء الماضي تبني مشروع تعديل الدوائر الانتخابية وتنظيمها في عشر دوائر بدلاً من خمس دوائر كما تطالب المعارضة، ويخشى نواب معارضون من انهم لو اصروا على خمس دوائر عند مناقشة مجلس الامة البرلمان فان هذا سيعطي، ما تسميها المعارضة ب"قوى الفساد"، فرصة لضرب مشروع اصلاح النظام الانتخابي برمته. وما زاد موقف المعارضة تعقيداً طرح الحكومة لاسم الاعلامي المخضرم محمد السنعوسي مرشحاً لحقيبة وزارة الاعلام اذ يتحفظ"الاسلاميون"على ذلك بقوة بينما يعتبره الليبراليون مكسباً لهم. وكان السنعوسي 68 سنة على خلاف مع الاسلاميين منذ كان مديراً لتلفزيون الكويت في السبعينات، كما انه كثير الانتقاد لهم خلال اطلالاته التلفزيونية واحاديثه الصحافية. ويتعرض رموز المعارضة لضغوط من القاعدة للاستمرار في تبني الدوائر الخمس وعدم التراجع عنها أمام الاقتراح الحكومي، غير ان الارقام ليست في صالح مشروع الدوائر الخمس على رغم ان 29 من اصل 50 نائباً منتخبا يؤيدونه. وللحكومة 16 صوتاً حاسماً واذا جرى التصويت على هذا الأمر الاثنين المقبل واصرت المعارضة على الدوائر الخمس فان لا طرف يمكنه حسم الموضوع وسينتصر الطرف الذي يريد للملف كله أن يوضع على الرف. وبدأت القوى السياسية أمس اجتماعات بحثا عن موقف موحد ولتعيد تقويم القضية ونتائجها المتوقعة. وكانت الحكومة تلقت من لجانها الاستشارية، التي درست الملف على مدى اسابيع، رأيا يؤيد نظام الدوائر الخمس كما ان وزير الداخلية الشيخ جابر المبارك اعلن عن ميل الحكومة الى هذا الرأي لكن الموقف الحكومي تغير فجأة الثلثاء الماضي اذ طرحت الحكومة فكرة تعديل الدستور ما حمل وزير الاعلام أنس الرشيد على الاستقالة احتجاجا ثم تراجعت الحكومة عن التعديل واكتفت بمشروع الدوائر العشر. ويعارض وزراء في الحكومة، بينهم شيوخ في الاسرة الحاكمة، فكرة تقليص الدوائر كونها تقلل كثيراً من قدرة الحكومة على التأثير في نتيجة الانتخابات وتشكيلة البرلمان. غير ان شيوخا آخرين، يرون ان محاربة القبلية والطائفية من خلال اصلاح النظام الانتخابي أهم للدولة ومستقبله خصوصاً مع تطور الاحداث في العراق. وقال نواب يعارضون اصلاح نظام الانتخابات انهم سيرفعون دعوى لدى المحكمة الدستورية احتجاجا على ما اعتبروه غيابا للعدالة والمساواة في اعداد الناخبين الموزعين على الدوائر الانتخابية العشر التي تبنتها الحكومة، وترى المعارضة ان هذا يتم بتحريض من وزراء يريدون افشال الاصلاحات. وبدأ"اسلاميون"امس اتصالات مع الحكومة من اجل اقناعها بالتخلي عن ترشيح السنعوسي، لحقيبة الاعلام، الذي قال لصحف كويتية أمس ان هذه الحقيبة عرضت عليه وانه قبلها لكن لم يصدر امس مرسوم بتعيينه لأنه يوم اجازة رسمية.