علمت"الحياة"ان الادارة الاميركية تقوم منذ اسابيع بتحركات واتصالات سرية مع اطراف عربية ودولية لتنفيذ خطة الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية خطة التجميع من خلال إشراك جهات اقليمية. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الفلسطينية حركة ناشطة باتجاه دفع المفاوضات مع اسرائيل، عبرت عنها وثيقة صدرت عن قادة الفصائل في السجون الاسرائيلية وتقوم على اساس برنامج منظمة التحرير، وهي وثيقة لاقت ترحيبا من كل من الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين، وستطرح اساسا للنقاش في جلسات الحوار الوطني التي ستعقد في 22 الجاري. راجع ص 4 وتنص الوثيقة على"اقامة دولة في حدود عام 1967"وتركيز المقاومة في هذه الاراضي، وهي تفوّض الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير ادارة المفاوضات مع اسرائيل وتتمسك بحق العودة واطلاق الاسرى. وكانت المفاجأة ترحيب"حماس"بالوثيقة باعتبار انها"تشكل الى حد كبير القاسم المشترك للفصائل... ويمكن ان تشكل اساساً صالحاً لبرنامج وطني"، لكنها"بحاجة الى مزيد من النقاش". وكشف مسؤول في"حماس"ل"الحياة"ان قيادة الحركة"تدرس جديا تبني موقف مقبول من المجتمع الدولي مثل المبادرة العربية"التي اقرتها قمة بيروت وتتضمن اعترافا باسرائيل، مرجحاً التوصل الى قرار في هذا الشأن عشية انطلاق الحوار الوطني. من جانبه، تبنى الرئيس عباس الوثيقة أساسا للحوار الوطني. وبخلاف التوقعات، اكد انه لن يقدم على حل الحكومة او الدعوة الى انتخابات مبكرة، لكنه كشف ان اللجنة الرباعية الدولية ابلغته ان دفع رواتب الموظفين لن يكون ضمن الآلية التي يبحثها الاتحاد الاوروبي لايصال المساعدات للشعب الفلسطيني التي ستقتصر على دعم قطاعي الصحة والتعليم. في لندن، كشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان الادارة الاميركية تقوم منذ أسابيع بتحركات واتصالات سرية مع أطراف عربية ودولية لتنفيذ"خطة التجميع"من خلال اشراك جهات اقليمية، لافتة الى ان ذلك يعني ان الادارة ستوافق على الخطة، في اجراء مشابه لما حصل مع خطة رئيس الوزراء السابق آرييل شارون للانسحاب من قطاع غزة. واضافت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيسعى خلال زيارته لواشنطن في 23 الجاري، الى تحصيل اعلان اميركي بتأييد"خطة التجميع"القاضية باخلاء المستوطنات العشوائية في الضفة ونقل مستوطنيها الى التكتلات الاستيطانية الضخمة وتوسيعها وضمها الى اسرائيل بهدف ترسيم حدودها من جانب واحد. وقالت ان اولمرت سيوضح للادارة الاميركية ان خطته تعمل على دمج"خريطة الطريق"بخطة شارون بعد ادخال بعض التغييرات عليها. واشارت المصادر الى ان الاخطر من ذلك هو محاولة اولمرت اقناع الولاياتالمتحدة بأنه سيعمل على اجراء مفاوضات سياسية مع أطراف دولية وعربية مصر والاردن تكون بديلاً عن استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، وتناقش حدود الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وبعض المسائل الأخرى مثل مدينة القدسالمحتلة.