خيّر تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمس،"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق"بزعامة عبد العزيز الحكيم بين القبول بابراهيم الجعفري مرشحاً لرئاسة الوزراء، أو الانسحاب من"الائتلاف العراقي الموحد"، وذلك في وقت تعقد اللجنة السباعية الممثلة للأحزاب الرئيسية المكونة ل"الائتلاف العراقي الموحد"اجتماعاً في بغداد اليوم، وصف بأنه"حاسم". وتزامن ذلك مع تجديد الكتلتين الكردية والسنية رفضهما تولي الجعفري رئاسة الوزراء، وطالبتا بتقديم مرشح آخر. وأكد عضو المكتب السياسي للتيار الصدري فاضل الشرع المفاوض باسم الكتلة الصدرية داخل"الائتلاف"ل"الحياة"أن"الأزمة في طريقها الى الحل"، مشيراً الى أن"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"هو الجهة الوحيدة داخل"الائتلاف"التي لا تزال تطالب بتغيير الجعفري وسحب ترشيحه، مشدداً على أن المجلس"بات أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاصرار على رفض ترشيح الجعفري والانسحاب من الائتلاف، أو القبول به". وأكد الشرع أن الاتصالات الاخيرة التي أجراها التيار الصدري مع آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي، أسفرت عن عودة حزب"الفضيلة"إلى صفوف الكتلة المؤيدة للجعفري، ما يعني أن الأصوات التي ستصب في مصلحه تتمثل بنواب الكتلة الصدرية 30 صوتاً، وحزب الفضيلة 15 صوتاً، و"الدعوة"بشقيه 25 صوتاً والمستقلين 30 صوتاً، تُضاف اليها أصوات مؤيدي الجعفري من خارج"الائتلاف"، وهو"ما عملنا على تحقيقه طوال الفترة الماضية". وتوقع أن يسفر اجتماع اليوم عن اختيار الجعفري مرشحاً وحيداً ل"الائتلاف"، مشيراً الى أن"المجلس الاعلى"سيضطر الى سحب اعتراضاته. من جهته، نفى عضو المكتب السياسي ل"حزب الدعوة"جواد المالكي ترشيح الحزب أسماء بديلة من الجعفري لمنصب رئيس الوزراء. وأكد في تصريحات صحافية أن"الاعتراضات الحاصلة والأزمة بلغت ذروتها بعدما رفضت المرجعية الدينية العليا التدخل، وأعادت الموضوع الى الائتلاف لحسمه". وتابع أن اجتماعاً سيعقد غداً اليوم، سينظر في جميع الحلول المطروحة، ويتخذ قراراً. وشدد على ان الجميع سيلتزم قرارات"الائتلاف"الذي"لن نتخلى عنه"، من دون أن يعني ذلك"اننا لن نناقش او نحاور الآخرين". أما عبد الرزاق الكاظمي الناطق باسم الجعفري، فقال ل"الحياة"إن محاولات الاطاحة بالأخير،"مؤامرة"على الديموقراطية والدستور، معتبراً أن التزام الآخرين آليات العمل الديموقراطي، يُسرع في حل قضية مرشح رئيس الوزراء الجديد. وشدد على أن الجعفري باق في ترشيحه، وخصوصاً أن العملية الارهابية التي استهدفت جامع براثا الشيعي عززت وحدة"الائتلاف"باتجاه دعم الجعفري. الى ذلك، أكد زعيم حركة"حزب الله في العراق"حسن ساري ان"الائتلاف"رمى الكرة في ملعب حزب"الدعوة"ليقرر مرشحه لمنصب رئيس الحكومة الجديدة. وقال ل"الحياة"ان المطلوب من"الدعوة"حسم هذه القضية وترشيح بديل من الجعفري، مرجحاً اختيار علي الاديب مرشحاً جديداً ل"الائتلاف"، لافتاً الى أن"الدعوة"يمكنه أن يعلن تمسكه بالجعفري وهذا أمر غير مستبعد. في المقابل، جددت الكتل البرلمانية ما عدا الائتلاف الشيعي رفضها الجعفري مرشحاً لرئاسة الوزراء. وقال زعيم كتلة"جبهة التوافق العراقية"سنة عدنان الدليمي ل"الحياة"إن"موقف الجبهة وكتلتي العراقية والتحالف الكردستاني، من ترشيح الجعفري، لم يتغير ولا نزال نطالب بتقديم مرشح آخر". وأوضح أن الكتل المذكورة في انتظار رد كتلة"الائتلاف"على رسائل وصلتهم في هذا الخصوص، لافتاً الى أن المطلوب هو اختيار مرشح آخر، على أن يكون"عراقياً وطنياً وغير طائفي". وذكر أن الكتل البرلمانية الأخرى لا تمانع في أن يكون المرشح الجديد من"حزب الدعوة الاسلامية"أو من خارجه. وأكد ان"الائتلاف"أو غيره لم يعرض على"جبهة التوافق"أي اسماء غير الجعفري لمناقشتها، مشيراً الى أن إصرار الكتلة الشيعية على المرشح ذاته، يعني احالة الموضوع الى البرلمان للبت فيه. وقال الدليمي:"سنلتزم قرارات البرلمان ولن نعترض عليها أياً كانت"، مضيفاً أن كتل"جبهة التوافق"و"العراقية"و"التحالف الكردستاني"و"جبهة الحوار الوطني"، ستصر على رفضها حتى النهاية. وأشار الى ان"التلويح بتعطيل اختيار رئيس الجمهورية والبرلمان، لن يؤتي ثماره، اذ ان الدستور لا ينص على اختيار مرشحي الرئاسات الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان معاً". وكان الناطق الرسمي باسم"جبهة التوافق"ظافر العاني صرح بأن كتلة"الائتلاف"أرسلت أسماء مرشحين آخرين غير الجعفري لرئاسة الوزراء، وقال:"وصلتنا أسماء من جهات رسمية داخل الائتلاف، نعكف حالياً على دراستها وصولاً الى اختيار المرشح المناسب". من جهته، نفى رضا جواد تقي عضو المكتب السياسي ل"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"معرفته بطرح اسماء جديدة بديلة عن الجعفري لرئاسة الحكومة المقبلة. واكد ل"الحياة"ان"اجتماع اليوم سيحسم هذه القضية"، مشيراً الى ان"الموضوع يحتاج الى مزيد من المفاوضات". ولفت الى ان طرح أي مرشح بديل من حزب الدعوة او غيره من مكونات الائتلاف، يحتاج الى نقاش وتوافق ويمكن اجراء انتخابات جديدة في حال فشل التوافق، وفقاً لآليات يحددها النظام الداخلي ل"الائتلاف". وشدد تقي على أن الاعتراضات التي أثارتها الكتل الاخرى، لم تكن تستهدف"الائتلاف"او حزب"الدعوة"، انما وجهت الى الجعفري في شكل شخصي، مشيراً الى أن طرح مرشح جديد ل"الدعوة"، يعد أحد خياراته لحل هذه الأزمة.