عقد السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد اجتماعا موسعا أمس مع ممثلين عن مختلف الكتل السياسية العراقية، بهدف البحث معهم في مخرج من المأزق الذي لا يزال يعترض تشكيل الحكومة الجديدة والاتفاق على المناصب السيادية التسعة رؤساء الجمهورية والوزراء ومجلس النواب ونوابهم، رغم مرور اربعة اشهر على الانتخابات. واعلن"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي انه سيبلغ بقية الكتل ردا مكتوبا يؤكد فيه تمسكه بإبراهيم الجعفري مرشحاً لرئاسة الوزراء فيما لا تزال الاعتراضات عليه على حالها من جانب الكتل الاخرى. ويتزامن هذا الاعلان من قبل"الائتلاف"مع رغبة الكتل السنية في الابقاء على طارق الهاشمي مرشحاً لرئاسة البرلمان فيما اكد الاكراد ان مرشحهم لرئاسة الجمهورية جلال طالباني هو الوحيد الذي حسم أمره لولاية جديدة. وعقد خليل زاد الاجتماع في مقر اقامته بالمنطقة الخضراء وسط بغداد وحضره كل من: فؤاد معصوم وعبد الخالق زنكنة ومحمود عثمان عن"التحالف الكردستاني"وظافر العاني وطارق الهاشمي عن"جبهة التوافق"السنية وجواد المالكي وعلي الاديب وصباح الساعدي عن"الائتلاف"الشيعي وعدنان الباجه جي رئيس البرلمان المؤقت عن قائمة اياد علاوي. وقال زنكنه ل"الحياة"ان"المجتمعين اتفقوا على الاسراع بإعلان التشكيلة الحكومية وسد الفراغ السياسي"، واضاف ان"لا اعتراضات اميركية على المرشحين المطروحين حالياً لشغل المناصب السيادية ? على الاقل بشكل مباشر". غير أن صالح المطلك، زعيم"جبهة الحوار الوطني"السنية والذي لم يشارك في الاجتماع مع خليل زاد قال ل"الحياة"ان السفير الاميركي ابلغ المجتمعين اصراره على رفض ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة ونقل المطلك عن السفير قوله:"يمكنني ان أقبل بأي شيء الا ترشيح الجعفري". واتهم المطلك"جبهة التوافق"السنية بزعامة عدنان الدليمي بالسعي لاحتكار المناصب في حكومة محاصصة. واضاف زنكنه ان هناك شبه اجماع بين الكتل السياسية تدعمها الادارة الاميركية على اختيار المرشحين للمناصب السيادية الثلاث ونوابهم بالاتفاق بين جميع الكتل، مشيراً الى ان الاكراد والقائمتين السنيتين التوافق وجبهة الحوار والقائمة العراقية بقيادة اياد علاوي وبعض احزاب"الائتلاف"، مع طرح اكثر من مرشح لكل منصب من جانب الكتلة التي حازت عليه على أن تناقش الكتل الاخرى هذه الاسماء ويصار الى الاتفاق في النهاية على مرشح واحد. وتابع ان بقاء طالباني رئيساً للعراق امر محسوم بموافقة جميع الكتل فضلاً عن ان الجانب الاميركي ابلغ المجتمعين عدم وجود تحفظات لديه على تولي طالباني الرئاسة لولاية جديدة. وأكد زنكنه ان النائب الشيعي لرئيس الجمهورية الذي يمثل"الائتلاف"وهو عادل عبد المهدي يجد قبولاً من الكتل الاخرى مما يعني ان امره شبه محسوم كذلك اما بالنسبة الى النائب الثاني للرئيس فلم يحدد بعد والاسماء المطروحة عدنان الدليمي عن التوافق واياد علاوي عن القائمة العراقية ومحمود المشهداني عن قائمة صالح المطلك لم تخضع للتفاوض بعد. واوضح زنكنه ان منصب رئيس البرلمان لم يحسم بعد مع رفض"الائتلاف"لمرشح"التوافق"طارق الهاشمي، وينتظر أن يعقب حسم هذا المنصب الاتفاق على نائبي رئيس البرلمان الاكراد رشحوا عارف تيفور وفؤاد معصوم والائتلاف رشح همام حمودي وخالد العطية وحسين الشهرستاني. اما الاعتراضات على ترشيح الجعفري فما زالت كما هي رغم الاتفاق ان هذا المنصب هو من حصة الشيعة. وكان التحالف الكردي رشح روز نوري شاويس وبرهم صالح لمنصب نائب رئيس الوزراء فيما رشح السنة عدنان الدليمي وسط احتدامات مع"القائمة العراقية"التي ترشح زعيمها اياد علاوي. واكدت مصادر سياسية ل"الحياة"ان"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"احد مكونات"الائتلاف"ايد ترشيح طارق الهاشمي لرئاسة البرلمان في حين ان التيار الصدري و حزب"الدعوة"عارضاه لانهما يريدان استخدام ورقة الاعتراض على الهاشمي للضغط على"التوافق"لتغيير موقفه الرافض للجعفري. واستبعدت المصادر ان يكون علي الأديب مرشحاً لمنصب رئيس الحكومة لان الاميركيين رفضوه حينما طرحه"الائتلاف"لمنصب وكيل وزارة الداخلية. وشدد جواد المالكي، احد قيادي"الائتلاف"عن حزب الدعوة على الاصرار على الجعفري متوقعاً حسم اسماء المرشحين خلال يومين او ثلاثة ونافياً ان يكون"الدعوة"رشحه او رشح علي الاديب بدلاً من الجعفري. من جهته، اكد عبد الرزاق الكاظمي، الناطق باسم الجعفري ان الاخير متمسك بترشيحه لرئاسة الحكومة. وقال ل"الحياة"ان اي كلام عن تغيير الجعفري"وهم"معتبراً أن الكرة هي في ملعب الكتل السياسية لتغير مواقفها تجاه الجعفري لأن حجم التنازلات التي اخذتها من"الائتلاف"الشيعي كبيرة. وافاد سعد جواد قنديل، القيادي في"الائتلاف"عن"المجلس الاعلى"ان"الكتلة لم تقرر بعد سحب ترشيح الجعفري". واكد ذلك ايضاً عضو"الائتلاف"شيروان الوائلي الذي قال ان الامور داخل"الائتلاف"تتجه نحو الابقاء على الجعفري لانه لم يتم طرح الاسماء البديلة عنه على الهيئة العامة ل"الائتلاف". وقال الوائلي ل"الحياة"ان كتلته ستعلن خلال الاربع وعشرين ساعة المقبلة ردها الرسمي على الكتل المعترضة على الجعفري مؤكدة التمسك به كمرشحها لرئاسة الحكومة. ولفت الوائلي الى احتمال اضافة نائب ثالث لرئيس الوزراء بسبب خصوصية المرحلة الراهنة رغم ان الدستور الدائم حدد نائبين لرئيس الوزراء. واضاف:"من المحتمل ان يبقى احمد الجلبي نائباً ثالثاً لان الكتلة الصدرية غير راغبة بالمنصب"واشار الى ان تولي اياد علاوي نائب رئيس الوزراء لشؤون الامن يخضع للمنافسة مع مرشح"التوافق"والافضلية لنائب سني كما ترجح المحاصصة رئيس وزراء شيعي ونائبان سني وكردي. من جهته، اكد قصي السهيل، عضو"الائتلاف"عن التيار الصدري ان"الائتلاف"لا يتحفظ على تولي علاوي المنصب لكنه رفض ترشيح الهاشمي لرئاسة البرلمان فضلاً عن ان كون جلال طالباني مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية لا يعني فوزه بالمنصب فالائتلاف لن يقبل به اذا لم يتم الاتفاق على جميع المناصب ضمن صفقة واحدة. واكد اياد السامرائي، القيادي في"الحزب الاسلامي"، احد مكونات"التوافق"ل"الحياة"ان هناك بديلا عن الهاشمي و"نحن مع الاتفاق على المرشحين لجميع المناصب، رغم ان"الائتلاف"لم يبين اسباب رفض الهاشمي وهذا ما حدا بنا الى التعامل بالمثل ورفض الجعفري رغم اننا أوضحنا اسباب رفضنا". واضاف ان الاتفاق على المرشحين للمناصب السيادية بين الكتل يخضع لانقسامات داخل الكتلة الشيعية إذ تؤيد بعض احزابها الهاشمي مثلاً وترفضه احزاب اخرى وهذا ينطبق كذلك على بقية المرشحين.