يتوقع بعض الاختصاصيين في صناعة المعلوماتية ان تتطور الرقاقات الالكترونية التي تعتمد على"الذاكرة الومضية"، المعروفة باسم"فلاش ميموري مايكروشيبس"Flash Memory Microchips ، لتنافس الرقاقات الرقمية السائدة راهناً. ولفتت رقاقات الفلاش الانظار اليها لاسباب عدة، منها الانتشار الواسع لأجهزة التخزين المتنقلة التي تعتمد على تقنية"فلاش"، والتي يُشار اليها أحياناً باسم"عصي الذاكرة" Memory Sticks، وأحياناً أُخرى باسم"ذاكرة المنفذ المتسلسل يو اس بي" USB Memory. ويبدو ان أجهزة التخزين المعتمدة على ذاكرة الفلاش مهدّت الطريق أمام ظهور رقاقات الفلاش، ما يثير توقعات بانتشارها سريعاً. وتوقع هؤلاء الاختصاصيون، مثلاً، أن ترصد الشركات الكبرى في صناعة الكومبيوتر والاتصالات المتطورة، مبالغ كبيرة لوضع رقاقات الفلاش في الأجهزة المحمولة، مثل الكومبيوتر الدفتري"لاب توب"، وحاسوب اللوح"تابليت"ومشغلات اسطوانات"دي في دي"وأجهزة المُساعد الرقمي الشخصي وخليويات الجيل الثالث وغيرها. ومن المتوقع ان تلامس تلك المبالغ رقم 20 بليون دولار سنويًا بحلول عام 2010. وبحسب تقرير نشره موقع"البوابة العربية للتقنية"أخيراً، لاحظ الباحثون في شركة"نورما سيكيوريتيز"Nourma Securities ان سوق"شرائح الذاكرة الومضية"وصل الى 1.1 بليون دولار في عام 1999. وقفز الرقم عينه الى 10.6 بلايين دولار في العام الماضي، مترافقاً مع الانتشار الصاروخي لمشغّل الموسيقى الرقمية"آي بود"iPod . وشجع هذا النمو السريع غير المتوقع لسوق شرائح ذاكرة الفلاش عدداً من الشركات على إنفاق الملايين من الدولارات في تحويل خطوط إنتاج شرائح ذاكرة الكومبيوتر العشوائية المتطورة من نوع"درام"DRAM إلى أجهزة التخزين المعتمدة على ذاكرة الفلاش. يذكر أن بعض المنتجات الرائجة راهناً، وخصوصاً تلك المتصلة بالترفيه، تستخدم رقاقات ذاكرة الفلاش، مثل مشغل"آي بود"للموسيقى، الذي تنتجه شركة"آبل" Apple وجهاز"بلاي ستياشن المحمول"للالعاب الالكترونية الذي تصنعه شركة"سوني"Sony وغيرهما. وليس هذا بالامر العبثي، فثمة أسباب تكنولوجية كثيرة تُشجع الشركات على الانتقال الى أجهزة الذاكرة الومضية. فعلى عكس شرائح "درام" المستخدمة في أجهزة الكومبيوتر الشخصية مثلاً، تحتفظ رقاقات الفلاش بالبيانات من دون استهلاك للطاقة. ونظراً الى أنها تعمل بأسلوب بسيط، تغدو كلفة تشغيلها أقل كلفة من أنواع الرقاقات الأُخرى. وفي المقابل، ينتقد كثير من الاختصاصيين أجهزة الفلاش عموماً، بأن بساطتها تزيد من تعرضها للأخطاء. ولا تُعطي تجربة الجمهور مع أجهزة الفلاش سنداً لهذه الملاحظات، على رغم أهميتها تقنياً. فقد برهنت التجربة ان أداء ذلك النوع من الأجهزة يفي بالمطلوب بالنسبة الى تخزين ملفات الفيديو، والموسيقى الرقمية، خصوصاً أن الأخطاء العابرة أثناء التشغيل تكاد لا تكون ملحوظة. وكذلك يمكن التغلب على هذا العيب البسيط من خلال إضافة دائرة كهربية لعلاج الأخطاء. ولذا، يتوقع ان تُصبح شرائح ذاكرة الفلاش مناسبة لتخزين البرامج أو البيانات الأخرى التي لا يمكنها التهاون مع أي خطأ مهما كان بسيطًا. كما تعزز ميزة البساطة التي تتمتع بها تقنية الفلاش عموماً من فرص تصغيرها وتطويرها ومن ثم زيادة سرعتها. ولتلك الاسباب وغيرها، توقع أحد الباحثين في شركة"نورما سيكيوريتيز" أن يقفز إنتاج شرائح الفلاش بنسبة 7 في المئة سنوياً، خلال السنتين المقبلتين. ولاحظ مُحلّل في المعلوماتية من"البوابة العربية للأخبار التقنية"أن تزايد إقبال الشركات على تصنيع شرائح ذاكرة الفلاش يفتح آفاقًا جديدة أمامها. وإذا استمرت تكلفة تلك الشرائح في الانخفاض، مع دخولها مرحلة الانتاج الموسّع، فلربما حلت مكان أدوات أخرى مثل اسطوانات الفيديو الرقمي. وفي هذا السياق، صنعت شركة"سامسونغ" Samsoung أخيرًا قرصاً صلباً يعتمد على ذاكرة الفلاش سعته 32 جيغا بايت، ما يكفل له أن يشكّل مُنافساً للقرص الصلب التقليدي في الكومبيوتر الدفتري. وكذلك توقعت تقارير حديثة من "مؤسسة الأبحاث الأميركية"آي سي إنسايتس"IC Insights أن تهيمن شركة"سامسونغ"على سوق ذاكرة الفلاش من خلال إنتاجها شرائح الذاكرة الومضية.