يستعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لزيارة إيران الأسبوع المقبل، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، بعدما سبقه إلى طهران أمس، مفتشون من الوكالة لتفقد منشأتي ناتانز وأصفهان. وكشف ديبلوماسي في فيينا عن زيارة البرادعي، في وقت نفى مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أي ارتباط بين زيارة المفتشين وبين إعلان مجلس الأمن الذي يطلب من الجمهورية الإسلامية وقف تخصيب اليورانيوم. وجاء ذلك في وقت جدّد رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي رفض بلاده تعليق التخصيب، وتعهد بأن تتحدى طهران القوى الغربية. وقال سلطانية:"عمليات التفتيش التي سيجريها المفتشون خلال الأيام المقبلة لا تعدو كونها روتينية في إطار معاهدة الحظر النووي، وليست مرتبطة بإعلان مجلس الأمن"، مضيفاً أن هذه الزيارة"أعد لها قبل شهور". وكان محمد سعيدي نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية المكلف القضايا الدولية، أفاد أن"فريقاً من خمسة مفتشين من الوكالة الدولية وصل صباح إلى طهران، وسيباشرون أعمال التفتيش اليوم السبت"، مشيراً إلى أنهم سيتوجهون"إلى منشآت التخصيب في ناتانز والتحويل في أصفهان". وكانت إيران أعلنت بعد رفع تقرير من الوكالة الدولية إلى مجلس الأمن عزمها وقف التعاون مع الوكالة في ما يتعدى القرارات التي نص عليها البروتوكول الإضافي للتفتيش المباغت ، وأكدت التزامها بالبروتوكول ومعاهدة الحظر النووي وزيارات التفتيش المنسقة. وخلال مشاركته في إسبانيا في الاجتماع نصف السنوي لمديري وكالات الأممالمتحدة برئاسة الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان، عبر البرادعي عن أمله"في أقصى درجة من التعاون والشفافية من قبل إيران ليتسنى لنا إعداد تقرير إيجابي"سيرفع نهاية نيسان أبريل الجاري إلى حكام الوكالة الذرية ومجلس الأمن، مؤكداً أنه"رأينا أموراً في إيران علينا توضيحها قبل التمكن من القول إننا نعتبر أن كل الأنشطة النووية في إيران هي لأهداف سلمية بحتة"، وإن أشار إلى أنه"لم نر أي دليل على أن مواداً نووية استخدمت لتطوير أسلحة نووية". وأعلن أنان في ختام لقاء مع رئيس الحكومة الإسبانية لويس رودريغيز ثاباتيرو، أن"لإيران الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية"، لكن"عليها أن تطمئن المجموعة الدولية"بقبولها"عمليات التفتيش وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية". خطبة الجمعة وفي خطبة الجمعة، جدد رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي رفض طهران تعليق تخصيب اليورانيوم، وتعهد بتحدي القوى الغربية. وقال خاتمي، وهو أحد أبرز خطباء الجمعة في جامعة طهران وعضو مجلس الأمناء:"سواء كان شهرا ً أم سنة، مهما كانت المهل الزمنية التي تريدون منحنا إياها. أعلنت الأمة الإيرانية بكل وضوح أنها لن تتخلى عن حقوقها في القضية النووية". واتهم خاتمي مجلس الأمن بتطبيق"شريعة الغاب"في تعاملاته مع إيران، وتعهد برد فعل قاس إذا هوجمت بلاده. وكانت إيران انتهت أخيراً من مناورات عسكرية، أعلنت خلالها عن تجارب على صواريخ وطوربيدات إيرانية الصنع. لكن نائب رئيس الوزراء الروسي وزير الدفاع سيرغي إيفانوف أكد أمس أن إيران لا تملك صواريخ عابرة للقارات بل صواريخ متوسطة المدى. وقال:"أود أن اطمئن المجتمع الدولي إلى أن إيران لا تملك صواريخ باليستية عابرة للقارات، وليس لديها سوى صواريخ متوسطة المدى"، لافتاً إلى أنه يعول على"المقاربة البناءة"للقيادة الإيرانية بهدف التخفيف من قلق المجتمع الدولي حيال ملفها النووي.