اعتبرت السعودية واليابان أمس، أن إحلال السلام الشامل والعادل في النزاع العربي - الإسرائيلي سيسهم في شكل كبير في استقرار وازدهار منطقة الشرق الأوسط، وسيقضي على المصدر الرئيسي للتوتر والتهديد للسلم والأمن الدوليين. وشدد البلدان في بيان مشترك عقب محادثات موسعة اجراها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي، على أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي تبنتها القمة العربية لحل النزاع العربي - الإسرائيلي، وأكدا أهمية قبول نتائج الانتخابات التي جرت في كانون الثاني يناير الماضي، كخطوة نحو بناء دولة فلسطينية مستقلة، وفقاً لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وفي الملف العراقي، أعاد البلدان تأكيد ضرورة مساعدة الشعب العراقي لتحقيق تطلعاته الى مستقبل أفضل، وقررا التنسيق في ما بينهما على نحو وثيق، من أجل دعم الاستقرار والسلام، وتعزيز الوحدة الوطنية والمساواة بين جميع فئات الشعب العراقي، بما يمكنه من الاستفادة القصوى من موارده. كما أكدا أهمية حض جميع دول منطقة الشرق الأوسط على الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وجعل المنطقة خالية من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل ووسائل إطلاقها، مؤكدين أهمية دعم الجهود الديبلوماسية الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، والعمل على إيجاد حل ديبلوماسي للمسألة النووية الإيرانية. وأكد الأمير سلطان نجاح زيارته لطوكيو ورضاه عن نتائجها، لما فيها من خدمة كبيرة لمصلحة البلدين والشعبين، ولانعكاسها إيجاباً على استقرار المنطقة والعالم، فيما أكد وزير الخارجية الياباني ترو آسو في حديث إلى"الحياة"، أن زيارة ولي العهد ترتدي أهمية كبرى في تاريخ العلاقة بين البلدين، وأشار إلى أهمية التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي الواسع في كل المجالات، وتطوير الكوادر البشرية، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يحمل فيها البيان الختامي عنوان"نحو إقامة شراكة استراتيجية متعددة المستويات"، قائلاً انها"كانت مقصودة". واشار إلى أنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم لتمكين رحلات الطيران السعودي من الهبوط في مطار هانيدا القريب من العاصمة طوكيو، تسهيلاً لوصول الركاب إلى أعمالهم في وقت وجيز. وشكلت الزيارة الحالية لولي العهد لطوكيو والتي تختتم مساء اليوم، بالعلاقات السعودية - اليابانية دفعاً في سياق بناء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من نافذة الاقتصاد بكل مجالاته الحيوية، وفي مقدمها الاستثمارات المشتركة في قطاع الطاقة وتقنياتها المتطورة. وحظي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بحفاوة بالغة من إمبراطور اليابان أكيهيتو الذي أقام مأدبة غداء على شرف ولي العهد والوفد المرافق، وقرر الإمبراطور تجاوز المعايير الصارمة لبرتوكول بلاده ومضاعفة الوقت المحدد للقاء المنفرد بينهما. وأجرى الأمير سلطان في اليوم الثاني للزيارة سلسلة لقاءات رسمية، في مقدمها المحادثات الرسمية مع رئيس الوزراء كويزومي، حيث عرضا العلاقات الثنائية، فيما اعتبر البيان المشترك ان زيارة ولي العهد السعودي"أتاحت فرصة تاريخية لإقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، وتوقيع الجانبين مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية". وأعلن الأمير سلطان تبرع الحكومة السعودية بمبلغ 500 ألف دولار لجمعية الصداقة السعودية - اليابانية التي تأسست عقب الزيارة التاريخية لولي العهد إلى طوكيو في 1960 عندما كان وزيراً للمواصلات. وجاء البيان الختامي في 18 نقطة، غطت القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية التي يتطلع اليها البلدان، بما يخدم مصالحهما وينعكس على السلم والاستقرار الدوليين. واقتطعت العلاقات الاقتصادية وتطويرها الحصة الكبرى من نقاط البيان، حيث اتضح التعبير عن ارتياح البلدين لمستواها الحالي، تمهيداً لتعزيزها مستقبلاً. وعلى رغم تأكيد البيان أن إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط سيقضي على المصدر الرئيس للتوتر والتهديد للسلم والأمن الدوليين، فقد شدد على إدانة الجانبين الشديدة للإرهاب بجميع أشكاله، واتفاقهما على وجوب ان يتحد المجتمع الدولي في مكافحة هذه الآفة. وفي هذا الصدد، أعاد الجانبان تأكيد التزامهما الراسخ تطبيق ال13 معاهدة وبرتوكولاً المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة. وأشار البيان إلى أن"الجانب الياباني ثمّن مبادرات المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، ومن بينها المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض العام الماضي، والذي شاركت اليابان فيه". وأكد الجانبان"أهمية التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر، بما في ذلك اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وكذلك أهمية الانتهاء من المفاوضات الجارية حول عقد الاتفاق الدولي الشامل للإرهاب".