يبدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخميس زيارة رسمية لليابان، حيث يلتقي الإمبراطور أكيهيتو ورئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي، وكبار المسؤولين. ويصل ولي العهد السعودي إلى طوكيو في مستهل جولة آسيوية، تقوده إلى سنغافورة وباكستان ل"توطيد أواصر الصداقة وتعزيز الروابط والعلاقات بين المملكة العربية السعودية والبلدان الثلاثة"، بحسب بيان الديوان الملكي، الذي صدر في الرياض أمس. ويرافق ولي العهد وفد رسمي رفيع المستوى، وهي الزيارة الرسمية الأولى له منذ توليه ولاية العهد في آب أغسطس الماضي. وكان الأمير سلطان أول مسؤول سعودي بارز يزور اليابان في 1960، عندما كان وزيراً للمواصلات. ويرتبط البلدان بعلاقات استراتيجية يرغبان في تعميق مداها، خصوصاً في المجال الاقتصادي والشراكة النفطية، وتكريس حوار الحضارات. وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن السفير السعودي لدى اليابان فيصل بن حسن طراد قوله:"شهدت العلاقة بين البلدين تطوراً على الصعيدين الديبلوماسي والاقتصادي، خلال ال 50 عاماً الماضية". وبحسب السفير السعودي، فإن اليابان"تعتمد على المملكة في تأمين نحو ثلث حاجاتها من الطاقة سنوياً، وهي الشريك التجاري الثامن بالنسبة إلينا". وأوضح أن الأمير سلطان"سيلتقي، ضمن برنامج حافل، الإمبراطور الذي سيقيم حفلة غداء تكريماً لولي العهد"، وسيجتمع بكويزومي. وستقيم له المؤسسات الاقتصادية حفلة تكريم. وأوضح أن البلدين يحتلان موقعاً مهماً في قارة آسيا وفي العالم، وقال إنهما"يتمتعان باحترام وتقدير دولي نظراً الى جهودهما في إحلال السلام والتعايش السلمي بين الحضارات". ورجح السفير طراد أن تفتح زيارة الأمير سلطان"فصلاً جديداً ومهماً في علاقات البلدين، يقوم على احترام القيم التي يعتز بها البلدان، ويلبي المصالح المشتركة، والعمل من أجل أمن واستقرار العالم، فضلاً عن أنها تعود بالنفع والخير والرفاهية على العالم في شكل عام، وعلى شعبي البلدين في شكل خاص". وكان الامير سلطان أوضح في مؤتمر صحافي، عقب رعايته حفلة توزيع جائزة الملك فيصل العالمية، في وقت متقدم مساء أول من أمس، ان وقت دخول المرأة مجلس الشورى لم يحن بعد، وقال رداً على سؤال عن توجه الدولة لتشكيل لجنة نسائية في مجلس الشورى:"نحن نستمد الشورى من كل عربي ومسلم، وبالذات السعوديين والسعوديات"، وأضاف:"الحوار مفتوح مع أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا في الجهات الحكومية ...، ولهذا فمجلس الشورى يتقبل دائماً كل ما يأتيه من الإخوة والأخوات من آراء ومقترحات". وأشار إلى ان اللجنة العليا للخدمة المدنية والإصلاح الإداري، التي يرأسها، عدلت في العاميين الماضيين أكثر من 60 نظاماً من أنظمة مجلس الوزراء وأنظمة مجلس الشورى، مشيراً إلى ان أهم تلك التعديلات هو نظام القضاء، الذي صدر قبل نحو عام. وشدد على ان الدولة ماضية قدماً للتخلص من البيروقراطية والروتين، وان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمر بجلب علماء وخبراء يشاركون نظراءهم في السعودية، بهدف إيجاد طرق وحلول ناجعة للتخلص من الروتين"السائد منذ 50 عاماً". ولفت إلى ان ما يجري في العراق ليس إلا مزايدات، جاءت نتيجة نظام ديكتاتوري سيىء، حكم العراق لسنوات طويلة، وقال:"الشعب العراقي شعب مسلم وله ماضيه، والخلافات القائمة الآن لا تعني نشوب حرب أهلية، بل هي مزايدات بعد نظام ديكتاتوري سيىء". وأضاف:"ان شاء الله سنرى قريباً الائتلاف والتعاون والتآخي بين جميع فئات المجتمع العراقي". وحول الدور الذي تلعبه إيران وبقية الدول في العراق، قال:"إيران دولة شقيقة وصديقة، وربما انها تحمل أشياء لم تكن في حسبانها ولا في نيتها". وأكد ان الدولة ماضية قدماً في خصخصة شركات القطاع العام، وقال:"شركة الخطوط السعودية مملوكة للدولة، وسياسة الدولة ان تخصص الخطوط وتحولها إلى شركات وطنية عدة، على ان تبقى"السعودية"هي الشركة الأم". وأوضح ان التنمية ستطاول كل مناطق السعودية، مستشهداً بالكلمة التي قرأها الملك عبدالله امام أعضاء الشورى السبت الماضي، وأكد خلالها ان"الخطة الخمسية الثامنة ستطاول جميع المناطق، بما في ذلك المناطق النائية والصغيرة" وقال :"لقد رصد للخطة الخمسية الثامنة نحو 700 بليون ريال، والدولة لن تتأخر عن تنمية أي شبر من الاراضي المسكونة"، مشيراً إلى ان الخطة"ستأخذ في الاعتبار جميع الخدمات التي تهم المواطن، من تعليم وصحة ومياه وكهرباء وإسكان وطرق وغيرها". وعن قيادة المرأة السيارة قال الأمير سلطان:"كما قلت سابقاً، وأعيد مرة أخرى، هذا الأمر يخص المجتمع، وإذا صح الإجماع عليه بما لا يتعارض مع الشريعة، فأول من يؤيده نحن". وحول تأجيل صفقة طائرات كانت الدولة تنوي توقيعها مع المملكة المتحدة، قال :"ليس هناك تأجيل صفقة مع بريطانيا، الموعد المحدد لنا 28 آذار مارس، ووقعت اللجان الفنية من الجانبين، والموضوع الآن تحت الدراسة. وسينتهي قريباً التوقيع على المعاملات كلها. والصفقة ماشية وهي في صالح المملكة، وأساسها التقنية وتطوير الأسلحة". وفي الموضوع السوري - اللبناني، قال الأمير سلطان:"أستغرب دائماً شعور الناس بأن السعودية يجب ان يكون لها دخل في لبنان وسورية، السعودية جزء من البلدين، وليس من حقها التدخل في الشؤون الداخلية"، وأضاف:"دعاؤنا دائماً بالمحبة والإخاء لإخواننا في لبنان وسورية، ولا شك في ان النتيجة ستكون المحبة والوئام".