في مؤشر جديد يعزز سيناريوات"الحل العسكري"لأزمة الملف النووي الإيراني، أكد رئيس الأركان الروسي يوري بالويفسكي أن احتمال شن واشنطن عملية عسكرية ضد إيران"وارد جداً"، في وقت حذرت طهران"أعداءها"من"اللعب بالنار"، معلنة سلسلة اختبارات لصواريخ في إطار المناورات العسكرية التي بدأتها قبل أيام في الخليج. واعتبر بالويفسكي، خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو امس، الوضع في إيران"صعباً جداً"، مكرراً موقف بلاده الرافض للتصعيد. وأكد أن غالبية الدول تعارض السيناريو العسكري ومهتمة ب"تحقيق تقدم سلمي"، لكنه استدرك:"لا يمكننا تجاهل حقيقة احتمال شن عملية عسكرية أميركية ضد إيران". وتحدث خبراء عسكريون روس عن"سيناريوات مختلفة"لعملية عسكرية محتملة ضد إيران، وأجمعت غالبيتهم على أنها قد تتخذ شكل ضربات عنيفة ومركزة ضد نحو أربعين موقعاً استراتيجياً في المدن الإيرانية، في عمليات مماثلة للضربات التي تعرضت لها يوغوسلافيا السابقة. وتطرق بالويفسكي الى الملف السوري، مؤكداً ان الخبراء العسكريين الروس العاملين على الأراضي السورية لن يشاركوا في العمليات الحربية في حال تعرضت سورية لاعتداء عسكري. ورأى ان"لا حاجة لمثل هذه المشاركة"، لافتاً إلى"اهداف محددة"لوجود خبراء عسكريين روس في سورية. وزاد:"من الطبيعي أن تستضيف القيادة العسكرية في بلد ما خبراء عسكريين ومستشارين ومدربين من دولة أخرى"، مشيراً إلى أن ذلك يهدف إلى صيانة وتجهيز الأسلحة والتقنيات العسكرية السوفياتية والروسية كتلك التي يستخدمها الجيش السوري. في غضون ذلك، حذرت إيران"أعداءها"من"اللعب بالنار"، في وقت أعلنت اختبار صواريخ جديدة في إطار مناورات عسكرية بدأت الجمعة الماضي، وتلت مهلة الثلاثين يوماً التي منحها مجلس الأمن لطهران لوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم. ونادراً ما تورد إيران تفاصيل عن معداتها العسكرية في صورة تتيح للمحللين معرفة ما إذا كانت تحرز تقدماً حقيقياً، أم أنها توجه دعاية مضادة في مواجهة الضغوط المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وأكد الناطق باسم المناورات الأميرال محمد إبراهيم دهغاني أمس،"اختبار طوربيد قوي صنعه الحرس الثوري"الذي"يعتزم اطلاق صواريخ جديدة في الأيام المقبلة". وزاد:"إحدى رسائل المناورات الحربية إلى أعدائنا، مفادها انهم إذا اعتدوا ولو قليلاً على مصالح الجمهورية الإسلامية في الخليج، سنتصدى لهم بحزم عبر استخدام قواتنا البحرية وفي جزرنا وانطلاقاً من البر". واعتبر أن"المناورات أحدثت قلقاً في صفوف القوات الأميركية والبريطانية في المنطقة ووضعتها في حال استنفار". واختبرت إيران أول من أمس صاروخاً تحت الماء اطلقت عليه"الحوت"، تلى اختباراً ناجحاً لصاروخ ارض - أرض يستطيع الإفلات من أجهزة الرادار، وضرب أهداف في شكل متزامن. وكشفت مصادر إيرانية أن التجارب على الصاروخ"الحوت"القادر على قطع مسافة مئة متر في الثانية بدأت قبل ست سنوات، وان هذا الصاروخ يتفوق على الصاروخ الروسي من طراز"في-3 شاكفال"الذي صنع العام 1995. وقال الجنرال محمد حجازي قائد قوات ميليشيا"الباسيج":"بعد أسابيع من الحرب النفسية المتصلة بالملف النووي، توقع الغربيون أن نتراجع ونتخلى عن حقنا، ولم نكتف بعدم القيام بذلك بل أظهرنا قدراتنا"عبر المناورات. وذكّر بأن"الأمن في الخليج وبحر عمان يصب في مصلحة الجميع بمن فيهم إيران، وكما أن تزويد العالم بالطاقة مرتبط بالخليج، فإن مصالحنا الاقتصادية ترتبط أيضاً بهذه المنطقة". ورأى المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية في مقابلة بثتها شبكة"سي ان ان"التلفزيونية ان"افضل إجراء يتخذه مجلس الأمن هو عدم اتخاذ أي أجراء والاكتفاء بالعلم بالمستندات التي أرسلت إليه، وترك الوكالة الدولية تنجز عملها". وأضاف:"كلما زاد تدخل مجلس الأمن، تفاقم الوضع، وعلينا أن نمنع المواجهة".