بعد فترة من الغياب القسري بسبب المرض الذي أجبرها على الابتعاد عن الغناء، تعود المطربة السورية عبير فضة إلى الساحة الفنية لتوضح سبب الاختفاء الذي طرح التساؤلات حولها. في لقائها مع"الحياة"دافعت فضة عن شركة الإنتاج التي ترعى مسيرتها، وتحدثت عن النجومية والعائلة والسينما والأحلام. لماذا اخترت ابنك بطلاً لفيديو كليب أغنية"ليل يا غرام"؟ - أردت أن أنقل إلى الجمهور حالة الحب التي أعيشها تجاه ولدي. مللنا القصص الرومانسية، ومشاهد الحب العادية بين الشاب والفتاة. عندما عرضت الفكرة على المخرجة فيدرا أعجبت كثيراً بها. وجاءت الصورة جميلة جداً لأن ابني طارق كان شديد العفوية واستطاع أن يقدم تماماً ما أردنا منه، وجسد الدور بطريقة لافتة. هل كان هناك توافق بينك وبين المخرجة فيدرا، فقررت المتابعة معها في أعمال جديدة؟ - منذ لقائي الأول مع المخرجة فيدرا، لمست انسجاماً ونظرة مشتركة حول الأمور عينها. حصل بيننا انسجام. كما اعترف بقدرتها على إظهار جوانب خفية من شخصيتي، لذا قررت التعاون معها في الفيديو كليب الجديد لأغنية"سر بحياتك"، وهي من كلماتي والحاني. وضعنا فكرة الكليب، لكننا ننتظر الضوء الأخضر من شركة الإنتاج، لنبدأ العمل. أما الفكرة فتنسجم مع الأغنية الكلاسيكية القريبة من موسيقى الأفلام التصويرية. لنتحدث بصراحة. لماذا طال غياب عبير فضة خصوصاً في وسائل الإعلام؟ - مررت بمرحلة صحية حرجة ألزمتني البقاء في سورية حيث خضعت لعلاج استمر ثلاثة اشهر، منعت خلالها من الكلام. كنت أعاني من كتل متليفة على الأوتار الصوتية، وهذا الوضع أثر في نفسيتي... كان الأمر صعباً عليّ، خصوصاً إنني مطربة ولا أملك إلا صوتي. إذن امتنعت عن الغناء أيضاً، ماذا فعلت خلال فترة الصيف والمهرجانات؟ لم أحيي أي حفلة منذ شهرين ونصف الشهر، إذ عندما بدأت العلاج تمنى عليّ الطبيب عدم الغناء. إلا إنني كنت ملتزمة بعقد لإحياء حفلتين خلال موسم الصيف ولا أستطيع الاعتذار، فرافقني طبيبي الخاص في حال تعرضت لأي أمر طارئ. وبعد هذه الحفلة، امتنعت عن الغناء. وهل يتحسن وضعك مع العلاج؟ - لم يكن العلاج نهائياً لأنني خضعت لعلاج مبدئي، فقد كان يأمل الطبيب أن تحلّ المشكلة. لكن وضعي للأسف لم يتحسن في البداية. إذ إنني كنت أعاني من الضغط النفسي. كان من الضروري أن أخضع لجرحة دقيقة جداً لأن في الأمر خطورة على الأوتار، وهي مكلفة جداً. لكن بإذن الله سأتجاوز هذه المرحلة بسلام. هل الظرف الصحي الذي مررت به هو السبب الحقيقي وراء عدم مشاركتك في المهرجانات التي نظمتها"روتانا"؟ - على الإطلاق. تمت المفاوضات مع الفنانين المشاركين في المهرجانات قبل فترة طويلة ولم يطرح اسمي منذ البداية. في الفترة السابقة، شاركت في"مهرجان المحبة"في اللاذقية، لكنني لم ادعَ إلى أي من مهرجانات"روتانا". هل تعتبرين ذلك حرباً فنية ضدّ عبير فضة؟ - لا يوجد أي نوع من أنواع الحروب أبداً. فأنا ابنة"روتانا"، لكن ليس لدي أي إجابة عن عدم مشاركتي أو دعوتي إلى أي مهرجان من المهرجانات التي نظمتها الشركة. أتمنى أن تسألوهم هم؟ لديك خبرة في كتابة النصوص وكلمات الأغاني هل ممكن أن تكتبي نصاً لفيلم سينمائي مثلاً؟ - ليس ما أكتبه خواطر بل هو قصص قصيرة، إضافة إلى القصائد الغنائية التي أغنيها أو أكتبها لغيري. أعتقد بأنني أتحلى بمخيلة تمكنني من كتابة نصوص كاملة. أنا إنسانة طموحة ولا أتوقف عند حدود أي فكرة أحبها. قد أقدم مستقبلاً على كتابة أعمال فنية كاملة سينمائية أو تلفزيونية، خصوصاً إنني أرغب في التمثيل أيضاً. ذكرت مواطنتك المطربة هويدا ذات مرة أن هناك مشروع تعاون بينكما. ماذا عنه؟ - فعلاً كان هناك اتفاق بيننا على أن أقدم لهويدا أكثر من أغنية لتختار ما يعجبها، وحضرت لها مجموعة أعمال لكنها لم تعطني أي جواب حتى اليوم. أنا بانتظار جوابها، سلبياً كان أم إيجابياً. وعلي احترام رأيها. ألا يسهم عدم وجود مدير أعمال إلى جانبك، بتقليص عدد حفلاتك؟ - لم أجد الشخص المناسب، خصوصاً أن وظيفة مدير الأعمال لا تشترط البحث عن راحة الفنان، ويسعى جهده الى أن يتعاقد مع الناس ويتفق على الحفلات ويسهم في الانتشار. في الوسط اليوم، فنانات يعتمدن الإثارة للوصول إلى النجومية. إذا قدمت صورة شبيهة بهن نوعاً ما ألا تبرزين أكثر؟ - من يقلد هؤلاء يفتقر إلى الصوت. تفرحني العبارة التي أطلقتها"روتانا""أجمل ما تسمعه العين". أحب هذه المقولة، لأن العين لا ترى فقط بل تسمع، والعيون تملك لغة خاصة. هل تطبّق"روتانا"هذه المقولة برأيك؟ - طبعاً. الشركة تضم عدداً كبيراً من الأصوات الجميلة. أما أصحاب الأصوات العادية، فهم ينتجون لأنفسهم، والشركة توزع ألبوماتهم فقط. هل هيفاء وهبي بينهم؟ - أنا أفصل بين هذه الأمور. هيفاء فنانة ذكية وصلت إلى قلوب الناس ونالت محبتهم. كما إنها تملك كاريزما خاصة، فأي واحد بيننا يحب هيفاء بغض النظر عن كونها تملك صوتاً جميلاً أم لا. هي شخصية محبوبة جداً، وطالما أحبها الناس يفرحون بها مهما قدمت لهم. ويكفي أن هيفاء وهبي تعرف أين هي حدودها وتعترف في كل مكان بأنها ليست مطربة. ألا تؤمنين بمقولة"الجمهور عايز كده"؟ - نحن في زمن العجائب. أعتبر"غناء الجميلات"موضة، مثلها مثل موضة الملابس التي ستنتهي قريباً لتحلّ محلها ظاهرة جديدة. وما الذي يبقى؟ - يبقى الإنسان الذي يستطيع إثبات وجوده. هل أخذت الفنانة الراحلة ذكرى حقها؟ عندما ماتت تنبّه اليها الناس. قد آخذ حقي بعد موتي، المهم أنني أخذت شيئاً. تكتبين وتلحنين وتغنين، ألا تعتقدين أن هذه المواهب كافية لتجعل منك نجمة؟ - كل هذه الصفات لا تفعل شيئاً إذا لم يكن هناك إعلان قوي يدعمها. الإنتاج الفني مرتبط بالعرض والطلب، بينما الفن هو رسالة حضارية راقية. لكن عندما يجتمعان يجب أن تراعى شروط للترويج والرقي. الشرط الأساسي لإنجاح أي عمل هو الإعلان الضروري، خصوصاً في عصرنا اليوم. لماذا لم تغني عبير فضة الأغنية الخليجية حتى اليوم؟ - أجد في الأغنية الخليجية رونقاً مميزاً. في كلماتها وقع موسيقي خاص، وفي مواضيع قصائدها أفكار رائعة يطرحها الشعراء. هذا فضلاً عن إيقاعات مختلفة تعطي الموزعين مجالاً أكبر للإبداع. كل هذه العوامل تدفعنا لنحب الأغنية الخليجية بأصوات المطربين الخليجيين، وأنا غنيت الأغنية البدوية وهي الأقرب إليها. لم أؤد الأغنية الخليجية حتى اليوم لأنني لا أتقن اللهجة الخليجية، خصوصاً أنها متنوعة: في اللهجة السعودية خصوصية مختلفة عن اللهجة الإماراتية أو الكويتية، لهذا لن أخاطر بأدائها بل أفضل أن استمتع بسماعها أكثر. هل يؤثر الفن في حياتك الاجتماعية؟ - حياتي الاجتماعية عادية جداً. أنا عبير فضة الفنانة في المناسبات الفنية وفي الأستوديو وعلى خشبة المسرح وفي الحفلات. وعبير الإنسانة التي تعطي فسحة مهمة من وقتها لعائلتها. ولا أغيب عنها لأرتاد الأماكن الكثيرة الصخب، إذ لا تستهويني أبداً.