أعلن المصرف المركزي الأوروبي للمرة الأولى انه قد يرفع أسعار الفائدة الأساس على اليورو مرتين في السنة الجارية. وتحدث لوكاس باباديموس نائب رئيس المصرف المركزي الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل عن الحاجة الى اعتماد"زيادات إضافية"في سعر الفائدة خلال السنة الجارية بهدف درء مخاطر ارتفاع التضخم المالي، والتأكد من ان استقرار الأسعار سيستمر في المدى المتوسط. واعتبرت المحللة الاقتصادية في"سيتي غروب"كارمن نوتزو ان تعليقات باباديموس دعمت توقعات الأسواق بأن يصل سعر الفائدة الأساس إلى ما بين 3 و3.25 في المئة بحلول نهاية 2006، مشيرة الى ان توقيت رفع الفائدة يعتمد على المعطيات الاقتصادية. وكان المحللون الماليون توقعوا في استطلاع أجرته وكالة"رويترز"الأسبوع الماضي، ان يتم رفع سعر الفائدة التي رفعت ربع نقطة مئوية في آذار مارس الماضي إلى 2.5 في المئة، مقدار ربع نقطة مئوية مجدداً في حزيران يونيو المقبل، على ان تصل إلى 3 في المئة بحلول نهاية الفصل الثالث من السنة الجارية. من ناحية أخرى، أضاف باباديموس ان المعلومات الاقتصادية أثبتت صوابية قرار المركزي الأوروبي في رفع سعر الفائدة في آذار الماضي، مشيراً إلى ان"نمو الاقتصاد الأوروبي 25 دولة سيتعزز في شكل أكبر في السنة الجارية". تعزز الثقة الاستهلاكية في ألمانيا وفي ألمانيا، أظهرت التوقعات المستقبلية لمجموعة"جي إف كي"الألمانية لأبحاث السوق ان ثقة المستهلكين الألمان في أيار مايو المقبل ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ تشرين الثاني نوفمبر 2001، على ضوء"ارتفاع الثقة في التعافي الاقتصادي الألماني وترقب مباراة كأس العالم في كرة القدم التي ستجرى في ألمانيا والرغبة في زيادة الإنفاق الاستهلاكي استباقاً لارتفاع ضريبة المبيعات 3 نقاط مئوية في بداية 2007". إذ ارتفع"مؤشر ثقة المستهلكين"الذي تعده"جي إف كي"يشمل آراء ألفي مواطن ألماني من 5.3 نقطة في نيسان أبريل الجاري إلى 5.5 نقطة في أيار المقبل. كما ارتفعت"قابلية الألمان على الشراء"في الشهر الجاري نحو 15 نقطة إلى 34.5 نقطة، في أعلى مستوى يسجل منذ سبع سنوات. وكان معهد"أيفو"الألماني لأبحاث الشركات أعلن ان"مؤشر مناخ قطاع الأعمال"استطلاع شهري يشمل سبعة آلاف شركة ألمانية ارتفع من 105.4 نقطة إلى 105.9 نقطة في نيسان الجاري، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 15 سنة، ما يشير إلى ارتفاع ثقة الشركات الألمانية في شكل غير متوقع سابقاً، إذ توقع الخبراء الاقتصاديون ان ينخفض المؤشر في الشهر الجاري إلى 104.9 نقطة. وأشار رئيس المصرف المركزي الألماني "بوندسبنك" وأحد أعضاء مجلس حاكمي المصرف المركزي الأوروبي، أكسل ويبر، إلى ان هذه المؤشرات تؤكد على استمرار تعافي الاقتصاد الألماني أكبر اقتصاد في أوروبا وأكبر مصدّر عالمياً، مضيفاً في مؤتمر مصرفي في برلين :"بعد خطوتي رفع سعر الفائدة السابقتين، تستمر أسعار الفائدة الحالية على مستوى منخفض نسبياً". ومن ناحية أخرى، أعلن مركز الإحصاءات الأوروبي"يوروستات"أمس ان الإنتاج الصناعي في"منطقة اليورو"12 دولة أوروبية بقي مستقراً في شباط فبراير الماضي على مستوى 3.2 في المئة خلال سنة، لكن الطلبات الصناعية الجديدة ارتفعت نحو 2.7 في المئة في شباط مقارنة بالشهر السابق و13.3 في المئة خلال سنة من تاريخه، مقابل توقعات سابقة بأن تصل إلى 10.8 في المئة فقط. سوق العملات وفي سوق الصرف، تأثر اليورو إيجاباً أمس بهذه الأنباء الاقتصادية الجيدة، فاستمر على أعلى مستوى يسجله أمام الدولار خلال سبعة شهور لليوم الثاني على التوالي، مسجلاً 1.2409 دولار لليورو صباحاً، كما استقر أمام الين مسجلاً 142.84 ين لليورو. ومن ناحية أخرى، انخفض أمس سعر صرف الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى خلال أسبوعين أمام اليورو نحو 69.64 بنس لليورو كما تراجع 0.3 في المئة إلى 1.7806 دولار للجنيه بعد ان وصل أول من أمس إلى 1.7943 دولار مسجلاً أعلى مستوى في سبعة شهور، نتيجة تطابق بيانات النمو الاقتصادي البريطانية مع توقعات المحللين السابقة. إذ أشار"مكتب الإحصاء الوطني"إلى ان النمو في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من السنة الجارية حتى نهاية آذار الماضي استقر على 0.6 في المئة، ما جعل معدل النمو السنوي يصل إلى 2.2 في المئة. وأوضح المكتب ان نمو قطاع الخدمات تباطأ إلى 0.6 في المئة في الربع الأول، من نمو بلغ واحداً في المئة في الشهور الثلاثة الأولى من العام الماضي، بفعل ضعف مبيعات التجزئة ومبيعات السيارات.