وضع تفجيران انتحاريان شمال سيناء أمس، استهدف الأول سيارة للقوة المتعددة الجنسية، والثاني سيارة للشرطة، الحكومة المصرية، أمام تحد جديد، إذ أكدا أن تنظيماً أصولياً خطيراً اتخذ من الصحراء مسرحاً لنشاطه، متحدياً الاجراءات الأمنية. وينتظر أن يعلن الرئيس حسني مبارك في خطاب سيلقيه اليوم خططاً لمواجهة الموقف بعد التفجيرات الثلاثة التي ضربت مدينة دهب الاثنين الماضي وما جرى امس في شمالها. فيما أكد رئيس الحكومة الدكتور احمد نظيف أن مصر"لن ترضخ للارهاب"وأن حكومته"ستقضي"عليه أينما وجد. وجاء في الرواية الرسمية أن انتحارياً هاجم سيارة للقوة المتعددة الجنسية قرب مطار الجورة على بعد 35 كيلومترا شمال العريش، وقتل بعدما انفجرت القنبلة فيه، وأن الآخر كان يستقل دراجة هوائية هاجم سيارة للشرطة وحاول تفجيرها، لكنه فشل وقُتل أيضاً. وتحدثت مصادر في المدينة عن اصابة شرطيين في الهجوم الثاني تفاصيل ص 5، لكن الهجومين أكدا التخطيط والتنسيق على مستوى عال بين منفذي تفجيرات دهب في الجنوب وما جرى في الشمال، وأن تنظيماً سعى الى شن سلسلة هجمات معلناً نياته باستهداف السياح والقوة المتعددة الجنسية. وبدا أن الأجهزة المصرية تعيد تقويم الأمر إذ أعلن الناطق باسم الحكومة مجدي راضي أن نظيف التقى وزير الداخلية حبيب العدلي وطلب منه تنفيذ توجيهات مبارك ب"تشديد الاجراءات لحماية السياح والقبض على المتهمين في التفجيرات"، ولم يستبعد خبير أمني تعاوناً مصرياً مع دول أخرى لتحقيق هذا الغرض، لان مسرح عمليات الارهاب الجديد يحتاج الى هذا النوع من التعاون، ويمكن أن تدخل زيارة سريعة لرئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان صنعاء أمس في هذا الإطار. ورأى الخبير أن وجهة النظر التي تقول ان العمليات في سيناء مجرد رد فعل من القبائل على تجاوزات أمنية ارتكبت ضدهم خلال سعي أجهزة الأمن الى ضبط مرتكبي تفجيرات طابا وشرم الشيخ خلال العامين الماضيين"غير دقيقة"، فمعروف ان الانتقام لدى القبائل يكون علناً لاثبات الشجاعة ونيل الثأر. وأضاف الخبير ان التنظيم الأصولي الذي يتخذ سيناء"أرضاً للجهاد"ربما سعى الى استغلال الطبيعة البدوية لأهلها واستقطاب بعض ابنائها. الى ذلك استبعد مصدر أمني مصري وجود صلة لاسرائيل بالتفجيرات، وأشار الى أن الدولة العبرية تعتبر الاسلاميين الراديكاليين أعداء لها ولا يمكن أن تعمد الى تقويتهم، كما ان العمليات في سيناء قد تقتل اسرائيليين وهذا يمثل خطاً أحمر لدى أي حكومة اسرائيلية، لكنه لم يستبعد محاولات اسرائيلية لاختراق التنظيمات الراديكالية للوقوف على قدراتها الحقيقية باعتبار ذلك جزءاً من الحرب على الارهاب التي تتزعمها الولاياتالمتحدة.