طغت المعاناة التي يتعرض لها الصحافي العربي من اغتيال واعتقال وتهميش، على أعمال"منتدى الأعلام العربي"الذي شهدته دبي أمس في حضور المئات من العاملين في الإعلام العربي من المحيط الى الخليج. وخيمت على الجلسات أجواء التأثر بوجود عدد من الإعلاميين ممن فقدوا أقاربهم أخيراً في حوادث أمنية - سياسية استهدفتهم. وعكس وجود عميد جريدة"النهار"اللبنانية غسان تويني، والكلمة التي ألقاها، هموم الإعلام العربي المعاصر في اقحامه في مخاطر ودهاليز اللعبة السياسية. وشدد تويني مستشهداً ببعض مقاطع من كتاب"رؤيتي"لنائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على ضرورة أن تكون التنمية"عملية مستمرة لا تتوقف عند حد لأنها سباق دائم نحو التميز ليس له خط نهاية". وقال تويني إن فقدانه لابنه الاعلامي جبران"هو تكريس لإرث عائلي، اذ أن جده سبقه في التضحية بحياته دفاعاً عن القضية الفلسطينية". وأضاف مرتجلاً:"جبران لم يخترع الشهادة فهو أحد الذين انضموا الى قافلة الأحرار". وأكدت جلسات المنتدى الذي انطلق تحت عنوان"حال الإعلام العربي"، في حضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على سوء حال الإعلام في جميع الوسائل، المكتوبة والمرئية والمسموعة، من وقوعه ضحية للواقع السياسي الذي يخيم على المنطقة مروراً بهيمنة الإعلام الحكومي وصولاً الى هجرة الكفاءات الإعلامية. وفي الوقت الذي نوقشت فيه هموم الإعلام اللبناني"الذي بات ضحية للواقع السياسي المحلي"، وفي جلسة أخرى، هموم الإعلام الفلسطيني وأيضاً العراقي في ظل الاحتلالين الإسرائيلي والأميركي، كان لافتاً غياب الإعلاميين المصريين عن الجلسة التي بحثت قضاياهم، فلم يحضر معظمهم المنتدى بسبب انشغاله في تغطية تداعيات التفجيرات التي شهدتها مدينة دهب المتاخمة للحدود الإسرائيلية أول من أمس. وتناولت إحدى الجلسات موضوع"المواجهة بين الإعلاميين والحداثويين في وسائل الإعلام العربية"، وطغى عليها الحديث الفكري السياسي، عوضاً عن الهم الإعلامي. وتميّزت مداخلات الجمهور القليلة بمحاولة"توريط"المحاضرين بالرجوع الى عنوان الجلسة المفترض، وهو الإعلام المحافظ في مراجعة الإعلام الليبرالي، إلا أن الوقت لم يسعف الجميع. ومن الجلسات اللافتة، تلك التي تناولت موضوع المدونات الالكترونية بلوغرز"، والفضاء الحر الذي توفره للشباب العربي في التعبير عن همومه من دون الخضوع لرقابة الحكومة والمجتمع. وناقش الإعلاميون موضوع صدقية الإعلام العربي"المتهم في معظمه بجفائه للصدقية وابتعاده عن القضايا الأساسية التي تهم الشرائح الواسعة من الناس"، وهو الكلام الذي اعترض عليه عدد من الإعلاميين. وكانت رئيسة منظم المنتدى،"نادي دبي للصحافة"، منى المري، ركزت في كلمتها على أهمية"جائزة الصحافة العربية"والمنتدى"الذي رسخ مكانته كحدث جامع لأقطاب الإعلام العربي". وأشارت الى"تنامي عدد القنوات الفضائية ليصل الى أكثر من 250 قناة بحلول العام المقبل". الفائزون بجوائز الصحافة وزعت في ختام الأعمال جوائز"منتدى الإعلام العربي"وجاءت كالآتي: جائزة أفضل عمود صحافي: سلامة أحمد سلامة. جائزة الصحافة الاقتصادية: حسين محمد الشبيلي من صحيفة"الجزيرة"السعودية. جائزة الصحافة الرياضية: سامي عبد الإمام من صحيفة"البيان"الإماراتية. جائزة الصحافة البيئية: أمل سرور من مجلة"نصف الدنيا"المصرية. جائزة الحوار الصحافي: جمانة حداد من صحيفة"النهار"اللبنانية. جائزة الصحافة الثقافية: عبده وازن من"الحياة". جائزة أفضل صورة صحافية: علي صهيب جاد الله حسن من وكالة"رويترز"، وجمال محمد الدويري من صحيفة"الخليج"الإماراتية. جائزة الصحافة السياسية: أمين المصري من صحيفة"الأهرام"المصرية. جائزة أفضل رسم كاريكاتيري: عماد عيد حجاج من صحيفة"الغد"الأردنية. جائزة التحقيقات: مساعد أحمد العصيمي من مجلة"المجلة". جائزة صحافة الطفل: نبيهة محيدلي مديرة تحرير مجلة"توتة توتة"اللبنانية. وتضمن حفل توزيع الجوائز تكريماً خاصاً لشهداء الإعلام عام 2005، من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وكرمت أسر الشهداء جبران تويني، سمير قصير وأطوار بهجت، كما كرم الإعلاميان جواد كاظم ومي شدياق والصحافيون الذين تعرضوا لإصابات خطيرة خلال العام الماضي. وفي ختام حفلة توزيع الجوائز، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتسليم جائزة"شخصية العام الإعلامية"لصلاح الدين حافظ"تقديراً لدوره وعطاءاته الكبيرة في المجال الإعلامي".