افادت مجلة"صالون"التي تنشر على شبكة الانترنت امس، أن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد سمح باستجواب سجناء"سيئ ومهين"للسجين محمد القحطاني في معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا، وذلك عبر اتصالات مباشرة اجراها مع اللواء جيفري ميلر الذي اشرف على الاستجواب. ونقلت المجلة عن تقرير اعده المفتش العام للجيش الاميركي في كانون الاول ديسمبر 2005 وحمل عنوان:"ما كان يعرفه رامسفيلد" ان وزير الدفاع الاميركي وافق عام 2002 على خطة وضعها اللواء ميلر لاستجواب القحطاني الذي اشتبهت واشنطن في تورطه باعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. وتضمنت الخطة ممارسات تعذيب تعرض لها القحطاني على فترة 54 يوماً بينها اجباره على الوقوف عارياً امام محققه وارتداء ملابس داخلية نسائية بعد اتهامه بالشواذ الجنسي وأداء حركات"تقوم بها الكلاب"وهو مقيد. وأرفقت المجلة تقريرها عن الوثيقة التي تضمنتها 391 صفحة وحصلت عليها بموجب قانون حرية المعلومات ببيان اصدره الفريق راندال شميت، وهو محقق عسكري، عن ضلوع وزير الدفاع شخصياً في استجواب شخص واحد على الاقل في معتقل غوانتانامو. وقال شميت انه خلص الى أن رامسفيلد لم يأمر تحديداً باتباع الوسائل التي استخدمت في التحقيق مع القحطاني، لكن موافقته على تنفيذ اجراءات شاملة في استجوابه سمحت بحدوث هذه الاساءات. ورفض جيفري غوردن، الناطق باسم البنتاغون مزاعم تأييد رامسفيلد أو الوزارة استخدام التعذيب، وقال:"ناقشنا مرات لا تحصى هذا الموضوع، لكن لا يزال البعض يختار أن ينشر خيالات لمواجهة الحقائق". وأشار غوردن الى أن 12 مراجعة رئيسة اجرت احداها هيئة مستقلة، اكدت أن وزارة الدفاع لا تنتهج سياسة تؤيد الاساءة او تحض عليها، مضيفاً أن التلميح بعكس ذلك"غير صحيح". وكان"البنتاغون"اكد أن القحطاني قدم للمحققين معلومات عن صحة زعيم"القاعدة"اسامة بن لادن، ووسائل الهروب من الاعتقال والتسلل. وجاء التقرير غداة دعوة جنرالات اميركيين متقاعدين رامسفيلد الى التنحي وتحمل مسؤولية الانتكاسات العسكرية الاميركية في العراق، علماً انه اعترف اول من امس بسوء معاملة سجناء في سجن ابو غريب في العراق، وقال ان جنوداً عوقبوا في شأن الانتهاكات. ورد الرئيس الاميركي جورج بوش بتجديد ثقته برامسفيلد، حيث اشاد في بيان اتسم بالمودة ب"ادارته النشطة والحازمة".