أنهت قوات الأمن الأردنية أمس احتجاز اثنين من رجال الأمن في سجن قفقفا 45 كلم شمال عمان، معتقل فيه اعضاء في تنظيمات اسلامية متطرفة. وأكدت مصادر مديرية الأمن العام ان عملية إنهاء الاحتجاز اسفرت عن مقتل أحد السجناء وإصابة 35 آخرين، بينهم 20 من رجال الأمن، نتيجة الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الطرفين واستعملت فيها العصي والأدوات الحادة. وبحسب المصادر الرسمية، بدأت أعمال الشغب بعد صلاة فجر أمس عندما حاولت قوات الأمن عزل اثنين من سجناء التنظيمات الاسلامية المتطرفة هما السعودي فهد نومان الفهيقي المحكوم بالإعدام لمحاولته تفجير سيارته في مركز حدود الكرامة، والأردني محمد درباس الموقوف بتهمة محاولة تهريب عزمي الجيوسي زعيم تنظيم"كتائب التوحيد"المحكوم بالاعدام لمحاولته تنفيذ عملية انتحارية واستخدام مواد كيماوية في اقتحام مبنى المخابرات العامة في عمان عام 2003. لكن الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة قال ان الأحداث اندلعت من جانب السجناء"عندما كانت قوات الأمن تجري تفتيشاً داخل السجن بعد ورود معلومات عن وجود مخدرات وأدوات حادة في حوزة بعض السجناء". واسفرت الاشتباكات الأولية عن إصابة بعض السجناء واحتجاز اثنين من رجال الأمن قبل ان يخرج السجين عبد شحادة الطحاوي زعيم مجموعة اسلامية تعرف باسم"الطحاوي"في اتصال هاتفي مباشر مع قناة"الجزيرة"ليعلن ان قوات الأمن هاجمت المهجع الذي ينام فيه 43 من عناصر التنظيمات الاسلامية. وأعلن الطحاوي ان جماعته أخذت اثنين من رجال الأمن رهينتين مطالباً بإعادة الفهيقي والدرباس الى المهجع. ونقلت وكالة"رويترز"ان سجيناً اسلامياً قال لقناة"الجزيرة"ان احد السجناء اصيب بطلق ناري وان نحو الف من رجال الامن حاولوا الدخول الى السجن. وأكد شهود ل"الحياة"أن عملية الاحتجاز استمرت ست ساعات قطعت خلالها إدارة السجن الكهرباء والماء عن السجناء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لإنهاء التمرد. وقال هؤلاء إنهم شاهدوا دخاناً أبيض يخرج من مباني السجن وسمعوا أصوات استغاثة وتكسير. وعلى الفور ضربت قوات الأمن حصاراً على كل الطرق المؤدية الى السجن الذي يقع على تلة مرتفعة تشرف على الطريق العام، بين مدينتي جرش واربد شمال عمان، ومنعت الصحافيين والمصورين من الاقتراب من المكان. وقال مندوبون من وسائل إعلام انهم تعرضوا للتوقيف لساعات عدة وسحبت أفلام التصوير من أجهزتهم. وقال وزير الداخلية عيد الفايز ان"أجهزة الأمن العام أجرت عمليات تفتيش دورية في عدد من مراكز الإصلاح والتأهيل في المملكة بهدف ضبط مواد ممنوعة وردت معلومات حول حيازتها من جانب بعض السجناء". واضاف "ان عمليات التفتيش تمت من دون وقوع أي حوادث في كل المراكز باستثناء مركز اصلاح وتأهيل قفقفا الذي شهد مقاومة من جانب سجناء التنظيمات الإسلامية لعمليات التفتيش الجارية، ما أدى الى حدوث مصادمات بين قوات الأمن والنزلاء وأعمال شغب نتج عنها اصابة خمسة عشر من عناصر الأمن العام وعشرون اصابة بين النزلاء مجملها اصابات بين خفيفة ومتوسطة وتم اسعاف جميع المصابين من أفراد الأمن العام والنزلاء، وغادر معظمهم المستشفيات". وأضاف الوزير أن"أحد النزلاء المصابين توفي وهو في طريقه الى المستشفى ويدعى خالد فوزي علي البشتاوي". وقالت مصادر طبية ل"الحياة"إن وفاة البشتاوي جاءت نتيجة اصابته بسيخ حديد في رأسه. وبحسب مصادر قضائية، فإن القتيل البشتاوي 32 عاماً محكوم في قضية تنظيم"الطحاوي"بالسجن لمدة سنة ونصف سنة قضى منها سنة في السجن، وكان من المفترض أن يتم الافراج عنه في بداية تشرين الأول اكتوبر المقبل. وبحسب المصادر الرسمية فإن عمليات التفتيش أسفرت عن ضبط عدد من المواد الممنوعة كالأدوات الحادة والسكاكين ومواد كيماوية وأجهزة هاتف. وهذا الحادث هو الثاني من نوعه في السجون الأردنية خلال شهر ونصف شهر بعد أحداث شغب واحتجاز رهائن وقعت في 28 شباط فبراير الماضي في سجن الجويدة داخل عمان وسجن سواقة 90 كلم جنوبعمان واسفرت عن وقوع اصابات عدة بين قوات الأمن والسجناء، لكن قوات الأمن استطاعت في 11 آذار مارس الماضي تنفيذ حكم الاعدام بالليبي سالم بن صويد وياسر فريحات المتهمين بقتل ديبلوماسي أميركي في عمان سنة 2002. ومن جانبه، حمل نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين جميل ابو بكر مسؤولية الأحداث للحكومة التي قال انها لم تلتزم الاتفاق الذي تم بعد الاحداث في سجن الجويدة، وبالتحديد تحسين الخدمات للسجناء وتحسين معاملتهم. وقال النائب الاسلامي زهير أبو الراغب، عضو لجنة الحريات النيابية محامي الدفاع عن عبد الطحاوي المحكوم 3 سنوات، ان موكله أبلغه قبل يومين"بوجود بوادر أزمة في سجن قفقفا في ضوء المضايقات التي يتعرض لها السجناء".