أحيا اللبنانيون أمس الذكرى ال31 للحرب الأهلية بسلسلة من النشاطات والمواقف. وحذّر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في المناسبة، اللبنانيين من"الانجرار إلى الفتن"، داعياً اياهم إلى"التشبث ببلدهم النموذج للعيش المشترك". وقال قباني:"إن حروب الفتنة في لبنان في 13 نيسان أبريل 1975 والتي دامت أكثر من 15 عاماً وانتهت باتفاق الطائف يجب أن تظل ماثلة في أذهان جميع اللبنانيين لتذكرهم بأن العيش المشترك في بلد كلبنان لا يجوز أن تقع فيه حروب الفتنة بين أبنائه، لأن اللبنانيين عندما ينجرون إلى مثل هذه الفتن فانهم يسقطون بأيديهم وطنهم لبنان النموذج للعيش المشترك"، داعياً"اللبنانيين مسلمين ومسيحيين إلى التشبث بلبنان النموذج للعيش المشترك بضمانة أبنائه جميعاً، وتوعية أبنائهم من خطورة الانجرار وراء الفتن التي يريد أعداء لبنان دفعهم إليها، وتأكيد حرصهم على ميثاق الشرف بينهم بالتمسك بلبنان النموذج وعدم الإسهام في إسقاط وطنهم". وأجرى قباني اتصالاً بالأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله دان فيه"محاولة استهدافه لزعزعة أمن وسلامة واستقرار البلاد وجرها إلى الفتن". كما تلقى المفتي قباني اتصالاً من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان مهنئاً بسلامة عودته من السفر وتشاور معه في الأوضاع الراهنة وپ"ضرورة العمل على إشاعة جو من الاطمئنان في البلاد والحذر من الفتن". وفي الإطار نفسه، دعا حزب"الوطنيين الأحرار"اللبنانيين إلى أخذ العبر من ذكرى 13 نيسان والوقوف صفاً واحداً للدفاع عن السيادة والقرار الحر وبناء دولة الحق، مؤكداً أن"التعددية الثقافية والدينية والسياسية هي مصدر قوة إذا تم اعتماد الحوار القائم على الاعتراف بالآخر والقبول به والإقرار بحقه في الاختلاف تحت سقف المسلمات والولاء المطلق للوطن". نشاطات ونفذت"لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان"، اعتصاماً أمام قصر العدل في مدينة صيدا تحت عنوان"تنذكر ت ما تنعاد"، حملت خلاله نحو 50 امرأة وأماً صور أولادهن وأزواجهن الذين خطفوا أثناء الحرب ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. وطالب المعتصمون مؤتمر الحوار الوطني بپ"وضع قضية المخطوفين والمفقودين على جدول أعماله والعمل لكشف مصيرهم". وأكدت النائب بهية الحريري أن"عنصر المتابعة أمر مهم بالنسبة إلى كشف مصير المخطوفين والمفقودين، ويجب ألا تقتصر أو تختصر قضية كبرى كهذه بنشاط أو مناسبة"، مشددة على"ضرورة أن تأخذ متابعة هذه القضية منحى عملياً". وقالت خلال استقبالها وفداً من لجنة الأهالي برئاسة وداد حلواني، ترافقه نجاة حشيشو زوجة المربي الصيداوي محي الدين حشيشو الذي اختطف في صيدا في العام 1982 إن"إحياء ذكرى الحرب هو بتحدي أنفسنا والاعتراف بخطايانا والتمسك بقيمنا وقدرتنا على النهوض والبناء بإرادة صلبة وهمم عالية". ومن جهتها، قالت حلواني إن النشاط"يتزامن مع موعد محاكمة خاطفي محي الدين حشيشو. ولهذا السبب كان نشاطنا اليوم في صيدا لنقول اننا مع تحقيق العدالة ومع حقنا في أن نعرف، فكان اعتصاماً صامتاً دعماً للقضاء وفي انتظار تسريع هذه الدعوى التي رفعت في العام 1991". وفي الإطار نفسه، لبى حزبا"الكتائب"وپ"الوطنيين الأحرار"دعوة"القوات اللبنانية"إلى الاعتصام في خيمة الحرية في ساحة الشهداء وسط بيروت في ذكرى الحرب. وحمل عشرات الشبان والشابات الإعلام الحزبية واللبنانية، وأنشدوا النشيد الوطني اللبناني، وتلا عضو كتلة"القوات اللبنانية"النيابية انطوان زهرا كلمة باسم المشاركين. إلى ذلك، غرس موظفو وموظفات مجمع الحاج بهاء الدين الحريري التربوي الإنمائي في صيداً، شجرة زيتون في باحة المجمع، أطلقوا عليها اسم"شجرة السلام" تحية إلى"من أعاد السلام والعمران والازدهار الى ربوع الوطن الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وذلك لمناسبة ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية، ومرور ست سنوات على إطلاق الرئيس الحريري يوم الوحدة الوطنية في مناسبة مرور 25 سنة على اندلاع الحرب الأهلية. وعلى بعد عشرات الأمتار من مخيم الحرية، وتحت عنوان"كي لا ننسى"، باشر القسم الإعلامي في"حزب الله"في تركيب المجسمات والتجهيزات الخاصة بالمعرض الذي سيفتتحه قرب مقر الأممالمتحدة أسكوا وسط بيروت غداً السبت في مناسبة عدوان نيسان مجزرتي قانا والمنصورى. ويتضمن المعرض عملاً مشهدياً بالصوت والصورة والمجسمات.