زاد عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم من 16 منتخباً في 1978 إلى 24 منتخباً في 1998، ووصل العدد إلى 32 دولة، وهو الأمر الذي أتاح لعدد كبير من الدول نيل شرف المشاركة، ما انعكس إيجاباً على مشاركة أكبر عدد من اللاعبين في المونديال، وندر أخيراً غياب أيّ نجم عالمي عن المونديال، وينتظر الجميع بلهفة مشاركة تشيخيا وهولندا وأوكرانيا وساحل العاج وغانا والبرتغال لمشاهدة ستة من أغلى وألمع لاعبي العالم في كأس العالم للمرة الأولى، وهم: التشيخي بافيل نيدفيد، والهولندي رود فان نيستلروي، والأوكراني أندريه شيفشينكو، والعاجي ديديه دروغبا، والغاني مايكل أيسين، والبرتغالي لويس فيغو. والمتابع لنجوم الكرة الكبار الفائزين بجائزة أحسن لاعب في العالم في"فيفا"وجائزة الكرة الذهبية من مجلة"فرانس فوتبول"لأحسن لاعب في أوروبا يكتشف أن الفائزين بالألقاب في السنوات العشر الأخيرة تألقوا في نهائيات كأس العالم باستثناء نيدفيد وفيغو وشيفشينكو، وهم يجدون الفرصة في مونديال 2006. كأس العالم احتضنت معظم نجوم الكرة على مرّ العصور، ولكنها افتقدت أسماء عملاقة لا يمكن إغفالها، وپ"الحياة"اختارت أهم عشرة لاعبين في السنوات ال80 الأخيرة التي أقيمت فيها المونديال، ولم يحظ أيّ منهم بشرف المشاركة. النجم الأرجنتيني الكولومبي الإسباني ألفريدو دي ستيفانو هو الغائب الأول والأكبر، وهو أحد أفراد المثلث الذهبي في تاريخ كرة القدم مع البرازيلي بيليه، والأرجنتيني مارادونا، وهم النجوم الذين يختلف عشاق اللعبة حولهم لاختيار أفضل لاعب في التاريخ. السهم الأشقر الذي قاد ريال مدريد الإسباني لتحقيق أكبر مجد في نهاية الخمسينات بالفوز بكأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري، ولديه من الأرقام القياسية في كل المسابقات جانب وفير، ولعب دي ستيفانو أطول فترة لأي نجم في ثلاث دول مختلفة، وبدأ تألقه في الأرجنتين عام 1944، وشاركها الفوز بكأس دول أميركا الجنوبية عام 1947 كوبا أميركا، ولكن فرصته الأولى في المشاركة في كأس العالم تبخرت مع إلغاء النهائيات عام 1946 لظروف الدمار الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية، وانتظر طويلاً حلول كأس العالم 1950 في البرازيل، ولكن آماله تحطمت مع عدم اشتراك الأرجنتين في النهائيات، وضاعت عليه فرصة تمثيل منتخب الأرجنتين مرتين في كأس العالم، وهو الأمر الذي دفعه للهجرة إلى كولومبيا والحصول على جنسيتها واللعب لمنتخبها، وضاعت عليه فرصة المشاركة في كأس العالم 1954 لعدم مشاركة كولومبيا وهاجر دي ستيفانو مجدداً إلى إسبانيا وانضم إلى ريال مدريد، وأصبح أفضل لاعب في الدوري وأوروبا وتوج بالكرة الذهبية مرتين، ولكنه لم يحصل على الجنسية قبل نهائيات 1958 وفقد أحسن لاعب أوروبي عامي 57 و1959، وللمرة الرابعة على التوالي شرف اللعب في المونديال. وعندما أكمل دي ستيفانو عامه ال36 وبات على وشك الاعتزال، جاءته الفرصة الأولى للمشاركة في كأس العالم، وضمه المنتخب الإسباني في نهائيات تشيلي 1962، ولكن الأقدار التي حرمته في المرات الأربع الماضية تدخلت لتحرمه، وللمرة الخامسة عندما تعرض للإصابة في التدريبات التي سبقت النهائيات، وجلس دي ستيفانو في المدرجات يشاهد المباريات ويتابع زملاءه، ومن المشاهد الطريفة أن النجمين الشهيرين والأبرز عالمياً في 1962 هما: دي ستيفانو، وبيليه، جلسا متجاورين وهما يتابعان مباراة للمنتخبين في البطولة. أرجنتيني آخر حرمته الظروف من اللعب في المونديال، المهاجم والهداف الفريد كارلوس بيانكي الذي دخل صراعات طويلة مع المدربين في منتخب الأرجنتين خلال النصف الأول من السبعينات، ولم يلعب أكثر من 14 مباراة دولية بين عامي1970 و1972 ودفعه الخلاف إلى الهجرة الدائمة إلى فرنسا، إذ استقر وتألق وتوج هدافًا للدوري المحلي مرات عدة. وبيانكي الذي اشتهر بسرعته وتسديداته وأهدافه بالقدمين بات مدرباً رفيع المستوى، وهو أكثر اللاعبين إحرازا للأهداف في جيله برصيد 385 هدفاً في مسابقة الدوري بين الأرجنتينوفرنسا. وتابع بيانكي عبر الشاشات فوز بلاده بكأس العالم 1978 وكان في ال29 من عمره، بعد أن حرمته الأقدار من الانضمام إلى التشكيلة. أرجنتيني ثالث تألق محلياً ودولياً في شكل لافت من دون أن يلعب في المونديال، خوسيه مانويل مورينو تألق في نهائيات كأس أميركا الجنوبية وتوج بطلاً لها مرتين عامي 41 و1947 ولكن فترة إبداع مورينو مع منتخب الأرجنتين التي بلغت 12 عاماً بين 1939 و1951 لم تشهد تنظيم نهائيات كأس العالم في 1942 و1946 لظروف الحرب، وغابت الأرجنتين عن نهائيات 1950، واكتفى مورينو بإحراز بطولة الدوري الأرجنتيني 5 مرات وفي كولومبيا 3 مرات وسجل 224 هدفاً. النجوم السبعة الآخرون هم: الإنكليزي ويليام دين هداف بلاده في الثلاثينات، وصاحب الرقم القياسي لأي لاعب في عدد الأهداف في الدوري الإنكليزي حتى الآن برصيد 320 هدفاً. لم يلعب مطلقاً في كأس العالم، وحالت ظروف رفض إنكلترا خوض نهائيات كأس العالم دون مشاركاته في المسابقات الثلاث الأولى أعوام 30 و34 و1938. ونجمان من الجزر البريطانية غابا دائماً عن المونديال، هما الويلزي أيان رايش أحد أبرز هدافي أوروبا وليفربول الإنكليزي، ولم تتأهل ويلز مطلقاً في عهده إلى كأس العالم، ولكن إنجازاته مع ناديه تضعه دائماً بين الصفوة. وجناح وكابتن مانشستر يونايتد الإنكليزي الحالي ريان غيفز عانى أيضاً من نفس مشكلة مواطنه الويلزي الأكبر أيان رايش، ولم تتأهل بلاده مطلقاً. ونجم رابع من الجزر البريطانية الاسكتلندي جيمس ماكفروري، وهو رابع أبرز هداف في التاريخ عبر المسابقات المحلية، وسجل خلال العشرينات والثلاثينات 416 هدفاً، ولا تشارك اسكتلندا اختيارياً في المونديالات الثلاثة الأولى ولم يجد الليبيري جورج ويا والمالي ساليف كيتا واليوناني زاغورا كيس أيضاً طريقهم إلى المونديال. ولا تمثل 27 دقيقة خاضها الإنكليزي كيفن كيغان في نهائيات 1982 زمناً كافياً لأحد أحسن وأشهر نجوم أوروبا، وهو أحسن لاعب في 78 و1979 لوضع بصماته في كأس العالم. ولم ينل النجم الأشهر في تاريخ الدنمارك ألان سيمونس أيضاً الفرصة أو الزمن الكافي، وهو لعب 20 دقيقة فقط في نهائيات مونديال 1986. والايطالي الفذ جيان فرانكو زولا الذي أمتع الجماهير في إيطاليا وإنكلترا حصل على 13 دقيقة فقط من أصل 7 مباريات لبلاده في كأس العالم 1994. ولكن اللاعب الأكثر شعبية وتألقاً ولمعاناً في الكرة الألمانية محلياً ودولياً في السبعينات والثمانينات غونتر نتزر هو الأقل اشتراكاً بين كل نجوم ألمانيا في المونديال، وعرف طريقه إلى الملعب لمدة 20 دقيقة فقط في نهائيات كأس العالم 1974 التي توج فيها الألمان أبطالاً.