أخفقت مساعي نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في إحداث"اختراق"في المحادثات الجارية في أبوجا بين حكومته ومتمردي دارفور وقرر العودة الى الخرطوم غداً، فيما تعتزم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، الشريك الثاني في الحكومة، طرح حل توفيقي قالت ان الولاياتالمتحدة تدعمه لحمل متمردي دارفور على توقيع اتفاق سريع مع الخرطوم. كما طرح الحزب الاتحادي الديموقراطي مقترحات أخرى لتحريك جمود المحادثات. ورفض الناطق باسم"الحركة الشعبية"باقان أموم الخوض في أي تفاصيل عن الرؤية التي تعتزم الحركة طرحها على متمردي دارفور، واكتفى بالقول"ان وفد الحركة الموجود في أبوجا مفوض تفويضاً كاملاً، وسيطرح رؤية الحركة على قادة الحركات". لكن مصادر قيادية في"الحركة الشعبية"أكدت ان الوفد بدأ بالفعل لقاءات مع الحركات في أبوجا في اطار مبادرة للحركة أُجيزت في اجتماعات المكتب السياسي أخيرا في رمبيك، وقالت ان واشنطن طلبت من"الحركة الشعبية"العمل على توحيد المواقف التفاوضية للحركات المتمردة. وأكدت المصادر ان الحركة ستؤكد للمتمردين ان رؤيتها مدعومة من المجتمع الدولي، وان لا مجال أمامهم للتراجع عن الاتفاقات التي وقعوها مع الحكومة سابقاً، خصوصاً اتفاق انجامينا لوقف اطلاق النار. وأوضحت المصادر ان الحركة ستركز في لقاءاتها مع المتمردين - حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة - على نقطتين: لا مجال للمطالبة بمنصب نائب الرئيس، واهمية نزع السلاح بالتزامن مع نزع اسلحة"الجنجاويد". وعلم أيضاً ان الحركة تعتزم طرح حل توفيقي في مسألة قوات الفصائل يقتضي دمجها في القوات الحكومية تدريجياً. كما ستقترح استفتاء على تقسيم حدود الولايات خلال فترة عامين بعد توقيع اتفاق. وخلت مفاوضات أبوجا أمس من أي محادثات مباشرة بين الأطراف عدا لقاءات جانبية أجراها طه مع كل من ممثل الجامعة العربية، وزعيمي"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل ابراهيم و"حركة تحرير السودان"مني أركوي ميناوي. وقالت مصادر في الوفد الحكومي المفاوض ل"الحياة"إن طه سيعود الى الخرطوم غداً الجمعة لاجراء مزيد من المشاورات. كما طرح الحزب الاتحادي الديموقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني مقترحات جديدة للإسهام في حل أزمة دارفور، وانهاء حال الجمود التي تعتري مسار المحادثات. ودعا، في المحور الأمني، الى اجراء محاكمات عادلة للمتورطين في جرائم الحرب التي ارتكبت في دارفور، وشدد في الجانب السياسي على منح دارفور مقعداً في مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء، مع الإسراع بعقد مؤتمر جامع لأهل دارفور. وأنهى وفد من الحزب برئاسة مستشار الميرغني أحمد سعد عمر، زيارة لأبوجا كان استبقها بلقاء مع رئيس الحزب في القاهرة. وقال سعد، وفقاً لبيان من الحزب الاتحادي، إن الميرغني أكد للوفد رغبته في الوصول إلى حل سياسي عادل وعاجل في دارفور. وكشف رئيس وفد الاتحادي لمفاوضات ابوجا ان مقترحات الحزب في شقها الأمني دعت الى اجراء تحقيق ومحاكمات عادلة للمتورطين في جرائم الحرب التي ارتكبت في دارفور، مع تطبيق اتفاقات وقف اطلاق النار، ونزع سلاح"الجنجاويد"، وتجريد كل القوات غير النظامية من السلاح، إضافة الى تحسين العلاقات مع تشاد، وتعويض ضحايا النزاع المسلح في دارفور، بينما طالبت في الجانب السياسي بضرورة تلبية رغبات أبناء دارفور بتمثيلهم في مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء الاتحادي. وقال رويترز مسؤول في القوات المسلحة السودانية أمس ان ستة مدنيين ومقاتلين اثنين من المتمردين قتلوا في شرق السودان عندما هاجم متمردون موقعي تاناي وواجر في ولاية كسلا في وقت متزامن الثلثاء مستخدمين أفراد المشاة وعربات مزودة بمدافع. واضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه"انسحب المسلحون بعدما طردهم الجيش السوداني بدعم من القوات الجوية وقتل اثنين منهم في معركة دامت نحو ساعتين". وقال المسؤول ان جماعة"مؤتمر البجا"وهي احدى الجماعات التي تشكل جبهة الشرق وحركة العدل والمساوة التي تقاتل في تمرد أخر في دارفور.